عرض مشاركة واحدة
قديم 21-04-09, 01:49 PM   رقم المشاركة : 3
سمر التميمي
عضو ماسي







سمر التميمي غير متصل

سمر التميمي is on a distinguished road


في أقامة الحدود :


أخرج الطبري ، عن أبن عمر قال : كنت مع أبن عمر في حج فإذا نحن براكب ، قال عمر هذا يطلبنا . فجاء الرجل يبكي ، قال : ما شأنك ؟ إن كنت غارما ً( مديونا ) أعنّاك وإن كنت خائفا ًآناك إلا أن تكون قتلت نفسا فتـُقتل بها ، وإن كنت كرهت جوار قوم حولناك عنهم . )
قال : إني شربت الخمر وأنا أحد بني تميم وإن أبا موسى جلدني وحلقني وسود وجهي وطاف بي على الناس ، وقال ، لا تجالسوه ولا تواكلوه فحدثت فحدثت نفسي بأحدى ثلاث ، إما أن أتخذ سيفا ًفأضرب به أبا موسى ، وأما أن آتيك فتحولني الى الشام فأنهم لا يعرفونني ، وأما أن ألحق بالعدو فآكل معهم وأشرب .
فبكى عمر وقال : ( ما يسرني أنك فعلت وأن لعمر كذا وكذا ، وإني كنت لأشرب الناس لها في الجاهلية وإنها ليست كالزنا )
وكتب الى أبي موى ما صورته سلام عليك ، أما بعد ، فإن فلان أبن فلان التميمي أخبرني بكذا وكذا ، وأيم الله إني إن عدت لأسوّدَن وجه وجهك ولأطوّفنّ بك في الناس فإن أردت أن تعلم حق ما أقول بعد ، فأمر الناس أن يجالسوه ويؤاكلوه فإن تاب فاقبلوا شهادته ، وحمله عمر وأعطاه مائتي درهم .
ومع أن عمر قد أرخى للناس طول الحرية وأجرهم رسن المساواة وفرش للعامة صدره ، فقد كان مهيبا ً فيهم حتى امتلأت صدورهم بهيبته .
لم يجرد عليهم سيفا ً ولم يرفع عليهم سوطا ً ، وإنما كانت له ( درة ) وهي عصا صغيرة كالمخصرة يستعملها في تأديب من استحق منهم وكنت في يده على الدوام أنّى سار ، وكان الناس يهابونها أكثر مما تخيفهم السيوف . روى الطبري عن أياس بن سلمة عن أبيه ، قال : مر عمر بن الخطاب في السوق ومعه الدرة فخفقني بها خفقة فأصاب طرف ثوبي .
فقال : أمط الطريق . فلما كان العام المقبل لقيني ، فقال :
( يا سلمة تريد الحج ؟ فقلت : نعم ، فأخذ بيدي فانطلق الى منزله فاطاني ستمائة درهم وقال : ( أستعن بها على حجك ، واعلم إنها بالخفقة التي خفقتك ) . قلت : يا أمير المؤمنين ما ذكرتها . قال : ( وأنا ما نسيتها )
فكان عمر مؤدبا ً حكيما ً .
وقال الخضري : ولعل درته لم يسلم منها خفقتها إلا القليل من كبار الصحابة .

عفـّة عمر من مال المسلمين :

كان عمر قد أخذ نفسه وأهله بحال التقشف وخشونة العيش حتى ساوى البائس الفقير الذي غنما يعيش بما يتبلّغ به مما يمسك الرمق ويدفع الجوع لم تشره نفسه الى رقيق العيش ونعيم الحياة الدنيا .
ولم يهم بمكاثرة الناس في المال ويرى مال المسلمين مرتعا ًوبيلا على من رعاه فقتر على نفسه تقتيرا ً جعله موضعا ًللأنتقاد واعتراض المعترضين ، وقد بلغ من شدة احترازه عن أخذ مال المسلمين أن عطاءه ربما قصر به عن بلوغ الكفاية من حاجاته وحاجات أهله ، فلايسمح لنفسه بأن يطلب من المسلمين أن يفرضوا له كفايته .
رأى بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعانيه أمير المؤمنين من جهد العيش فاجتمع نفر ٌ منهم فيهم عثمان وعلي وطلحة والزبير ، وقالوا : لو قلنا لعمر في زيادة نزيده إياها في رزقه . فقال عثمان : هلم الى فلنعلم ما عنده من وراء وراء .
فأتوا أم المؤمنين حفصة بنت عمر فحدثوها بما اعتزموا عليه وأوصوها ألا تخبر بهم عمر . وحدثوها بما اعتزموا عليه وأوصوها ألا تخبر بهم عمر . فلقيته حفصة وقالت له في ذلك فغضب وقال :
( من هؤلاء ؟ لأسوءنهم ) . قالت : لا سبيل إلى علمهم .
قال : ( أنت بيني وبينهم ، ما أفضل ما أقتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الملبس ؟ قالت : ثوبين ممشقين كان يلبسهما للوف والجكع . قال : ( فأي الطعام ناله عندك أرفع ؟ ) قالت : حرفا ً من شعير فصببنا عليه وهو حار أسفل عكة لنا فجعلتها دسمة حلوة فأكل منها .
فقال : ( فأي مبسط بسط عندك كان أوطأ ؟ ( أكثر جلوسا) . قالت : كساء ثخين نربعه في الصيف فإذا جاء الشتاء بسطنا نصفه وتدثرنا بنصفه .
قال : ( فابلغيهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر فوضع الفضول مواضعها وتبلغ بالترجية ، وإنما مثلي ومثل صاحبي كثلاثة سلكوا طريقا ًفمضى الأول لسبيله وقد تزود فبلغ المنزل ُم أتبعه الآخر فسلك سبيله فأفضى إليه ثم أتبعهما الثالث فأن لزم طريقهما ورضى بزادهما لحق بهما ، وإن سلك طريقا ً غير طريقهما لم يلقهما ) .

