العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-07-05, 08:18 PM   رقم المشاركة : 1
محمد المصراتى
عضو







محمد المصراتى غير متصل

محمد المصراتى is on a distinguished road


التصوف عين البدعة والتوحيد دين الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم

التصوف عين البدعة والتوحيد دين الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد : فالصوفية عين البدعة , والبدعة ضلالة , والتوحيد هو طريق الأنبياء والرسل ومن تبعهم بإحسان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , وهم خلاصة البشرية وهم أهل الجنة , وهو طريق النجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم , والقلب السليم ؛ هو الخالي من الشرك ( أي خالص التوحيد ) , قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى : (( إلا من أتى الله بقلب سليم )) أي سالم من الدنس والشرك ثم ذكر أقوال السلف في ذلك ومنهم أبو عثمان النيسابوري حيث قال : ( هو القلب السالم من البدعة المطمئن إلى السنة ) , وقول سعيد ابن المسيب : (هو القلب الصحيح وهو قلب المؤمن لأن قلب الكافر والمنافق مريض قال تعالى : (( في قلوبهم مرض )) ) أهـ .

والتوحيد شفاء القلوب المريضة بالبدعة , والبدع ما أكثرها في زماننا هذا , يزينها أصحابها ويلبسونها بالحق لتقبل عند الناس ولكن يأبى الله إلا أن يجعل عند كل بدعة من يردها على أصحابها .
ومن البدع التي أكل عليها الدهر وشرب هي ( بدعة التصوف ) بأنواعه وأشكاله , حيث دخل إلى الإسلام عن طريق العجمة , وصدق شيخ الإسلام رحمه الله حيث يقول : كل نقص جاء في الإسلام عن طريق العجمة ( أقول العجمة هاهنا هي عدم الفهم عن الله مراده ) وليست عجمة النسب ؛ فقد يكون الإنسان أعجمياً ويفهم عن الله مراده وقد يكون عربياً ولا يفهم عن الله مراده فالقسمة هاهنا رباعية , كما قال شيخ الإسلام رحمه الله : عربي يفهم وعربي لا يفهم , وأعجمي يفهم وأعجمي لا يفهم , فأفضلهم العربي الذي يفهم ثم بعده الأعجمي الذي يفهم وأسوأهم الذي لا يفهم , وضابط ذلك كله ؛ العلم النافع والعمل الصالح وهو الذي على منهاج النبوة (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) .

والتصوف أصلاً ليس من الإسلام في شيء ولم يتعبد الله عباده إلا بالإسلام الصحيح وهو الاستسلام لله بالتوحيد وهو عين التوحيد,لم يقل الله كونوا صوفية وإنما قال : (( كونوا ربانين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون )) بل قال جل وعلا : (( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم )) , ووالله إن الصوفية الآن ابتدعها إخواننا المسلمون ما كتبها الله علينا , فيكفينا ما كان عليه سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه .
والصوفية والتصوف هي طريقة تربوية تعبدية ابتدعها كل إنسان على مزاجه وفهمه للإسلام , فكلما كان فهمه قاصراً أو أشد قصوراً كانت طريقته أبعد في الضلال وهلم جر , حتى ينتهي إلى الإسلام الصحيح الذي كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم فتكون تربيته وتعبده بعد ذلك على منهاج النبوة .
ولذلك لا نعجب إذا رأينا كثرة الطرق الصوفية وبعضها أعمق في الضلال من بعض هذا كله لبعدهم عن المنهج الصحيح كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وانظر إلى المثال الواضح أمامك في شخصيتين تاريخيتين في الإسلام شتان بينهما:
الأول : شيخ الإسلام الإمام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله تعالى جدد دين الله بدعوته الصادقة إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح , والذي يقرأ فتاواه يجد العجب في كيفية استحضاره الشواهد من الآيات والأحاديث على أقواله وفتاويه , حيث ربط نفسه بالوحيين .

والثاني : الإمام الغزالي رحمه الله صاحب الإحياء , شغل وقته كله في التصوف والخرافات فجاء كتابه بالعجب العجاب في التربية الصوفية , خلط فيه الحق بالباطل والسنة بالبدعة حتى تندم آخر عمره أنه أضاعه في هذه الطرق المتشبعة, وتمنى أنه اقتصر على السنة الصحيحة وهي والله شفاء (( وشفاء لما في الصدور )) , ويقال أنه توفي وصحيح البخاري على صدره .
ورحم الله شيخنا حماد الأنصاري عندما سألناه عن كتاب الإحياء وما فيه من الخرافات والضلالات قال كلمته المشهورة : ( هذا الكتاب إماتة علوم الدين وليس إحياء علوم الدين ) .

