عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-11, 01:40 PM   رقم المشاركة : 1
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


Smile هل كذب شيخ الإسلام إبن تيمية [ رد على أحد الشبهات ]

الحمدُ لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين.

حقيقةً إن من العالماء الأجلاء , وممن حفظ وصنف هو شيخ الإسلام وبركة الزمان " إبن تيمية " فنسبُ النصبِ إليهِ من باب العاطفةِ الجياشة التي لا يمكنُ للعقل تقبلها فضلاً عن النقل , فما كان من كتاب شيخ الإسلام إبن تيمية منهاج السنة النبوية إلا الدقة في تحري الأخبار والرد عليكم من كل الأبواب وما أوردهُ " إبن المطهر الحلي " في منهاج الكرامة , فرميهِ بالنصب في حين أنكم تروون عن النواصب لا يصح .

ما هي هذه الفضيلة التي زعمتَ أنها [ حيرت أهل السنة ] فالمضحكُ المبكي إكثاركَ من إستعمال لفظ [ الناصبي ] والأدهى من ذلك إدعاءك للعلم وأنتَ عنهُ بعيد فهذا ديدنُ من أراد لنفسهِ الشهرة والله تعالى المستعان , فهل هذه الفضيلة صحيحة وما هي القرائنُ التي بنيت عليها حديثك , دعنا نرى إن كنت كما تصفُ نفسك أو لا فوالله الذي لا إله إلا هو ما أراهُ من مواضعيكم أنكم حاملوا أسفار لا أكثر , في مقدماتك لما تكتب عاطفة غريبة لا أعرفُ لها أصل والله المستعان .

قال ابن تيمية في [ الصفدية – ج2 – ص 319 ] ما نصه :
( فأرسل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر أميرا على الموسم وأمره أن ينهى عن طواف العراة بالبيت وأن ينهى المشركين عن الحج ولهذا كان ينادي في الموسم ولا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان وأتبعه بعلي بن أبي طالب لأجل نبذ العهود إلى المشركين الذين كانت لهم عهود مطلقة وكان أبو بكر هو الأمير على الموسم وعلي معه يصلي خلفه ويأتمر بأمره لكن أرسله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه كان من عادة العرب أن العهود لا يعقدها ولا يحلها إلا المطاع أو رجل من أهل بيته فخاف إن لم يبعث واحدا من أهل بيته أن لا يقبلوا نبذ العهود ولم يرجع أبو بكر إلى المدينة ولا عزله عن شيء كان ولاه وما روى من ذلك فهو من الكذب المعلوم أنه كذب ) هذا الكلامُ عظيم لا يفهمهُ من لا عقل لهُ أيها المكرم ولهذا فعليك أن تفهم جيداً هذه النقاط المثارة في كتاب شيخ الإسلام إبن تيمية " الصدفية " والله المستعان .

1- هذا لأن الصواب أنهُ مبلغُ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وخليفتهُ , ولأنهُ أعلمُ من علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهُ أخرج الإمام مسلم في الصحيح : [ (حديث مرفوع) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَي بْنِ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَقَالَ : عَبْدٌ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ زَهْرَةَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ ، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَبَكَى ، فَقَالَ : فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا ، قَالَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُخَيَّرُ ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ أَبُو بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ لَا تُبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ " . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ ، وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ يَوْمًا ، بِمِثْلِ حَدِيثِ مَالِكٍ ] . فكان أبي بكر الصديق أعلمُ الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم ورضي عن أبي بكر , وأعلمُ بما يريدُ من الحديث وكان أكثرُ الصحابة فضلاً عن الله ورسولهِ أيها المكرم فتأمل والله المستعان.

وما الغرابة في عدم ذكره هذا في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنهُ , بل أشار إلي أمر كان لا بد منهُ وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل الصديق رضي الله عنهُ , وأرسل علي رضي الله عنهُ ليكون مع أبي بكر رضي الله عنهما , وكان علي رضي الله عنهُ ياتمُ بهِ والصديق هو الأمير وكان معهُ ياتمُ بهِ فأين النصب في هذا الخبر , ولا أدري ما هذا الفهم الأعوج للنصوص العلمية التي أجزمُ بعدم فهمكَ لها البتة , وهذا لا يستقيمُ أبدأ فتأمل وعليك أن تكون عاقلاً فيما تنقل .