كان عمر مع ذلك لا يسوغ أحدا ًمن أهل بيته أن ينتفع بشيء ليس له فيه حق . روى مالك في الموطأ : أن عبد الله وعبيد الله أبني عمر خرجا في جيش الى العراق فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري وهو أمير البصرة ، فرحب بهما وسهل . ثم قال : لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به . ثم قال : بلى ، ههنا مال من مال الله أريد أن أبعث به الى أمير المؤمنين فأسلفكماه فتبتاعان به متاعا ًمن متاع العراق ثم تبيعانه بالمدينة فتؤديان رأس المال الى أمير المؤمنين ويكون لكما الربح . فقالا : وددنا ذلك .
ففعل وكتب الى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال فلما قدما باعا فأربحا فلما دفعا ذلك الى عمر قال : ( أكل الجيش أسلفه ) . قال : لا .
فقال عمر بن الخطاب أبنا أمير المؤمنين أسلفكما ، أديا المال وربحه .
فأما عبد الله فسكت ، وأما عبيد الله فقال : ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين هذا ، لو نقص هذا المال أو هلك لضمناه . فقال عمر : ( أديا ) . فسكت عبد الله وراجعه عبيد الله . فقال رجل من جلساء عمر : يا أمير المؤمنين لو جعلته قراضا ً . فأخذ عمر رأس المال ونصف ربحه وأخذ عبد الله وعبيد الله نصف ربح المال . قالوا ، وهو أول قراض في الإسلام .

وقد كان عمر إذا نهى الناس عن أمر من الأمور جمع أهله فقال : ( إني نهيت الناس عن كذا وكذا وإن الناس ينظرون أليكم نظر الطير الى اللحم وقسم بالله لا أجد أحدا ً منكم يفعله إلا أضعفت عليه العقوبة )

عمر ومجلس الشورى :

كان عمر لا يستأثر بالأمر دون المسلمين ولا يستبد عليهم في شان من الشئون العامة . فإذا نزل به أمر لا يبرمه حتى يجمع المسلمين ويحيل الرأي معهم ويستشيرهم . ومن مأثور قوله : ( لا خير في أمر أبرم من غير شورى ) . وكان مسلكه في الشورى جميلا ً . فإنه كان يستشير العامة أول أمره فيسمع منهم ، ثم يجمع مشايخ أصحاب رسول الله وأصحاب الرأي منهم ثم يفضي إليهم بالأمر ويسألهم أن يخلصوا فيه الى رأي محمود ، فما استقر من عليه رأيهم أمضاه .
يقول الكاتب : وعمله هذا يشبه النظامات الدستورية في كثير من الممالك النظامية إذ يعرض الأمر على مجلس النواب مثلا ثم بعد أن يقرر بالأغلبية يعرض على مجلس آخر يسمى في بعضها مجلس الشيوخ وفي بعضها مجلس اللوردات فإذا انتهى المجلس من تقريره أمضاه الملك .
والفرق بين عمل عمر وعمل هذه الممالك أن هذا الأمر كان اجتهادا ًمنه وبغير نظام متبع أو قوانين مسنونة . وأما في الممالك المتمدنة اليوم فالأمر يجري على نظام وقوانين . ومن قوله في الشورى :
( يحق على المسلمين أن يكون أمرهم شورى بينهم وبين ذوي الرأي منهم ) . فالناس تبع لمن قام بهذا الأمر ما اجتمعوا عليه ورضوا به لزم الناس وكانوا فيه تبعا ً لهم، ومن قام بهذا الأمر تبع لأولي رأيهم ما رأوا لهم ورضوا به من مكيدة في حرب كانوا فيه تبعا ً لهم .
فهو في قوله هذا قد جعل أولي الأمر منفذين لما رآه أولو الرأي ، والناس تبع للإمام فيما أخذ به من رأي أولي الرأي .
وقد كان لعمر خاصة من علية الصحابة وذوي الرأي ، منهم العباس أبن عبد المطلب وابنه عبد الله وكان لا يكاد يفارقه في سفر أو حضر وعثمان أبن عفان وعبد الرحمن بن عوف وعلي بن ابي طالب ونظراؤهم . كان يستشيرهم ويرجع الى رأيهم .
رأي عمر في الأجتماعات :
كان عمر رضي الله عنه يرى أن ابتعاد الخاصة عن عامة الناس واختصاصهم بأفراد لا يغشى تلك المجالس سواهم أمر غير لائق .لأنه كان يعتبر علية الناس وذوي فضلهم بمنزلة المربي للعامة يقتدون بهم ويترسمون خطواتهم فإذا دفعت العامة عن غشيان مجالس أولي الفضل فأتت الفائدة المقصودة ، ووجدت هوة بعيدة الغور بين الفريقين . ثم يتبع ذلك أن المجالس يدور فيها الكلام على أنحاء وفنون . فإذا نقل ما يدور فيها الى الناس نقل على غير وجهه وصرف عن منحاه وظنت بالمجالس وأهلها الظنون . وكان ذلك أدعى الى سقوط منزلتهم . وفوق هذا فإن ذلك يدعو الى الأختلاف والتدابر والتناكر لأن من يغشون مجلسا ًيدلون بعميد ذلك المجلس وكبيره ، وذلك مؤد الى النفاسة ( الحسد والغيرة ) وقد نهى عمر عن ذلك ناسا من قريش فيما قدمنا عن ابن عباس ، والذي خافه عمر على الناس وعلى من يأتي قد وقع فكثرت الآراء المنقولة عن أفراد ذلك العصر ودعا ذلك الى اختلاف الناس في الدين اختلافا عظيما .


