عرض مشاركة واحدة
قديم 16-08-11, 10:47 PM   رقم المشاركة : 2
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


وفي المبحث الرابع أبي حنيفة في كتابة السنة صفحة " 24 " بتحقيق الشيخ محمد سعيد سالم القحطاني وإتهم الشيخ القحطاني بالخيانة العلمية والله تعالى المستعان ثم رمى المحقق بالقصور في التحقيق للأخبار التي حققها في كتاب السنة , ومن هنا سنقف على ما وقف عليه الجاهل الذي قارن نفسهُ بالشيخ القحطاني في تحقيق الكتاب والأغرب من ذلك أن الكذب مهنة هذا الرجل فلا أرى أنهُ جانب الصواب حتى .

قال الرافضي صفحة " 24 " ( سمعتُ أبي يقول : عن عبد الرحمن بن مهدي أنهُ قال : " من حسن علم الرجل أن ينظر في رأي أبي حنيفة " ) .

قال المحقق : إسنادهُ صحيح .

قال الرافضي معقباً : [ وهذا ليست دلالته على المدح لأنه لا يعقل أن يصنف عبد الله بن أحمد بن حنبل باباً لذمهِ ثم نحملها على مدحهِ .. !!! بل هو أوردها في باب ذمهِ والمعنى أي انظر في أقوال أبي حنيفة النعمان بالرأي وأغلاطهِ ليكن على حذر منها ويؤيدهُ ان عبد الرحمن بن مهدي يروي أثار في ذم الإرجاء كما جاء ] .

قلتُ : إن دل هذا على شيء فعلى غباء هذا الرافضي الطاعن في أبي حنيفة النعمان والذي أول هذا الخبر الصحيح بهذه الطريقة العوجاء فالشائع أنهم أصحاب رأي وصاحبُ الرأي ليس كما أول هذا الرافضي في ردهِ على الأثر الصحيح الذي أوردهُ الشيخ القحطاني في التحقيق لكتاب السنة , وكان سيد الحفاظ الإمام يحيى بن سعيد القطان البصري، إمام المحدثين وشيخ الجرح والتعديل، يأخذ بأكثر أقوال أبي حنيفة. قال أحمد بن علي بن سعيد القاضي (ثقة حافظ): سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: «لا نكذب الله، ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، و قد أخذنا بأكثر أقواله». قال يحيى بن معين: «و كان يحيى بن سعيد يذهب في الفتوى إلى قول الكوفيين، و يختار قوله (أي قول أبي حنيفة) من أقوالهم، و يتّبع رأيه من بين أصحابه». وفي تاريخ ابن معين (3|517): قال الدوري: سمعت يحيى يقول: قال يحيى بن سعيد القطان: «لا نكذب الله. ربما رأينا الشيء من رأي أبي حنيفة فاستحسناه فقلنا به».

لأن هذا الخبر صحيح والمراد في رأيهِ وفقههِ فقد كان صاحب رأي .

وليس كما ذهب هذا النكرة في تأويل الخبر بأنهُ اغلاطهِ , وليعلم النكرة أن الاحناف ما كان لهم إشتغال بعلم الحديث, ولكن كانوا أصحاب رأي وكان أبي حنيفة النعمان في الفقه , وجرحهُ في الحديث لا يؤثر على إمامتهِ في الفقه كما هو سائر عند المحدثين مثل الإمام الحافظ الذهبي , ومحدث العصر الإمام الألباني رحمه الله ورضي عنهم .

[ العلل ومعرفة الرجال -أحمد بن حنبل ]
الكتاب : العلل ومعرفة الرجال
المؤلف : أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني
الناشر : المكتب الإسلامي , دار الخاني - بيروت , الرياض
الطبعة الأولى ، 1408 - 1988
تحقيق : وصي الله بن محمد عباس
عدد الأجزاء : 3

1568 - قال أبي بلغني عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال آخر علم الرجل أن ينظر في رأي أبي حنيفة يقول عجز عن العلم , وهذا أوردهُ الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال , تحقيق وصي الله بن محمد عباس , وهذا الحديث صحيح الإسناد والمتن لا يخرجُ عن هذا اللفظ الصحيح لهُ , وهو ثناء على أبي حنيفة النعمان وليس ذماً لهُ أيها النكرة , وهذا مما حفظهُ عن أبيه ومشائخه في أبي حنيفة النعمان والسند صحيح ولا يغلطُ المرء في تأويل الحديث أيها النكرة .

ثم ذكر في صفحة " 25 " هذا الحديث : وروى عن ابن رزق إلى مهنئ بن يحيى قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما قول أبى حنيفة والبعر عندي إلا سواء. قال الرافضي وأن هذا الخبر محرف عن تاريخ بغداد , وهذا القول مشكوك فيهِ لأن الرواية وقعت في سند مهنى بن يحيى الشامي وقد سمع أبي عبد الله , في السنة لعبد الله بن أحمد عن مهنى بن يحيى الشامي عن أبيه , والرواية في تاريخ بغداد بلفظ " البعر " أما كلام الأزدي في مهنى فهذا لا يقبل لأن الازدي " متكلم فيه " كما قال المعلمي في التنقيل ونقل الحافظ إبن حجر العسقلاني ولكن الخبر ليس طعناً في أبي حنيفة النعمان , قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (3\967): «له مصنَّفٌ كبيرٌ في الضعفاء. وهو قويّ النفس في الجرح. وهّاهُ جماعةٌ بـــــلا مستندٍ طائل» , والحاصل ان اللفظ وإن صح عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل فإن لهُ معنى أخر , وأبي حنيفة مقبول الفقه , ومع أنهُ مطعون فيه بالحديث وهذا لا ينكرهُ احد ولكن لنا وقفة خفيفة بالمستفاد من تاريخ بغداد .