2- هذه النقطة الثانية الإجابة عنها في كلام شيخ الإسلام إبن تيمية [ أرسله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه كان من عادة العرب أن العهود لا يعقدها ولا يحلها إلا المطاع أو رجل من أهل بيته فخاف إن لم يبعث واحدا من أهل بيته أن لا يقبلوا نبذ العهود ولم يرجع أبو بكر إلى المدينة ولا عزله عن شيء كان ولاه وما روى من ذلك فهو من الكذب المعلوم أنه كذب ] فهذا الكلام يوضحُ الإشكال الذي طرحتهُ ويدلل على أمر أنك لم ولن تفهم كلام شيخ الإسلام إبن تيمية رضي الله عنهُ , وعادة العرب أن يرسل أحدٌ من أهل بيتهِ مع من أرسلهُ ليوثق الأمر وهذا لا يقدح في الصديق ولا في علي رضي الله عنهما البتة .

3- شيخ الإسلام إبن تيمية تكلم عن إرسال النبي صلى الله عليه وسلم للصديق رضي الله تعالى عنهُ , وبين أن من عادة العرب أن لا يوثق الكلام إلا رجل من أهل البيت ولاحظ قول شيخ الإسلام إبن تيمية [ إلا المطاع أو رجل من أهل بيتهِ ] فأين الإشكال في ما ورد عن شيخ الإسلام إبن تيمية ولا أرى أي غرابة فيما ورد عنهُ رضي الله تعالى عنه , بل الصحيح أن الكلام لا إشكال فيه ولا حول ولا قوة إلا بالله , وهل قولهُ من عادات العرب تهميش لعلي ..... !! الله المستعان .. !!

4- نعم لم يعزل الصديق رضي الله عنهُ . لنرى الروايات معاً التي أوردها هداهُ الله تعالى في موضوعهِ هذا فهل تصح وما الفهمُ الصحيح لها سائل المولى عز وجل أن يوفقنا إلي ما يحبهُ ويرضاه وييسر الشرح .

1- هل بلغ أبي بكر الصديق رضي الله عنهُ عن النبي شيء من الأوامر.

[ سنن الترمذي – ح رقم 3091 – قال الألباني : صحيح الإسناد ]
(عن ابن عباس قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ثم أتبعه عليا فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء فخرج أبو بكر فزعا فظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو علي فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا فحجا فقام علي أيام التشريق فنادى ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ولا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا مؤمن وكان علي ينادي فإذا عيي قام أبو بكر فنادى بها قال أبو عيسى وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس ) قلتُ وهذا الحديث لا إشكال فيه فالخبر يبينُ ان علياً رضي الله عنهُ كان متأماً بأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهُ , وهذا مصداق لكلام شيخ الإسلام إبن تيمية حين قال [ وكان أبو بكر هو الأمير على الموسم وعلي معه يصلي خلفه ويأتمر بأمره لكن أرسله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه كان من عادة العرب أن العهود لا يعقدها ولا يحلها إلا المطاع أو رجل من أهل بيته فخاف إن لم يبعث واحدا من أهل بيته أن لا يقبلوا نبذ العهود ولم يرجع أبو بكر إلى المدينة ولا عزله عن شيء كان ولاه وما روى من ذلك فهو من الكذب المعلوم أنه كذب ] فنعم لم يعزله النبي صل ىالله عليه وسلم عن شيء كان ولاه عليه ومن قال بغير ذلك وما روي فهو من الكذب الصريح وهذا معروف عند أهل العلم , وأما الرواية فلا تبين أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل علي رضي الله تعالى عنهُ ليعزل أبي بكر الصديق وهذا فهم خاطئ للحديث .

تحفة الأحوذي صفحة 386 .
قوله : ( بعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبا بكر ) وروى الطبري عن ابن عباس قال : بعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبا بكر أميرا على الحج وأمره أن يقيم للناس حجهم ، فخرج أبو بكر ( وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ) أي : أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبا بكر أن ينادي بها . وعند أحمد من حديث علي : لما نزلت عشر آيات من براءة بعث بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع أبي بكر ليقرأها على أهل مكة ، ثم دعاني فقال : " أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ منه الكتاب " ، فرجع أبو بكر فقال يا رسول الله نزل في شيء فقال : " لا : إلا أنه لن يؤدي ، أو : لكن جبريل قال لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك " .

قال ابن كثير : ليس المراد أن أبا بكر رضي الله عنه رجع من فوره بل بعد قضائه للمناسك التي أمره عليها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . قال الحافظ في الفتح : ولا مانع من حمله على ظاهره لقرب المسافة . وأما قوله : " عشر آيات " فالمراد أولها إنما المشركون نجس ( ثم أتبعه عليا ) أي أتبع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبا بكر عليا رضي الله تعالى عنهما ( إذ سمع رغاء ناقة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ) بضم الراء وبالمد صوت ذوات الخف ، وقد رغا البعير يرغو رغاء بالضم والمد : أي ضج ( القصوى ) هو لقب ناقة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( فدفع إليه كتاب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ) أي دفع أبو بكر إلى علي كتابه ، صلى الله عليه وسلم . ( فسيحوا ) سيروا آمنين أيها المشركون ( في الأرض أربعة أشهر ) يأتي الكلام عليه في شرح حديث علي الآتي بعد هذا ( ولا يحجن بعد العام ) أي بعد الزمان الذي وقع فيه الإعلام بذلك ( فإذا عيي ) بكسر [ ص: 387 ] التحتية الأولى . يقال عيي يعيا عيا وعياء بأمره وعن أمره : عجز عنه ولم يطق أحكامه أو لم يهتد لوجه مراده وعيي يعيا عيا في المنطق : حصر . فنرجوا من المخالفين هداهم الله التأمل بحق .

تنبيه : قال الخازن قد يتوهم متوهم أن في بعث علي بن أبي طالب بقراءة أول براءة عزل أبي بكر عن الإمارة وتفضيله على أبي بكر وذلك جهل من هذا المتوهم ، ويدل على أن أبا بكر لم يزل أميرا على الموسم في تلك السنة حديث أبي هريرة عند الشيخين أن أبا بكر بعثه في الحجة التي أمره رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليها قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس . الحديث ، وفي لفظ أبي داود والنسائي قال : بعثني أبو بكر فيمن يؤذن في يوم النحر بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ، فقوله : " بعثني أبو بكر " : فيه دليل على أن أبا بكر كان هو الأمير على الناس ، وهو الذي أقام للناس حجهم وعلمهم مناسكهم ، وأجاب العلماء عن بعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليا ليؤذن في الناس ببراءة بأن عادة العرب جرت أن لا يتولى تقرير العهد ونقضه إلا سيد القبيلة وكبيرها ، أو رجل من أقاربه ، وكان علي بن أبي طالب أقرب إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أبي بكر لأنه ابن عمه ومن رهطه ، فبعثه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليؤذن عنه ببراءة إزاحة لهذه العلة لئلا يقولوا هذا على خلاف ما نعرفه عن عادتنا في عقد العهود ونقضها . وقيل : لما خص أبا بكر لتوليته على الموسم خص عليا بتبليغ هذه الرسالة تطييبا لقلبه ورعاية لجانبه ، وقيل إنما بعث عليا في هذه الرسالة حتى يصلي خلف أبي بكر ويكون جاريا مجرى التنبيه على إمامة أبي بكر بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث أبا بكر أميرا على الحاج وولاه الموسم وبعث عليا خلفه ليقرأ على الناس ببراءة ، فكان أبو بكر الإمام وعلي المؤتم ، وكان أبو بكر رضي الله عنه الخطيب ، وعلي المستمع . وكان أبو بكر المتولي أمر الموسم والأمير على الناس ولم يكن ذلك لعلي ، فدل ذلك على تقديم أبي بكر على علي وفضله عليه . انتهى . فهذا الصواب من هذه المسألة .

قلت : ومما يدل على أن أبا بكر لم يزل أميرا على الموسم في تلك السنة حديث جابر عند الطبري وإسحاق في مسنده والنسائي والدارمي وابن خزيمة وابن حبان : أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح فسمع رغوة ناقة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا علي عليها ، فقال له : أمير أو رسول فقال : بل أرسلني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ببراءة أقرؤها على الناس الحديث . فهذا الحديث قرينة قوية على أن الحديث يثبت أن أبي بكر لازال أميراً على الناس والله تعالى المستعان , فكيف يفترى صاحب الموضوع ما يفتريه , أعجزن عن إثبات شيء فإتهم شيخ الإسلام بالكذب .

