عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-06, 12:50 AM   رقم المشاركة : 4
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


رابعاً: قوله: ((فهل يقبل منا الشّرع أو العقل أن نبقى منشغلين بخلافات أَكَلَ عليها الدّهر وَشَرِبَ، وأن نعطي الفرصة للأعداء ليشقّوا صفوفنا من خلال هذه الخلافات، وليغزوا أوطاننا بشعار حماية هذه الأقلية المذهبية أو تلك؟)).


وجوابه:

ليت أنّ هذه الدّعوى صحيحة، ويكون الواقع كما ذكر في أنّها خلافاتٌ أَكَلَ عليها الدّهر وشَرِبَ، وأقلع المبطل عن باطله ورجع إلى الحقّ، ولكن الأمر على خلاف ذلك على ما يعلمه هو قبل غيره، وما كتب الرّافضة التي تتجدّد طبعاتها ويسعى في نشرها وتسويقها والدّعاية لها، مع ما تضمنته من تلك العقائد الفاسدة الباطلة إلاّ أكبر دليلٍ على بطلان تلك الدّعوى، وما المآتم العالمية التي يشهدها ملايين الرّافضة وتنقل في وسائل الإعلام، بمسمع ومرأى مِن الخاص والعام، وهم يرون لطم الخدود، وشقّ الجيوب، وضرب الأجسام بالمدي والسكاكين؛ إلاّ من شواهد بقاء هذه العقيدة في نفوس أبنائها إلى اليوم وغير ذلك كثير مِما لا ينكره إلاّ مكابر.

وأخيراً؛ فإنِّي أتوجّه بكلمتَين:

الأولى: للصّفار، فعليه أن يعلم أنّ علماء أهل السّنة على درايةٍ واسعةٍ بعقيدة الرّافضة،يعرفونها بتفاصيلها،ويعرفون مخالفتها لأصول الدِّين، وقواعد الشّريعة من وجوهٍ كثيرةٍ،ولدَيهم مِن كتب الرّافضة ما يوثّقون به ذلك من كلام القوم أنفسهم، كما يعلمون مَنْزلة عقيدة التّقية من دِين الرّافضة التي يمارسونها مع أهل السّنة عندما يشعرون بالخطر على عقيدتهم، ومِن تلك الأساليب ما يسلكه الصّفار في مقالاته التي يحاول من خلالها مخادعة مَنْ لا اطّلاع له على عقيدتهم من أهل السّنة، ألا فليكفَّ عن هذا الأسلوب الموروث عن أسلافه الذين أصّلوا له مبدأ التّقية، موهمين له وأضرابه أنّها تسعة أعشار الدِّين.

وعليه أن يعلم أنّ أهل العلم لهذه الأساليب الماكرة بالمرصاد، فكلّما تجدّدت هذه الأساليب منه ومن أمثاله فسيظهر أهل العلم من كلام الرّافضة الموضح لعقيدتهم ما يفتضح به مكرهم.

وليتّعظ بفشل دعوة التّقريب التي تبناها الرّافضة في بداية القرن الماضي لمخادعة أهل السّنة، فتبددت وباءت بالخيبة والخسران أمام الكتب الموثقة التي سطّرها أهل السّنة في كشف عقيدة الرّافضة، والمدعمة بالرّوايات والنّقول من كتب الرّافضة؛ فما زاد ذلك أهل السّنة إلاّ إيماناً وتسليماً بصحّة عقيدتهم، وأنّها لا يمكن التقاؤها مع تلك العقيدة الفاسدة، أو

التّقريب بينهما،

( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ...الآية )

[الأنبياء: 18].


الكلمة الثّانية: موجهة لأهل السّنة، فعليهم ألاّ يغتروا بكلام الرّافضة ومخادعتهم، وليعلموا أنّ الخلاف بين أهل السّنة والرّافضة قديم بقدم دعوة ابن سبأ، وفتنته التي انتهت بِمقتل الخليفة الرّاشد عثمان بن عفان رضي الله عنه،وأنّ الخلاف في أصول العقيدة ومبادئها العظام، الأمر لا يمكن معه التّقريب بين الطّائفتين إلاّ أن يتنازل أحد الفريقين للآخر، وهذا مِمّا يرفضه الفريقان.

وما دعوة الرّافضة للتّقارب إلاّ لخديعة أهل السّنة من غير استعدادٍ منهم أن يتنازل لو عن شيءٍ من عقيدتهم. وإنِّي أتوجّه أخيراً بنصيحةٍ خاصّةٍ لأولئك الذين ذكر أسماءهم الصّفار في مقاله متقرّباً بتهاونهم في مواقفهم من عقيدة الرّافضة إلى إقناع غيرهم، متزلّفاً بذلك لاستدراج العامّة، فأذكّرهم الله في دِينهم وعقيدتهم، وأن يحذروا الرّكون إلى أهل البدع والضّلال.



وليعلموا أنّ الخلاف بين أهل السّنة والرّافضة أبعد مِمّا قد يتصوّرون أو صُوِّرَ لهم، وإِنْ أرادوا توثيق ذلك فسوف أزوّدهم بما يشهد لكلامِي وحقيقة الخلاف بين الطّائفتين من كتب أهل السّنة والرّافضة جميعاً.

وختاماً: فليعلم الجميع أنّ أهل السّنة ليسوا دعاةً فرقةٍ وتَمَزّقٍ، بل يدعون المسلمين على مختلف طبقاتهم ومذاهبهم وعقائدهم إلى الاجتماع، لكن على القيد الذي بيّنه الله فـي كتابـه،

وهو قولـه عزّ وجلّ:

( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا )

[آل عمران: 103].

فالاجتماع على كتاب الله وعلى السّنة، فمَتَى ما ستجاب النّاس لدعوتهم هذه فهم خير أعوان على ذلك، وأمّا إِن كان الاجتماع على مداهنة المخالف، وتضييع الدِّين، فهذا مرفوضٌ عندهم، وبناء على هذا فنحن ندعو الرّافضة وغيرهم إلى الاجتماع مع أهل السّنة على هذا الأصل، فإذا ما استجابوا فهم إخواننا، لهم ما لنا، وعليهم ما علينا، وإن كانت الأخرى فلكلّ دِينُهُ وطريقُهُ،

( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )

[الشّعراء: 227].

والله تعالى أعلم.

كتبه: د/ إبراهيم بن عامر الرّحيليّ

25/2/1427هـ