الخلاصة:
الإســلام ينبع من نفس الأصل الذي نبعت منه اليهودية والنصرانية، فهو دين سماوي كما أنهما ديانتان سماويَّتان، وهذا يعلل لنا وجود تشريعات متشابهة بين هذه الديانات الثلاثة،
إلا أن الإســـــلام حفظه الله عز وجل، لنا من التحريف، أما اليهودية والنصرانية فقد حرَّفها أهلها أشد التحريف، وزاغوا بها عن الصراط المستقيم.
إذا وُجِدَ تشابه في تشريعات الإســـــلام مع التشريعات الموجود في الديانات الأخرى – وخاصة اليهودية والنصرانية – فإنما ينحصر في التشابه الأسمي فقط،
ولا يتجاوز ذلك إلى صورة التشريع، فلا الصلاة، ولا الصوم، ولا الحج، ولا أية تشريعات أخرى في الإسلام تماثل – ولا حتى تشابه – تشريعات الأديان الأخرى من حيث المضمون والتطبيق.
الإســـــلام حارب الجاهلية بكل مفاسدها، ورفض أن يداهن أهلها، ورفض أن يسمح لأي تشريع من تشريعاتها الباطلة أن يفسد تشريعه.
وعليه:
فلا يمكن لديــــن الإســـــلام، بل ويستحيل أن يأخذ من الجاهلية أي شئ ويضعه ضمن تشريعاته، وما كانت حرب الجاهلية للإســــــلام إلا لأنه خالفها، ونقض عُرَاها، وأبطل تشريعاتها الفاسدة
وحوَّل الحاكمية فيها من البشر إلى رَبِّ البشر.
على أن الإســـــلام أقر بعض التشريعات الصحيحة – كحلف الفضول – ودعا إلى اتباعها، ولكــــــن بعد تغيير الفهم القبلي لمثل هذه المعتقدات والتشريعات، لكي يتلاءم مع طبية ديـــــن الإســـــلام العالميـــــة.