ثم سؤالنا : [ وكان علي ينادي فإذا عيي قام أبو بكر فنادى بها قال أبو عيسى وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس ] هذا يثبت أن الصديق رضي الله عنهُ لازال الأمير , ولكن إن كان علي رضي الله عنه وهو الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن علي لقراءة سورة براء , وتعب كان أبي بكر وهو أمير الحج في ذلك الوقت ولازال ولم يعزله النبي صلى الله عليه وسلم يقفُ مكان علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهُ فيقرأ إذا تعب رضي الله عنه .

2- هل بلغ أبو بكر الصديق سورة براء ... ؟

[ سنن النسائي – ح رقم 2958 – قال الألباني : صحيح ]
(أخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد وعثمان بن عمر قالا حدثنا شعبة عن المغيرة عن الشعبي عن المحرر بن أبي هريرة عن أبيه : قال جئت مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ببراءةقال ما كنتم تنادون قال كنا ننادي إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله أو أمده إلى أربعة أشهر فإذا مضت الأربعة أشهر فإن (الله بريء من المشركين ورسوله) ولا يحج بعد العام مشرك فكنت أنادي حتى صحل صوتي ) رغم أنا أجبنا على هذا الإشكال وهو أن الصديق رضي الله تعالى عنهُ أمير الحج في ذلك الوقت وإنما كان إرسال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي لأن هذا من عادة العرب في توثيق العهود , ولكي يقرأ سورة براء , وبقي الصديق رضي الله عنهُ أميراً يأتمُ علي رضي الله عنه فيه , والدليل مما أوردت في النقطة الأولى أن الصديق بلغ من الآية فتأمل معي النص .

[ سنن الترمذي – ح رقم 3091 – قال الألباني : صحيح الإسناد ]
(عن ابن عباس قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ثم أتبعه عليا فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء فخرج أبو بكر فزعا فظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو علي فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا فحجا فقام علي أيام التشريق فنادى ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ولا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا مؤمن وكان علي ينادي فإذا عيي قام أبو بكر فنادى بها قال أبو عيسى وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس ) ما أشرتُ إليه باللون الأسود في الخبر الذي نقلتهُ من سنن الترمذي يبينُ ان الصديق رضي الله عنهُ بلغ شيئاً من سورة براء , رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل علي بن أبي طالب ليقرأ على الناس سورة براء , فكان أبي بكر إذا تعب رضي الله عنهما يكملُ عنهُ وهذا يثبتُ ذلك وأما ما نقلته من سنن النسائي فلا أدري يكف أولت أن الصديق رضي الله عنهُ لم يبلغ شيئاً من سورة براء والله تعالى المستعان , بل في الخبر دليل على أنه بلغ ولكنك لم تفهم .

قولهُ : [فكنت أنادي حتى صحل صوتي ] فمن كان ينادي إضا صحل صوت علي بن أبي طالب رضي الله عنهُ , أو بمعنى آخر إذا تعب رضي الله عنهُ فهلا أجبتنا على هذا الإشكال الذي نحب أن نعرف رأيكم الكريم فيه , فهلا اخبرتنا من كان ينادي إذا تعب رضي الله تعالى عنهُ .... ؟

- هل أُرسل الإمام علي عليه السلام من قِبَل النبي صلى الله عليه وآله لأن عادة العرب تقتضي أن من يحل العهود هو من أقارب الرجل أم أنه الوحي الإلهي ؟؟! فهل صح الحديث عند التحقيق والإجابة بإذن الله تعالى ستكونُ سهلة عليكم أيها المكرم فأرجوا أن لا تفعل كما عهد عليك من سوء اللسان والسب والطعن فهذا سبين للجميع أنك ضعيف الحجة فاسدُ البضاعة فيا حبذا لو كنت علمياً أكثر في ردك .

قال السخاوي في المقاصد الحسنة (1/54) : " وليس في هذا كله ما يقدح في إجماع أهل السنة، من الصحابة والتابعين؛ فمن بعدهم على أن أفضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق، أبو بكر؛ ثم عمر رضي الله عنهما؛ وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما: كنا نقول: ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر؛ وعمر وعثمان؛ فيسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينكره؛ بل ثبت عن علي نفسه أنه قال: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر؛ ثم عمر؛ ثم رجل آخر؛ فقال له ابنه محمد بن الحنفية؛ ثم أنت يا أبت. فكان يقول: ما أبوك إلا رجل من المسلمين رضي الله عنهم. وعن سائر الصحابة أجمعين ".

