عرض مشاركة واحدة
قديم 21-04-09, 01:48 PM   رقم المشاركة : 2
سمر التميمي
عضو ماسي







سمر التميمي غير متصل

سمر التميمي is on a distinguished road


من كتاب الخلفاء الراشدون ( عبد الوهاب النجار )



ص227 ــ 229



سيرة عمر في عماله :



كان عمر ممن يشترون رضا العامة بمصلحة الأمراء . فكان الوالي في نظره فردا ً من الأفراد يجري حكم العدل عليه كما يجري على غيره من سائر الناس .



فكان حب المساواة لا يعدله شيء من أخلاقه :إذا اشتكى العامل الرعية جره الى المحاكمة حيث يقف الشاكي والمشكو منه بينهما في الموقف حتى يظهر الحق فإن توجه قبل العامل اقتص منه إن كان هناك الى القصاص أو عامله بما تقضي به الشريعة أو عزله .



وإن ما ذكرناه من إحضار سعد بن أبي وقاص من الكوفة لشكوى رفعها بعض من ألبوا عليه في وقت كان المسلمون في أشد الحاجة إليه إذ كانت البعوث تضرب على الناس وهم في التهيؤ لمناهضة العجم الذين جمعوا الجموع لحرب المسلمين وإخراجهم من فارس فلم يكرثه ذلك ولم يشغله عن النظر في شكوى الشاكين وسعد من نفس عمر بالمنزلة التي دفعت به الى جعله من أصحاب الشورى الذين ينتخب الخليفة منهم من بعده . وهو من أخوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو فاتح القادسية والمدائن والعراق ومدّخ الفرس وممصر الكوفة ، أشتكى عليه بعض رعيته فأرسل محمد بن مسلمة يحقق الشكاية علنا ًوجاء بسعد وخصومه الى عمر فوجده بريئا ًمن كل ما قرف به ولكنه عزله احتياطا ً . وأوصى عند وفاته أن يولى لأنه لم يعزله لجيانة أو خيانة .



وقد قال للمؤلبين : ( إن الدليل على ما عندكم من الشر نهوضكم في هذا الأمر ولقد أستعد لكم من استعد ــ يعني الفرس ــ وأيم الله لا يمنعني ذلك من النظر فيما لديكم وأن نزلوا بكم )



وروى الطبري أن عمر كان يقول في عماله : ( اللهم إني لم أبعثهم ليضربوا أبشارهم ، من ظلمه أميره فلا إمرة عليه دوني )



وعن أبي رواحة قال : ( كتب عمر بن الخطاب الى العمال قال : أجعلوا الناس عندكم في الحق سواء ، قريبهم كبعيدهم وبعيدهم كقريبهم ، إياكم والرشا والحكم بالهوى وأن تأخذوا الناس عند الغضب فقوموا بالحق ولو ساعة من نهار)



كان عمر شديد المراقبة لعماله كثير السؤال عن سيرتهم وأخبارهم يقيم عليهم العيون يوافونه بأخبارهم ولا يتركون خبر سوء يبلغه عن أحدهم دون تحقيقه والتثبت في شأنه تثبتا ً لا يدع للشك مجالا ًولا يغفل أن يرسل إليهم الأوامر تباعا ً وأن يعدلوا ولا يظلموا ولا يأخذوا بالظنة ولا يبغوا ولا يغدروا .



ولما غدر الهرمزان (الفارسي) بعد العهد خشى أن يكون ذلك من ظلم أصابه من المسلمين فاستقدم وفدا ً من البصرة فيهم الحنف بن قيس وسأله عن غدره أعن ظلم ؟ قال : لا . فكتب الى عتبة بن غزوان زيادة في الوصية ومبالغة في التوكيد : ( أعزب الناس عن الظلم واتقوا واحذروا أن يدال عليكم لغدر منكم أو بغي فأنكم إنما ادركتم بالله ما أدركتم على عهد عاهدكم عليه ، وقد تقدم إليكم فاوفوا بعهد الله وقوموا على أمره يكن لكم عونا ً وناصرا ً)



وبلغه أن حرقوصا ً عامله على الأهواز نزل جبلا ً كؤودا ً يشق على من رامه والناس يختلفون إليه فكتب إليه :



( أما بعد : بلغني إنك نزلت منزلا ًكؤودا ًلا تؤتى فيه إلا على مشقة . فأسهل ولا تشقّ على مسلم ولا معاهد وقم في أمرك على رجل تدرك الآخرة وتصفُ لك الدنيا ، ولا تدركنك فترة ولا عجلة فتكدر دنياك وتذهب آخرتك ) .



وخطب عمر فقال : ( ياأيها الناس ، أني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكني أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسننكم ويقضوا بينكم بالحق ويحكموا بينكم بالعدل فمن فُعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إلي ، فوالذي نفسي بيده لأقصنّه منه )



فوثب عمرو بن العاص فقال : ( يا امير المؤمنين ، أرأيت إن كان رجلا ص من أمراء المسلمين على رعيته فأدب بعض رعيته إنك لتقصه منه؟ ) قال : ( أي والذي نفس عمر بيده إذن لأقصنّه منه ، وكيف لآ أقصنّه منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتص من نفسه ؟ ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تجمروهم فتفتنوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم )




وكان عمر يأمر عماله أن يوافوه في الموسم ومن كانت له شكوى أو مظلمة وافاه الى موسم الحج ورفعها الى العامل بحضرته . وهناك ترد الى المظلوم ظلامته ويشكيه من خصمه فكان العمال يخافون الأفتضاح في موقف الحج على رؤوس الأشهاد ويحدو بهم ذلك الخوف عن الأبتعاد عن الظلم .
أن المغيرة بن شعبة ، كان أميرا ًعلى البصرة وهو ذو بلاء وغناء في نصرة الدين وفتوح فارس وغيرها ، أتهمه بعض من كان معه بتهمة شنيعة فلم يلبث أن أرسل إليه كتابا ًعاتبه فيه واستحثه وعزله وأمّر غيره وهو : ( أما بعد ، فقد بلغني نبأ عظيم فبعثت أبا موسى أميرا ً . فسلم ما في يدك والعجل العجل )
فقدم على عمر ومعه الشهود الذين شكوه فلم تثبت التهمة عليه ، وأقام عمر الحد عليهم بما فرضه الله لمثلهم .
وكان عمر إذا بلغه عن عامل من عماله ريبة في معصية لم يمهله أن يعزله ، لأن استصلاح الرعية بضرره بالعزل خير من الأبقاء عليه مع ضرر الراعية ، ومن ذلك أنه استعمل النعمان بن نضلة على ميسان من بلاد فارس وكان يقول الشعر فقال :
ألا هل أتى الحسناء إن حليلها بميسان يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت ُغنتني دهاقين قريـة وصناجة تشدو على كل ميســم
فإن كنت ندماني فبالأكبراسقن ـي ولا تسقني بالأكبر المتثلـــم
لعل أميـر المؤمنيـن يســوءه تنادمنـــا بالجوســق المتهــدم

فقال عمر ( أي والله إنه ليسوءني ذلك ) ، وعزله ، فقدم الى عمر وقال :
( والله ما احب شيئا مما قلت ولكن كنت أمرءا ً شاعرا ًوجدت فصلا ً من القول فقلت فيه الشعر .
فقال عمر : ( والله لا تعمل ألي على عمل ما بقيت) .

وكان عمر قد أقام محمد بن مسلمة مفتشا ً عاما ً يرسله الى كل بلد أشتكى على أميره وكان عمر يثق به ثقة تامة وكان أهلا ً لذلك منه . وقد كاان من رأيه أن يحقق الأمر تحقيقا ًعلنيا ًعلى ملأ من الأشهاد ، إذ لامحل للتأثير في الشهود والخصوم لأن يد عمر كانت قوية جدا ًوقد زاد في حرية الناس كثيرا ً . فما كان أحد يخشى أميرا ًولا عمر بن الخطاب ، اللهم إلا المريب فإن عقابه عليه كان صارما ً .
ومما ساس عمر به عماله أنه كان يحصي عليهم أموالهم قبل توليتهم ، فإذا زاد لهم مال بعد ولا يتهم صادرهم عليه كله أو بعضه ، ذلك أنه كان يرى أن لا يتناول العامل من مال الأمة فوق كفايته . فإذا تأثل ( جمع مالا وغنى ) مالا كان بذلك إما مريبا ً أخذه من غير حله فبيت مال المسلميت أولى به وفيهم اليتيم والمسكين والضعيف وذو الحاجة .
وأما أن يكون راتبه فوق كفايته والمسلمون أولى بما فضل عن كفاية العامل الذي يعمل بالأجر ، فمن ذلك أن عمر استعمل عتبة بن أبي سفيان على كنانة فقدم المدينة بمال فقال : ( ما هذا يا عتبة ؟ )
قال : مال خرجت به معي وتّجرت فيه . قال : ( وما لك تخرج المال معك في هذا الوجه ؟ فصيره في بيت المال )
عدل عمر وورعه


كان عمر دائم الرقابة لله في نفسه وفي عماله وفي رعيته،بل إنه ليشعر بوطأة المسئولية عليه حتى تجاه البهائم العجماء فيقول: "والله لو أنبغلة عثرت بشط الفرات لكنت مسئولا عنها أمام الله، لماذا لم أعبد لهاالطريق".

وكان "عمر" إذا بعث عاملاً كتب ماله، حتى يحاسبه إذا ما استعفاه أوعزله عن ثروته وأمواله، وكان يدقق الاختيار لمن يتولون أمور الرعية، أو يتعرضونلحوائج المسلمين، ويعد نفسه شريكًا لهم في أفعالهم.

واستشعر عمر خطورة الحكموالمسئولية، فكان إذا أتاه الخصمان برك على ركبته وقال: اللهم أعني عليهم، فإن كلواحد منهما يريدني على ديني.

وقد بلغ من شدة عدل عمر وورعه أنه لما أقام "عمرو بن العاص" الحد على "عبد الرحمن بن عمر" في شرب الخمر، نهره وهدده بالعزل؛لأنه لم يقم عليه الحد علانية أمام الناس، وأمره أن يرسل إليه ولده "عبد الرحمن" فلما دخل عليه وكان ضعيفًا منهكًا من الجلد، أمر "عمر" بإقامة الحد عليه مرة أخرىعلانية، وتدخل بعض الصحابة ليقنعوه بأنه قد أقيم عليه الحد مرة فلا يقام عليهثانية، ولكنه عنفهم، وضربه ثانية و"عبد الرحمن" يصيح: أنا مريض وأنت قاتلي، فلايصغي إليه. وبعد أن ضربه حبسه فمرض فمات!!







التوقيع :
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : (اقرؤالقرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه).

ويقول(مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، ريحها طيب وطعمها طيب . ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو . ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، ليس لها ريح وطعمها مر)

ويقول ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين )
من مواضيعي في المنتدى
»» من منتدى شيعي كيفية علاج المسحور
»» لمن يعاني من فقر الدم
»» الشيخ العريفي يقلد اللهجة السودانية
»» قصيدة رائعة صلاح يوسف
»» شعائر الحج بين الأمس واليوم بالصور