فإن قال قائل منهم :
إنما نقصد شفاعتهم إلى الله تعالى واتخاذهم وسائط بيننا وبين الله.
قلنا : هذا هو قصد الكفار الأولين ،
ومرادهم من اتخاذهم الأصنام والأحجار
– التي هي صور لأُناس صالحين ،
فإنهم يعلمون أنها لا تضر ولا تنفع بذاتها
ولكنهم جعلوها وسائط بينهم وبين الله تعالى
ومع ذلك قاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم
حتى يخلصوا العبادة لله وحده ،
قال تعالى عنهم :
{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ
وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ
قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [1] ،
وقال تعالى :
{ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ
مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى
إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } [2] ،
وتأمل – عزيزي القارئ – منهج علماء السنة ومنهج علماء البدعة :-
علماء السنة يقولون :
الله في كل خطب حسبنا وكفى *** إليه نرفع شكوانا ونبتهل
فافزع إلى الله واقرع باب رحمته *** فهو الرجاء لمن أعيت به السبل
وعلماء البدعة ودعاة الشرك من الإسماعيلية يقولون :
وإن رمتك الليالي البُهم بالنوب *** فاهتف بأحمد خير العجم والعرب
وبالوصي علي كاشفِ الكرب *** فكم حزين يبيت الليل في تعب
ثم بعد ذلك نجدهم يموهون على أتباعهم من العوام ويقولون لهم :
إن مذهبنا هو المذهب الحنيف ونحن على ملة إبراهيم عليه السلام !! [3]
والحنيف : هو من مال وأعرض عن الباطل ، واتبع الطريق الصحيح ،
الذي هو الإسلام ، دين التوحيد الخالص لله تعالى المنافي للشرك ،
ولا يكون الإنسان حنيفاً وهو مشرك يدعو مع الله أحداً ،
قال تعالى :
{ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [4]
وقال تعالى :
{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } [5] ،
فأين الإسماعيلية من الملة الحنيفية
.. ملة إبراهيم – عليه السلام -..
ملة التوحيد الخالص لله تعالى،
ونبذ الشرك بكل أنواعه ووسائلة ؟!!
إنهم بعيدون منها بُعد المشرقين عن المغربين .
فيا ليت قومي – وهم نعم القوم ونعم العشيرة – يعلمون .
`````````````````````````````
[1] / [ سورة يونس الآية : 18 ].
[2]/ [ سورة الزمر الآية : 3 ].
[3] / يلبسون على العامة بأنهم على الحق ، وأنهم الفرقة الناجية ، وشيعة أهل البيت ،
وأنهم أتباع الأنبياء ، وأهل المذهب الحنيف الذي هو ملة إبراهيم والأنبياء من بعده – عليهم السلام –
وتلبيسهم بجعلهم البدعة سنة ، والسنة بدعة ، وقلب الحقائق
واستعمالهم للكذب والإشاعات لتضليل العامة .
[4] / [ سورة الأنعام الآية : 79 ].
[5] /[ سورة البينة الآية : 5 ].