وفي تحفة الأشراف : " حديث: علي مني وأنا من علي، لا يؤدي عني إلا أنا أو علي. ت في المناقب (71: 1) عن إسماعيل بن موسى، عن شريك، عن أبي إسحاق، عنه به. وقال: حسن صحيح غريب. س فيه (المناقب، في الكبرى) عن أحمد بن سليمان، عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق به. ق في السنة (11: 4: 6) عن أبي بكر بن أبي شيبة وسويد بن سعيد وإسماعيل بن موسى، ثلاثتهم عن شريك به (313) " وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة (4/479) : " و أما حديث حبشي فيرويه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عنهبلفظ : " علي مني و أنا منه ، و لا يؤدي عني ( ديني ) إلا أنا أو علي " . أخرجه
أحمد ( 4 / 164 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12 / 150 / 1 ) و رجاله ثقات إلا أن أبا إسحاق و هو السبيعي كان اختلط . ثم هو مدلس ، لكن تابعه شريك عن أبي إسحاق به . و قال شريك : " قلت لأبي إسحاق : أنت أين سمعته منه ؟ قال : موضع كذا و كذا ، لا أحفظه " . أخرجه أحمد أيضا ( 4 / 165 ) و الترمذي ( 2 / 299 ) و النسائي ( ص 14 - خصائص ) و الطبراني في " الكبير " ( 3511 ) و ابن ماجة (119 ) ، و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " .

قلت : إلا أن شريكا سيء الحفظ ، فإن كان حفظه ، فالعلة ما ذكرنا من الاختلاط .
و تابعه قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن حبشي . أخرجه الطبراني ( 3512 ) . " .

وقيس بن الربيع هذا ضعيف , قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : "
قيس ( دتق ) ابن الربيع الإمام الحافظ المكثر أبو محمد الأسدي الكوفي الأحوال أحد أوعية العلم على ضعف فيه من قبل حفظه ولد في حدود سنة تسعين وروى عن عمرو بن مرة وزياد بن علاقة وعلقمة بن مرثد وزبيد اليامي ومحارب بن دثار وأبي إسحاق السبيعي وعدة وكان من المكثرين حدث عنه رفيقاه شعبة والثوري ويحيى بن آدم وإسحاق بن منصور السلولي وعلي بن الجعد ويحيى الحماني ومحمد بن بكار بن الريان وخلق سواهم وكان شعبه يثني عليه ووثقه عفان وغيره وقال ابن عدي عامة رواياته مستقيمه والقول فيه ما قاله شعبة وأنه لا بأس به وقال يعقوب بن شيبة هو عند جميع أصحابناصدوق وكتابة صالح ثم قال وهو رديء الحفظ جدا كثير الخطأ وقال محمد بن المثنى ما سمعت يحيى وعبد الرحمن يحدثان عن قيس شيئا قط وعن أبي بكر بن عياش قال كان قيس لا يفرق بين كره وبين لا بأس وقال الفلاس حدث عبد الرحمن عن قيس اولا ثم تركه وقال ابن معين ليس بشيء وقال مرة يضعف ولينه أحمد بن حنبل وقال النسائي متروك قلت لا ينبغي أن يترك فقد قال محمد بن المثنى سمعت محمد ابن عبيد يقول لم يكن قيس عندنا بدون سفيان لكنه ولي فأقام على رجل الحد فمات فطفئ أمره وقال محمود بن غيلان حدثنا محمد بن عبيد قال استعمل المنصور قيسا على المدائن فكان يعلق النساء بثديهن ويرسل عليهم الزنابير قال أبو الوليد حضر شريك جنازة قيس بن الربيع فقال ما ترك بعده مثله قال أبو الوليد كتبت عن قيس ستة آلاف حديث قال سلم بن قتيبة قال لي شعبة أدرك قيسا لا يفوتك وقال أبو داود سمعت شعبة يقول ألا تعجبون من هذا الأحول يقع في قيس بن الربيع يريد يحيى القطان وقال أبو حاتم لا يحتج به قال قراد سمعت شعبة يقول ما أتينا شيخا بالكوفة إلا وجدنا قيسا قد سبقنا إليه كنا نسميه قيسا الجوال وعن شريك قال ما نشأ بالكوفة اطلب للحديث من قيس بن الربيع قراد سمعت شعبة يقول جلست أنا وقيس في مسجد فلم يزل يقول حدثنا أبو حصين حتى تمنيت أن المسجد يقع علي وعليه قال ابن حبان قد سبرت أحاديث قيس وتتبعتها فرأيته صدوقا مأمونا حين كان شابا فلما كبر ساء حفظه وامتحن بابن سوء فكان يدخل عليه الحديث فوقع في أخباره مناكير قال عفان قدمت الكوفة فاتينا قيسا فجلسنا إليه فجعل ابنه يلقنه ويقول له حصين فيقول حصين ويقول رجل آخر ومغيره قال ابن حبان مات سنة سبع وستين ومئة وكذا أرخه أبو نعيم الملائي ". وقد حسنهُ الإمام الألباني رحمه الله تعالى , بمجموع طرقهِ , وليس الحديث بالذي يرتقي للحسن بل ذكر الإمام الألباني حديث أقضاكم في ديني , وصحح على أثرهِ هذا الحديث إنظر السلسلة الصحيحة ولكن هذا الأثر فيهِ ضعف .