فالتصوف أصلاً ليس من الإسلام في شيء وما ذكر عن بعض أهل العلم والفضل أنهم كانوا على تصوف وأنه تصوف صحيح , ويراد الآن أن التصوف مشروع فهذه شبهة نقول فيها ؛ ولله الحمد أن العالم يحتج له ولا يحتج به وهذه قاعدة عظيمة جعلها أهل العلم لتنضبط معالم الدين , وقديماً قال الإمام مالك رحمه الله كلمته المشهورة : ( كلنا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر , وكل يؤخذ من قوله ويترك ) .

وكيف يؤخذ من قول العالم ويرد ؟ يؤخذ ما وافق الكتاب والسنة, ويرد ما خالفهما , فالحمد لله لم يتعبدنا الله بالتصوف لا تربية ولا عبادة ولا سلوكاً وإنما تربية وعبادة وسلوكاً على منهاج النبوة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين علماً ودراسة وفقهاً وتربية وعملاً ونسأل الله أن يتقبلنا .

وما ذكر عن الفضيل بن عياض وإبراهيم بن أدهم وغيرهم من الزهاد فإن التصوف شيء والزهد شيء آخر , وإنما أراد أرباب التصوف أن يؤصلوا لهم أصلاً في الإسلام والذي يقرأ سير أولئك الزهاد العظام لا يجد ذكراً للتصوف وإنما التصوف أحدث بعدهم .

وباليت من أحدث هذه الزوبعة واضطراب الشباب وفتنتهم بالتصوف بدلاً من ذلك نشر سير أولئك العظام من السلف الصالح في حلقات حتى يتعظ الناس ويقرؤوا سير السلف رضوان الله عليهم ويعتبروا , فكلامهم يخرج من مشكاة النبوة , وكلام المتصوفة من وحي إبليس .

وعندما رجعت إلى ترجمة الفضيل بن عياض رحمه الله ساق الحافظ الذهبي من كلامه درراً تحي القلوب وتوقظها , يقول رحمه الله : ( حرام على قلوبكم أن تصيب حلاوة الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا )) , وقيل للفضيل ما الزهد ؟ قال : ( القنوع , قيل له ما الورع ؟ قال : اجتناب المحارم , قيل له ما العبادة ؟ قال : أداء الفرائض , قيل له ما التواضع ؟ قال : أن تخضع للحق , وقال : أشد الورع في اللسان ) , أين هذا من قول أساطين الصوفية :
أنا من أهوى ومن أهوى أنا **** نحن روحان حللنا بدنا
فإن أبصرتنا أبصرته **** وإذا أبصرته أبصرتنا

ويقول الآخر (( ما الكلب والخنزير إلا إلهنا ***وما الله إلا راهب في كنيسة )) , هذا هو التصوف وهذه فلسفته الرديئة وهذه خلاصته ( الحلول والإتحاد والوحدة ) .

إن الزهد والورع هما صفات تكون في الأفراد يكتسبها العبد بالتقوى , ليست طرقاً ومناهج ورسوم كطرق الصوفية ومناهجها ورسومها ودرجاتها وما أكثرها , ولكن الطريق الحق واحد لا لبس فيه (( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )) ,
طريق واحد, وضع معالمه المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى لا نضل, فجزاه الله أفضل ما جازى نبياً عن أمته.

إن الصوفية اندثرت بحمد الله ولا سيما في بلاد الحرمين , ذهبت إلى غير رجعة , ورفعت منار السنة , ونسأل الله أن ترفع أعلام السنة المنصورة في بقية بلاد الإسلام شرقاً وغرباً , وأن يرجع العباد إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم علماً وعملاً ودراسة وفقهاً على منهج السف الصالح هذا هو التجديد الذي أشار إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها ), وقوله في الحديث الآخر : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغاليين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) , جعلنا الله من هؤلاء حملة العلم الصحيح .

إن هذه الأمة الإسلامية في الوقت الحاضر تحتاج إلى الجمع والتضامن الصحيح على معالم الإسلام الصحيح, وهي الكتاب والسنة على فهم السف الصالح, ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما أصلح أولها.
لا أن نزيدها فرقة بإحياء طرق التصوف والزعم أن هناك تصوفاً صحيحاً وتصوفاً مغلوطاً وضلالاً ونريد أن نحي التصوف الصحيح فنرفع علم الصوفية وندافع عنها .