كان في المدينة ملك من الفرس غاضه ما فتح على عهد عمر بلاده وسبي أبناء قارس ويتخذون منهم الموالي وهو الهرمزان ، وكان من السبايا رجل يقال له أبا لؤلؤة عبد المغيرة بن شعبة وكان حاقدا على المسلمين وكان نصرانيا ً فاتفق مع هرمزان وجفينة الأنباري وكعب الأحبار على مؤامرة قتله ، فكان أن قتله بخنجر ذو رأسان نصابه في الوسط فلما سقط حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله سجدة .


نجاح عمر بن الخطاب رضي الله عنه


لم تتحقق الدولة الإسلامية بصورتها المثلى في عهد أيٍّمن عهود الخلفاء والحكام مثلما تحققت في عهد الخليفة الثاني "عمر بن الخطاب" (رضيالله عنه) الذي جمع بين النزاهة والحزم، والرحمة والعدل، والهيبة والتواضع، والشدةوالزهد.

ونجح الفاروق (رضي الله عنه) في سنوات خلافته العشر في أن يؤسس أقوىإمبراطورية عرفها التاريخ، فقامت دولة الإسلام، بعد سقوط إمبراطورتي "الفرس" و"الروم" - لتمتد من بلاد فارس وحدود الصين شرقًا إلى مصر وإفريقية غربًا، ومن بحرقزوين شمالا إلى السودان واليمن جنوبًا، لقد استطاع "عمر" (رضي الله عنه) أن يقهرهاتين الإمبراطوريتين بهؤلاء العرب الذين كانوا إلى عهد قريب قبائل بدوية، يدبُّبينها الشقاق، وتثور الحروب لأوهى الأسباب، تحرِّكها العصبية القبلية، وتعميهاعادات الجاهلية وأعرافها البائدة، فإذا بها - بعد الإسلام - تتوحَّد تحت مظلَّة هذاالدين الذي ربط بينها بوشائج الإيمان، وعُرى الأخوة والمحبة، وتحقق من الأمجادوالبطولات ما يفوق الخيال، بعد أن قيَّض الله لها ذلك الرجل الفذّ الذي قادمسيرتها، وحمل لواءها حتى سادت العالم،



أنتهى



رحمة الله عليك يا سيدنا عمر بن الخطاب



ورضي عنك مت شهيدا ًوفزت بالجنة كما بُشرت بها


لعن الله قاتلك فمات مهموما ًمنتحرا ًالى جهنم وبئس القرار






التوقيع :
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : (اقرؤالقرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه).

ويقول(مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، ريحها طيب وطعمها طيب . ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو . ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، ليس لها ريح وطعمها مر)

ويقول ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين )
من مواضيعي في المنتدى
»» لماذا تجنب اللحوم الدهنية اصح للجسم
»» درر رمضانية
»» الجامعات التركية تسمح للمحجبات بدخولها
»» صور يتطاير منها الشرر
»» ما يفعله المعممون لعلاج المسحور والمصروع