سؤالات البرقاني (1/37) : " هو شريك بن عبد الله النخعي ، أبو عبد الله ، القاضى ، صدوق يخطئ كثيرا ،تغير حفظه منذ ولى القضاء بالكوفة ، وكان عادلا فاضلا عابدا ، شديدا على أهل البدع ، أخرج له مسلم ، والأربعة في سننهم ، مات سنة 177 أو 178 ه.انظر : التاريخ الكبير (2 / 2 / 237) ، الميزان (2 / 270) ، التهذيب (4 / 333) ، التقريب (1 / 351). " وأحاديثُ مسلم من رواية " شريك " منتقاه , أي أنهُ حدث بها قبل الإختلاط عن أبي إسحاق .

وفي العلل لأبن أبي حاتم (2/374) : " قال أبي حسن بن صالح أثبت في الحديث من شريك بن عبد الله " قال إبن كثير في البداية والنهاية (5/34) وفي التفسير (2/333) : " ضعيف الإسناد ومتنه فيه نكاره " وفي الإنتصار للصحب والآل من إفتراءات السماوي الضال : " قلت: صدر الحديث ثابت من وجه آخر وهو حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - في قصة تنازع علي وزيد وجعفر على كفالة ابنة حمزة وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: « أنت مني وأنا منك » والحديث في الصحيحين(تقدم تخريجه ص 493) لكن ليس هذا من خصائص علي بل قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك لغيره كما تقدم بيانه. (1)

وأما قوله: ( لا يؤدي عني إلا علي ) فمع عدم ثبوت سنده -كما تقدم- فهو معارض لأصل عظيم من أصول الدين وهو وجوب نشر العلم، والتبليغ عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حق كل من سمع منه شيئا من العلم أو بلغه عنه، من غير حصر في أحد كما دل على هذا حديث جبير بن مطعم المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بالخيف من منى فقال: (نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه).(2)

وفي الصحيحين من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم يوم النحر، ثم قال بعد أن ذكر تعظيم حرمة الدماء والأموال والأعراض (ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى منه)(3)، فرغب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المشهد العظيم أمته أن تبلغ عنه ،
______________________________
(1) انظر: ص 494 من هذا الكتاب.
(2) أخرجه الترمذي في: (كتاب العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع) 5/33-34، وابن ماجه في: (المقدمة، باب من بلغ علما) 1/85، وقد صححه الألباني في صحيح ابن ماجه 1/45.
(3) أخرجه البخاري في: (كتاب العلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد الغائب)، فتح الباري 1/157،158، ح67، ومسلم: ( كتاب القسامة، باب تغليظ تحريم الدماء) 3/1306، ح1679.

وتؤدي ما سمعت منه، وبين أن البلاغ عنه ليس من شرطه الفقه، بل متى ما حصل الضبط والحفظ جاز للسامع البلاغ، فكيف بكبار الصحابة الذين هم أهل العلم والفقه، وقدوة الناس في الدين، فهم أولى الناس بالبلاغ عنه، ولهذا بلغ أصحابه عنه الأحاديث، ونقلوا سنته للأمة في حياته، وبعد مماته،ولم يكن ذلك محصورا في عدد معروف منهم، وإنما كان يبلغ عنه كل من سمع منه، ممن لا يحصي عددهم إلا الله، فكيف يتصور بعد هذا أن يجعل النبي صلى الله عليه وسلم البلاغ عنه محصورا في علي دون غيره من الصحابة!! إن هذا مما يأباه الدين ويرده الواقع.

