عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-10, 02:06 PM   رقم المشاركة : 3
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


نفع الناس من صفات الأنبياء والرسل:


إن النفع المتعدي هو طريق الأنبياء والرسل،
ووظيفة من سلك سبيلهم، واقتفى أثرهم،

فهم أنفع الناس للناس،
وهم الذين يهدون الناس إلى الله تعالى،
ويخرجونهم من الظلمات إلى النور بإذنه،

وذلك بدعوتهم إلى توحيده،
الذي لا عز ولا سعادة في الدنيا والآخرة إلا به.



ونفع الأنبياء للناس لا يشمل أمور الآخرة فقط،
بل كذلك أمور الدنيا:

فيوسف عليه السلام تولى الخزائن لعزيز مصر :


{ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ

إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ }

[يوسف:55]،


فكان في ذلك الخير والنفع والنجاة
من سنوات القحط والجدب التي أصابت البلاد.



وموسى عليه السلام لما ورد ماء مدين

وجد عليه جماعة من الناس يسقون،
ووجد من دونهم امرأتين مستضعفتين،
فرفع الحجر عن البئر وسقى لهما حتى رويت أغنامهما.


ونبينا صلى الله عليه وسلم
كانت خديجة رضي الله عنها تقول في وصفه
صلى الله عليه وسلم :

(كلا والله ما يخزيك الله أبدا

إنك لتصل الرحم
وتحمل الكل وتكسب المعدوم
وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق)([1]).



وعلى هذا النهج القويم سار الصحابة والصالحون:

-فأبو بكر الصديق رضي الله عنه

كان يصل الرحم ويساعد المحتاجين،

ولذلك لما أراد قومه أن يخرجوه

قال له ابن الدغنة المشرك :

(إن مثلك لا يخرج ولا يُخرج
فإنك تكسب المعدوم وتصل الرحم
وتحمل الكل وتقري الضيف
وتعين على نوائب الحق)([2]).


-وعمر بن الخطاب رضي الله عنه

كان يتعاهد الأرامل، ويسقي لهن الماء ليلاً.


-وعلى بن الحسين رحمه الله

كان يحمل الخبز إلى بيوت المساكين في ظلام الليل،

فلما مات فقدوا ذلك،


قال ابن إسحاق :

كان ناس من أهل المدينة يعيشون
ولا يدرون من أين معاشهم
فلما مات علي بن الحسين
فقدوا ذلك الذي كان يأتيهم في الليل ([3]).


وهكذا الصالحون من هذه الأمة

إذا وجدوا فرصة لنفع الخلق،

فرحوا بها فرحاً شديداً،

وعدوا ذلك من أفضل أيامهم!.



-كان سفيان الثوري رحمه الله

ينشرح إذا رأى سائلاً على بابه!

ويقول:

(مرحباً بمن جاء يغسل ذنوبي).


- وكان الفضيل بن عياض رحمه الله

يقول:

(نعم السائلون،

يحملون أزوادنا إلى الآخرة،

بغير أجرة حتى يضعوها في الميزان).



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1]) رواه البخاري (3).

([2]) رواه البخاري (2175).

([3]) سير أعلام النبلاء (4/393).






من مواضيعي في المنتدى
»» الإعجاب بالمقاومة الميكروفونية
»» الشيخ عمر القزابري يؤم المصلين برواية ورش عن نافع
»» الرسائل المفيدة في تصحيح العقيدة
»» فتح رب البرية بتلخيص الحموية / للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
»» الأصول الثلاثة وأدلتها / لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى