ثانياً : معنى التوحيد والشرك.
التوحيد في اللغة : مشتق من وحّد الشيء إذا جعله واحداً،
فهو مصدر وحد يوحد ، أي جعل الشيء واحداً [1].
وفي الشرع أو الاصطلاح عند علماء الإسلام :
إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة ،
مع الجزم بانفراده في ذاته ، وأسمائه وصفاته ، وأفعاله ،
فلا نظير له ولا شبيه .
والشرك نقيض التوحيد ، كما إن الكفر نقيض الإيمان ،
فالشرك في اللغة معناه:
" المخالطة والمشاركة يقال: الشّركة وهي مخالطة الشريكين
ويقال : أشركنا بمعنى تشاركنا [2] .
أشرك بالله :
أي جعل له شريكاً في عبادته، أو ملكه ، تعالى الله عن ذلك
ومنه قوله تعالى : { وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } [3] ،
أي اجعله شريكي فيه ".
والشرك في المعنى الاصطلاحي عند علماء الإسلام :
هو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله .
فالمشرك هو من صرف شيئاً من أنواع العبادة
التي تصرف لله لغير الله .
هذا هو تعريف علماء الإسلام للتوحيد والشرك ،
وهو التعريف الذي يوافق النصوص الشرعية ومن القرآن والسنة ،
ويوافق اللغة والفطرة والعقل .
ونجد أن الإسماعيلية تخالف عموم المسلمين من السنة وغيرهم
في معنى التوحيد والشرك ، والذي هو أهم القضايا ،
وأساس الدين ، وقطبه القويم
فيعتقدون أن التوحيد هو الإقرار بولاية علي رضي الله عنه والأئمة من بعده !!
والشرك الإشراك بولايتهم!!
ولا شك أن كل مسلم على الفطرة ، لا يصدق قولهم ، ويرده رداً قاطعاً ،
وأما من كان على مذهبهم وهو على الفطرة الصحيحة ،
ولم يتشرب بعقائدهم الباطنية ،
فسوف يستغرب هذا القول أيما استغراب.
وحتى لا يُقال : إن كلامنا كذب وزور وبهتان ،
إليك البراهين الواضحة ، والحجج الدامغة ،
من خلال كتبهم ، وأقوالهم ، والتي لا يبقى معها أدنى شك ،
والله يقول : { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
[ سورة النمل 64 ] .
`````````````````````````````
[1] / لسان العرب . ابن منظور . مادة وَحَدَ . ( ج 10 ص 450 ) ،
والمعجم الوسيط تأليف : د / إبراهيم أنيس وآخرون ،الجزء الأول ص ( 1016 ) طباعة ( 1392 هـ - 1972 م } ،
انظر كتاب التوحيد شرح : عبد الرحمن بن محمد القاسم ( ص 11 ) الطبعة الخامسة سنة 1424 هـ .
[2] / لسان العرب . ابن منظور . مادة شركَ . ( ج 10 ص 448 ).
[3] / [ سورة طه الآية : 32 ].