وما ذكره المؤلف من أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا يبلغ عنه سورة براءة عوضا عن أبي بكر، ورجوع أبي بكر يبكي، ثم قول النبي صلى الله عليه وسلم له لا يؤدي عني إلا علي فكذب مردود بالروايات الصحيحة، والثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا مؤيدا لأبي بكر، وقد كان تحت إمرة أبي بكر في الحج، فأمر أبو بكر من ينادي في الناس أيام الحج بما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من بينهم علي - رضي الله عنه - وكان الجميع تحت إمرة أبي بكر " .

ثم قال بعدما إنتهى من نقض المتن : " وبهذا يظهر لك أيها القارئ فساد حجة الرافضي في استدلاله بالحديث المذكور على خلافة، علي وأنه حديث ضعيف لا تقوم الحجة به وهو مع هذا منكر المتن معارض للأصول، كما أن المناسبة التي زعم أنها سببه، وعلق الحديث بها تشهد ببطلان دعواه إذ لم يرجع أبو بكر بعد تأمير النبي صلى الله عليه وسلم له على الحج، ولم يرده هو، بل حج بالناس، وبلغ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعث من كان ينادي في الناس بذلك، وكان من بين هؤلاء المنادين علي - رضي الله عنه - الذي كان يأتمر بأمر أبي بكر في تنفيذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم " فالحديث ليس بالمعتبرِ عند أهل الحديث , ومنكر سنداً ومتناً .

وذكر الرافضي هذه الرواية فقال : "
- حدثنا شريك عن عياش العامري عن عبدالله بن شداد قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد أبي سرح من اليمن فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة ولتسمعن ولتطيعن أو لابعثن إليك رجلا لنفسي يقاتل مقاتلتكم ويسبي ذراريكم, أللهم أنا أو كنفسي", ثم أخذ بيد علي " . قلتُ لكن لم لم أجد في شيوخ عياش غير صحابي واحد تأخرت وفاته جدا حيث توفي في سنة 87 ألا وهو بن أبي أوفى وغالب شيوخه من كبار التابعين , ولم أعرف لعياش العامري رواية عن عبد الله بن شداد .

أما روية أحمد في مسندهِ : " حدثنا يحيى بن آدم وابن أبي بكير قالا حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال يحيى بن آدم السلولي ". أما إسرائيل فلا يدرى هل سمع هذا الحديث من أبي إسحاق قبل أو بعد إختلاطهِ , وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن في حديثهِ وإسرائيل بن أبي يونس ثقة إلا أن الإختلاف في معرفة متى كانت روايتهُ عن أبي إسحاق أهو قبل أو بعد .. ؟؟ قال إبن كثير في البداية والنهاية (5/34) وفي التفسير (2/333) : " ضعيف الإسناد ومتنه فيه نكاره " وفي الإنتصار للصحب والآل من إفتراءات السماوي الضال : " قلت: صدر الحديث ثابت من وجه آخر وهو حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - في قصة تنازع علي وزيد وجعفر على كفالة ابنة حمزة وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: « أنت مني وأنا منك » والحديث في الصحيحين(تقدم تخريجه ص 493) لكن ليس هذا من خصائص علي بل قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك لغيره كما تقدم بيانه. (1)

وأما قوله: ( لا يؤدي عني إلا علي ) فمع عدم ثبوت سنده -كما تقدم- فهو معارض لأصل عظيم من أصول الدين وهو وجوب نشر العلم، والتبليغ عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حق كل من سمع منه شيئا من العلم أو بلغه عنه، من غير حصر في أحد كما دل على هذا حديث جبير بن مطعم المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بالخيف من منى فقال: (نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه).(2)

وفي الصحيحين من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم يوم النحر، ثم قال بعد أن ذكر تعظيم حرمة الدماء والأموال والأعراض (ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى منه)(3)، فرغب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المشهد العظيم أمته أن تبلغ عنه ،
______________________________
(1) انظر: ص 494 من هذا الكتاب.
(2) أخرجه الترمذي في: (كتاب العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع) 5/33-34، وابن ماجه في: (المقدمة، باب من بلغ علما) 1/85، وقد صححه الألباني في صحيح ابن ماجه 1/45.
(3) أخرجه البخاري في: (كتاب العلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد الغائب)، فتح الباري 1/157،158، ح67، ومسلم: ( كتاب القسامة، باب تغليظ تحريم الدماء) 3/1306، ح1679.

وتؤدي ما سمعت منه، وبين أن البلاغ عنه ليس من شرطه الفقه، بل متى ما حصل الضبط والحفظ جاز للسامع البلاغ، فكيف بكبار الصحابة الذين هم أهل العلم والفقه، وقدوة الناس في الدين، فهم أولى الناس بالبلاغ عنه، ولهذا بلغ أصحابه عنه الأحاديث، ونقلوا سنته للأمة في حياته، وبعد مماته،ولم يكن ذلك محصورا في عدد معروف منهم، وإنما كان يبلغ عنه كل من سمع منه، ممن لا يحصي عددهم إلا الله، فكيف يتصور بعد هذا أن يجعل النبي صلى الله عليه وسلم البلاغ عنه محصورا في علي دون غيره من الصحابة!! إن هذا مما يأباه الدين ويرده الواقع.

وما ذكره المؤلف من أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا يبلغ عنه سورة براءة عوضا عن أبي بكر، ورجوع أبي بكر يبكي، ثم قول النبي صلى الله عليه وسلم له لا يؤدي عني إلا علي فكذب مردود بالروايات الصحيحة، والثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا مؤيدا لأبي بكر، وقد كان تحت إمرة أبي بكر في الحج، فأمر أبو بكر من ينادي في الناس أيام الحج بما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من بينهم علي - رضي الله عنه - وكان الجميع تحت إمرة أبي بكر " .

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : " حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع قال : سألنا عليا بأي شيء بعثت في الحجة قال بعثت بأربع أن لا يطوف بالبيت عريان ومن كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فهو إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ولا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا قال أبو عيسى هذا حديث حسن وهو حديث سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق ورواه الثوري عن أبي إسحاق عن بعض أصحابه عن علي وفي الباب عن أبي هريرة حدثنا نصر بن علي وغير واحد قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي نحوه حدثنا علي بن خشرم حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق عن زيد بن أثيع عن علي نحوه قال أبو عيسى وقد روي عن بن عيينة كلتا الروايتين يقال عنه عن بن أثيع وعن بن يثيع والصحيح هو زيد بن أثيع وقد روى شعبة عن أبي إسحاق عن زيد غير هذا الحديث فوهم فيه وقال زيد بن أثيل ولا يتابع عليه " . والله تعالى وأعلم . قولك أن شيخ الإسلام إبن تيمية كذب فهذا تجني واضح لا يقبلُ منك والله المستعان فما نفعُ الكذب عليه ... ؟

1- يفضحهُ في ماذا ... ؟
2- العلة هو أن أبي بكر سأل عن سبب إرسال علي لا أكثر .

والنتيجة هو أن أبي بكر رضي الله تعالى عنهُ , لازال أميراً على الحج وكان علياً مأموماً رضي الله عنهُ وكان يقرأ سورة براء وعندما عاد الصديق رضي الله تعالى عنهُ , أي بعد إتمام الحج وتأدية فرضية الله تبارك وتعالى وما أمره النبي صلى الله عليه وسلم بهِ عاد فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ما كان , والنص في مقدمة البحث هنا فتأملهُ .

هذا والله تعالى أعلى وأعلم .

كتبهُ /

تقي الدين السني







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» رواية إبن عبد البر عن أبي بكر القطيعي (( لمسند الإمام أحمد بن حنبل ))
»» هدم أدلة الرافضة وإمامتهم المزعومة وجعلناهم أئمة يقتدى بهم يا رافضة
»» هديتي الي الزميل يوسف1 والزميل عجبان الديلمي
»» صحابة خير البشرية بين القرآن الكريم وعقيدة الشيعة الإثنى عشرية .. ؟!
»» وتتوالى الصفعات السنية على عمائم الإمامية...(فاطمة بضعة مني) هل ثبت هذا الحديث عندكم؟