نقض مذهبهم وبيان بطلانه :-
بعد تعريف التوحيد والشرك عند علماء الإسلام ، والإسماعيلية
يتضح الفرق العظيم ، والبون الشاسع ،
في مسألة هي أساس الدين ، وركنه القويم ،
فالفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض ، وبين الليل والنهار .
ولا ريب أن عقيدة الإسماعيلية في التوحيد والشرك ،
عقيدة باطلة ومخالفة للقرآن والسنة ، وإجماع علماء الأمة ،
ومخالفة للعقل والفطرة
ومع ذلك سوف نرد عليهم باختصار شديد
– لكون معنى التوحيد والشرك من أبجديات الإسلام
التي لا ينازع فيها اثنان – على النحو التالي :-
أولاً:
أن قولهم : إن التوحيد : هو الإقرار بولاية الأئمة قول باطل
فإن التوحيد : هو إفراد الله بالعبادة،
والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وبما جاء به
وذلك هو الركن الأول من أركان الإسلام ،
كما جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم :
" بني الإسلام على خمس :
شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله
وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ،
وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً " [1] .
والتوحيد : هو معنى لا إله إلا الله
ومعناها :
لا معبود بحق إلا الله تعالى ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع .
ولأجل هذه القضية قاتل الرسول صلى الله عليه وسلم الكفار
فقال : " أُمرت أن أُقاتل الناس ،
حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ... الخ " [2] ،
فإذا أسلم الكفار
أجرى الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم أحكام الإسلام ،
ولم يذكر الإقرار بولاية الأئمة مطلقاً.
ثانياً:
أن الله عز وجل حدد لنا معنى الشرك ،
ولم يتركنا نخوض في هذه المسألة المهمة ، ونحددها بأهوائنا وآرائنا
فقال تعالى على لسان لقمان :
{ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ
يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [3]
وقال تعالى على لسان الجن
{ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا } [4] ،
فالشرك يكون بالله تعالى ،
وليس بولاية علي ولا ولاية الحسن أو الحسين رضي الله عنهم ،
ولا ولاية غيرهم .
ثالثاً :
لو زعموا أن الآيات التي فيها لفظ الشرك ،
المراد بها الإشراك بولاية الرسول صلى الله عليه وسلم في وقته ،
ثم الأئمة من بعده
لقلنا لهم :
إنها وردت آيات كثيرة
تنهى الرسول صلى الله عليه وسلم ذاته أن يشرك ،
ومنها قوله تعالى :
{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ
لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [5]
فإن قالوا المراد بها الإشراك بولاية علي ،
فهو باطل ومردود ،
لأنه ليس له ولاية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بإجماع الفريقين
وإن قالوا : المراد بها الرسول ذاته ،
فهو قول باطل ومردود ، إذ كيف يشرك بنفسه .
فيتضح بجلاء أن المراد بالشرك
هو الإشراك بالله سبحانه وتعالى في ألوهيته بعبادة غيره.
`````````````````````````````
[1] / رواه البخاري ( رقم 8 ) ومسلم ( رقم 16 ) .
[2] / رواه البخاري في الإيمان برقم ( 24 ) ، ومسلم في الإيمان برقم ( 33 ) واللفظ متفق عليه .
[3] /[ سورة لقمان الآية : 13 ].
[4] / [ سورة الجن الآية : 2 ].
[5] /[ سورة الزمر الآية : 65 ].