بسم الله الرحمن الرحيم, الموضوع هذا للإباضية المتجهمة فقط, أما الإباضية الذين ليس فيهم نتن التجهم فلا يلزمهم الرد والمشاركة في الموضوع...
لقد شاع في الوقت الحاضر قولٌ فاحش عظيم من الإباضية المتجهمة في إنكار علو الله تعالى, وليس لهم في هذا لا آية ولا دليل, إنما غاية ما معهم قولهم: كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان, وربما كانت هذه المقولة التي لا توجد في أي ديوان من دواوين السنة أعظم وأحب إليهم من قوله تعالى: ( الرحمن على العرش استوى ), ويأتون بألفاظ مجملة مُحدثة لم ترد على لسان الشارح وينفونها لينفوا بذلك الحق, كلفظ الجهة والحيز والجسم وغيرها من مصطلحات شيخهم أرسطوا.
وهذا الأمر كما هو معلوم بالضرورة خلاف إجماع سلف الأمة وأئمتها, فإنهم أجمعوا على الالتزام بالكتاب والسنة فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته, وذموا ما أحدثه أهل الكلام من الجهمية ونحوهم, وأنكروا عليهم لمفارقتهم للإجماع كما قاله محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفه حيث قال: (( اتفق الفقهاء كلهم من المشرق الى المغرب على الايمان بالقرآن والأحاديث التي جائت بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه, فمن فسر اليوم شيئاً من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفارق الجماعة, فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا, ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة, ثم سكتوا, فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة, لأنه وصفه بصفة لا شئ )), وقال الأوزاعي: (( كنَّا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذِكرُه فوق العرش, ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته )).
فالسؤال هو: لماذا فارقتم الجماعة...؟