فكل الطرق الصوفية عن بكرة أبيها تدعي أنها على الحق , وكل فرق الضلالة التي على الساحة الإسلامية تدعي أنها على الحق , بل حتى اليهود والنصارى يدعون أنهم على الحق , لكن الحق الصحيح الصريح الذي لا غبار عليه وهو الميزان الحق وهو حبل الله الذي بين الله وبين عبادة هو كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح , ولا يوجد في كلام الله ولا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم التصوف وطرقه ولا في كلام السلف , وما يتعلق به من الشبهات التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وأنه أثنى على صوفية أهل الحديث والسنة .
فأقول وبالله التوفيق : أن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر أولئك القوم من كان على طريق السنة والحديث وأن لهم قدم صدق في نصرة السنة والحديث والعلم النافع , وذكر ما فيهم من تصوف أو زهد فهو يصف حالهم ويثني عليهم في فضائلهم والتي هي نصرة السنة لا أنه يثني على التصوف ويشيد به , بدلالة أن علماء السنة المحضة المشهورين الأعلام الفضلاء العظام كالإمام أحمد ومالك والشافعي والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم وغيرهم الذين هم على منهاج النبوة المحضة لم يوصف أحد منهم بأنه من الصوفية أو صوفية أهل الحديث أو صوفية أهل السنة .
فشيخ الإسلام واصف لحال أولئك العلماء الفضلاء وليس مقرراً لمبدأ التصوف أصلاً فهو يصف الواقع أصلاً لا أن يقرر مبدأ وطريقاً يبنى عليه , وحتماً الذي لم يوصف بالتصوف من العلماء الكبار الذين نصروا السنة والحديث وانتسبوا إلى السنة كالإمام أحمد والأوزاعي ووكيع والبخاري والشافعي وغيرهم وغيرهم كثير من السلف الصالح أفضل من الذين وصفوا بأنهم من صوفية أهل السنة أو صوفية أهل الحديث , فشيخ الإسلام يصف الواقع وأثنى على أولئك العلماء بما لهم من جهود في نصرة السنة ورد البدع الأخرى غير الصوفية .

ولقد عاصرنا شيخنا ابن باز رحمه الله وهو الزاهد الحكيم المجدد الورع العالم الرباني وهو يثني على الذي ينصر السنة والإسلام والحديث من الفرق والأحزاب الموجودة في الساحة الآن وينكر البدع والتحزب والتفرق ويريد للمسلمين أن يكونوا أمة واحدة , هذا هو المنهج الرباني .
فلا يأتي أحد من الجماعات الحزبية المنتشرة الآن وهي معروفة ويدعي أن الشيخ ابن باز رحمه الله أثنى عليهم في تحزبهم وفي مناهجهم وفي طرقهم فيتخذ ذلك ذريعة يسوغ له التحزب والتصوف ويقول أن له أصلاً مشروعاً بدلالة أن هذا الإمام الفاضل أثنى عليهم لنصرتهم الإسلام والسنة مع ما فيهم من بدعة , لا يقول هذا إلا مغالط وكما قلت مسبقاً هناك قاعدة عظيمة وهي : ( أن العالم يحتج له لا يحتج به ) , والذي يحتج به هو كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم , ولم يتعبدنا الله بتصوف ولا تحزب ولا غيره , وإنما أمرنا الله أن نكون أمة واحدة نعتصم بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )) .
هذا والله الهادي إلى سواء السبيل وهو نعم المولى ونعم النصير.






بقلم فضيلة الشيخ د/ عبد الرحمن بن صالح محي الدين
المدينة النبوية 5/ 5 / 1426







التوقيع :
السلام عليكم .....
من مواضيعي في المنتدى
»» من تعلق بغير الله خُذل قصة تحتاج إلى تأمل
»» الحقوق والواجبات على الرجال والنساء في الإسلام
»» تنبيه الدكتور عبد العزيز القاريإلى خطورة قوله إنَّ التصوف الصحيح هو عين التوحيد
»» الوهابية : ليست [ حوزة رافضية ] و لا [ طريقة صوفية ]...
»» حمّل الآن كشف زيف التصوف وبيان حقيقته وحال حملته حوار مع الدكتور القاري وأنصاره
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:28 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "