الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الله تعالى :
{ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ}﴿الفاتحة: 1﴾
وهذه الآية الكريمة تتضمن ثلاثة أسماء لله الأول {الله} وهو علم على نفس الله عز وجل ولا يسمى به غيره ومعناه : المألوه أي المعبود محبة وتعظيما وهو مشتق لقول الله تعالى { وَهُوَ اللَّـهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ}﴿الأنعام: 3﴾
فأن قوله تعالى{ فِي السَّمَاوَاتِ} متعلق بلفظ الجلالة فيكون المعنى المألوه في السماوات والأرض.
وأسم الله ذكر في القرآن الكريم {2724}مرة
وأسم الله هو الإسم الجامع لأسمائه الحسنى والمتضمن لسائر صفات الله العلى
وإسم الله دال على كونه مألوهاً معبوداً تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً وفزعاً إليه في الحوائج والنوائب وذلك مستلزم لكمال ربوبيته ورحمته المتضمن لكمال الملك والحمد وكذلك إلهيته وربوبيته ورحمانيته وملكه التي ثبتت له بكونه الله تستلزم له جميع صفات الكمال إذ يستحيل ثبوت ذلك لمن ليس بحي ولا سميع ولا بصير ولا قادر ولا متكلم ولا فعال لما يريد.
وهذه الصفات هي التي يستحق أن يؤله ويعبد لأجلها فيؤله لأن له أوصاف العظمة والكبرياء ويؤله لأنه المتفرد بالقيومة والربوبية والملك والسلطان ويؤله لأنه المتفرد بالرحمة وإيصال النعم الظاهرة والباطنة إلى جميع خلقه ويؤله لأنه المحيط بكل شيء علماً وحكماً وحكمةً وإحساناً ورحمة وقدرة وعزة وقهراً ويؤله لأنه المتفرد بالغنى المطلق التام من جميع الوجوه .
ولذلك تجد الباطنية الإسماعيلية يقولون إن العقل الأول الذي هو عندهم الخالق البارئ المصور الحي القيوم والذي يمتكلك كل الصفات التي ذكرتها وثبتت في الكتاب والسنة يقولون نفى الألوهية عن نفسه بمعنى سلب نفسه جميع الصفات ليكون مثل إله الباطنية الذي يعبدونه والذي يطلقون عليه {هو}فقط ولا يطلقون عليه حتى إسم الله وقول الباطنية هذا فيه محاذير كثيرة نذكر أهمها وهو :
{تعدد الألهة}
وهو ثابت عليهم ومعتقد لهم لا يستطيعون الفرار منه لقولهم به في حال الإثبات للصفات التي ثبتت في الكتاب والسنة فيكون المثيل المنبعث من العقل الأول وفي حال نفي الصفات الواردة في الكتاب والسنة عن العقل الأول والمنبعث منه يكون المثيل لله العقل الأول والمنبعث منه هذا غير قولهم بوجود الصفات الألهية الرحيم والرحمن والمعز والأول والأخر والغني ووووو على ألهة تدعى فتجيب وتسأل فتعطي ويستغفر فتغفر وتسترحم فترحم ويستغاث بها فتغيث وأن كنت لا أقدم على القول بالمُبدِع والمُبدع والمنبعث منه شيء لأن فساد أصل المسألة يفسد فرعها وفساد فرعها قد لا يفسد الأصل عند ذوي العقول القاصرة في مثل هذه المسألة{وذلك لكونهم في الأصل يقولون بإشتراك صفات الألوهية بين الخالق البارئ المصور الحي القيوم وبين المنبعث من الخالق البارئ المصور الحي القيوم}
وللحديث بقية أسأل الله التوفيق والمعونة والسداد