عرض مشاركة واحدة
قديم 31-05-06, 11:50 PM   رقم المشاركة : 3
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


ثالثاً: قوله: ((المسألة الثّانية: الاستعداد لقبول الاختلاف في الرّأي فمقتضى تعدد المذاهب هو تعددية الآراء،وقد ألفت الأمة الاختلاف في الرأي منذ عهد الصّحابة، والتّابعين، وتابعي التّابعين، وإلى يومنا هذا، ويكفي الاتّفاق في أصول العقيدة، وأركان الإسلام، وفرائضه، وأمّا التّفاصيل العقدية والفروع الفقهية فميدان الاختلاف فيها واسع)).

وجوابه:

إنّ المقام ليس هو مقام التّشديد في اختلاف الآراء، أو الاختلاف في مسائل فرعية ترجع للاجتهاد، وإنّما هو مقام مخالفة الأدلّة الصّريحة من الكتاب والسّنة، ومقام الاختلاف في القرآن هل هو صحيح كما يقول أهل السّنة، أم محرف حرفه الصّحابة كما يقول الرّافضة؟ وهل الصّحابة عدول أتقياء كما هي عقدية أهل السّنة، أم كفّار أشقياء كما يدّعي الرّافضة؟ وهل العبادة يجب أن تكون خالصة لله كما يعتقد أهل السّنة، أم أن صرفها للأئمة من الدّعاء والاستغاثة والذّبح والنّذر وسائر أنواع العبادات مّما لا بأس به، بل هو قربة لله كما يزعم الرّافضة؟ إلى غير ذلك من الاختلافات العظيمة بين أهل السّنة والرّافضة.

فهل هذه الاختلافات في أصول العقيدة أم في فروعها؟

بل حتّى أركان الإسلام فلم يتّفق أهل السّنة والرّافضة عليها؛ فإنّ الرّكن الأعظم من أركان الإسلام عند الرّافضة هو (الولاية) روى الكلينِي في الكافي: ((بنِي الإسلام على خمسة أشياء: على الصّلاة، والزّكاة، والحجّ، والصّوم، والولاية، قال زرارة: فقلت: وأي شيءٍ من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية)). [الكافي 2/18]. والولاية عند الرّافضة هي الغلوّ المفرط في الأئمة وبغض الصّحابة.

يقول هاشم البحرانِي: ((فبحسب الأخبار الواردة في أنّ الولاية أي: الإقرار بنبوّة النَّبِيّ صلَّى الله عليه وسلَّم،وإمامة الأئمة،والتزام حبّهم وبغض أعدائهم ومخالفيهم أصل الإيمان مع توحيد الله عزّ وجلّ بحيث لا يصحّ الدِّين إلاّ بذلك كلّه))، [مقدّمة تفسير البرهان ص 19].

ولهذا؛ فإنّ من عقائد الرّافضة الرّاسخة تكفير أهل السّنة لتفريطهم بزعمهم في ركن الولاية.

روى البرقي في المحاسن عن –أبي عبد الله عليه السّلام-: ((ما أحد على ملّة إبراهيم إلاّ نحن وشيعتنا وسائر النّاس منها براء)). [المحاسن ص 147].

ومن أقوال معاصريهم يقول الخمينِي: ((لا يجوز للمؤمنة أن تنكح النّاصب المعلن بعداوة أهل البيت عليهم السّلام...، وكذلك لا يجوز للمؤمن أن ينكح النّاصبية والغالية لأنّهما بحكم الكفّار، وإن انتحلا دِين الإسلام))، [تحرير الوسيلة 2/260].

فهل بعد هذه النّقول يمكن الاتّفاق في الأصول بين أهل السّنة والرّافضة؟! وهل يتنازل الرّافضة عن عقيدتهم في أهل السّنة، ويطيعون الصّفار في محاولته للتّقريب؟! أم أنّ الأمر أبعد من ذلك بكثير؟!