وفي كتاب السنة لعبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنهما : " حدثني مهنا بن يحيى الشامي ، سمعت أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول : ما قول أبي حنيفة وعندي والبعد إلا سواء " فهذا اللفظ برواية أخرى ولكن الرافضة أولت هذا النص إلي التحريف وهذا قول مغلوط وفي المستفاد من تاريخ بغداد : " لا يشك أحد أن أحمد بن حنبل بعد مذهب أبى حنيفة، والمسائل التى هي [ من ] قول أبى حنيفة وعمل بها أحمد كيف حكمه فيها ؟ هل هي داخلة في الجملة أو خارجة عنها ؟ فإن قال داخلة فيها فقد خالف قوله بلا شك وصار بهذا كافرا لأنه يرى الخطأ ويتبعه، وإن قال لا فقد خالف قوله وناقض الحكم، ومثل هذا لا يصح عن أحمد بن حنبل لأن أدنى درجات أحمد أن يعرف ما ذكرت، فإن أحمد ولد بعد [ وفاة ] أبى حنيفة بأربع عشرة سنة " إنتهى .

وفي صفحة " 26 " أورد الرافضي خبراً : [ حدثني أبي موسى الأنصار : سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول " هو دينه ودين آبائه يعني القول بخلق القرآن " ] إنتهى قول الرافضي في هذا الباب صفحة 26 .

يقول الإمام أبوحنيفة -رحمه الله تعالى-كما في كتابه الفقه الأكبر : (
والقرآن كلام الله في المصاحف مكتوب، وفي القلوب محفوظ ، وعلى الألسن مقروء، وعلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منزل، ولفظنا بالقرآن مخلوق ، وكتابتنا له مخلوقه، وقراءتنا له مخلوقة، والقرآن غير مخلوق،وما ذكره الله في القُرْآن حكاية عن موسى وغيره من الأَنْبِيَاء صلوات الله وسلامه عليهم وعن فرعون وإبليس فإن ذلك كله كلام الله تعالى، إخباراً عنهم.

وكلام الله غير مخلوق وكلام موسى وغيره من المخلوقين مخلوق، والقرآن كلام الله لا كلامهم، وسمع موسى عَلَيْهِ السَّلام كلام الله تَعَالَى فلما كلم موسى كلمه بكلامه الذي هو له صفة في الأزل ، وصفاته كلها خلاف صفات المخلوقين يعلم لاكعلمنا ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا ويتكلم لا ككلامنا
) اهـ .

هذا هو النص الموجود في الفقه الأكبر وفي شرحه للملا علي القاري أحد الحنفية المتأخرين المتوفي في القرن العاشر، وقد نقل المُصنِّف هذا الكلام ليستدل به عَلَى أنه مطابق لما ذكره -أيضاً - الإمام الطحاوي في المتن ، فعندنا الإمام أبوحنيفة -رَحِمَهُ اللَّهُ - الذي أصَّل المذهب الذي يُنتسب إليه الأحناف المتوفي سنة (150هـ)، والإمام الطحاوي -رَحِمَهُ اللَّهُ- المتوفي سنة 321هـ والإمام ابن ابي العز هَؤُلاءِ الثلاثة هم من عمد المذهب، الأول إمام المذهب ، والثاني من الأئمة المشهورين في عصره ، والثالث كَانَ من كبار قضاة الحنفية بل وغيرهم في زمانه ؛ لأنه وُلي ما يُسمى "قاضي القضاة"، أي رئيس القضاء الأعلى في البلد في أيام المماليك.

فهَؤُلاءِ الثلاثة يقولون قولاً واحداً وهو أن القُرْآن كلام الله غير مخلوق ، ويخالفون في ذلك الماتريدية، وقلنا إن أبا منصور الماتريدي: رجل عاش في القرن الرابع في بلاد ما وراء النهرين وينتسب إِلَى الإمام أبي حنيفة -رَحِمَهُ اللَّهُ- في الفقه لكنه تعلق بعلم الكلام، وناظر المعتزلة وناقشهم وأكثر من مخالفتهم، وكان متأثراً بالمنهج الكلامي في الجملة، فخرج عن كثير مما قرره الإمام - أبوحنيفة رَحِمَهُ اللَّهُ، وأصبح الأحناف ينتسبون إليه في العقيدة وينتسبون إِلَى الإمام أبي حنيفة في الفقه.

والمصنف يريد هنا أن يبين أن الحنفية مخطئون عندما يتبعون أبا منصور، ويتركون كلام الطحاوي، والإمام أبو حنيفة الذي ينتسبون إليه، فيأتي من الفقة الأكبر بما يدل عَلَى مطابقته لكلام الطحاوي؛ لأن بعض ( وليس الأغلبية ) الحنفية يشرحون العقيدة الطحاوية شرحاً ماتريدياً، ويؤولون الألفاظ والكلمات التي جاءت فيها ، ولا يستغرب ذلك لأنهم قد أولوا الآيات ، وأولوا الأحاديث، فلا يستغرب أن يؤلوا أيضاً كلام الإمام الطحاوي أو كلام الإمام أبي حنيفة لكن من كَانَ له فهم وعقل سليم فإنه يستطيع أن يقارن الكلام ويفهم، فهذا النص الذي قرأناه واضح كل الوضوح، في مخالفته لكلام الماتريدية.

والشراح المتأخيرن الذين شرحوا عقيدة الطحاوي، وَقَالُوا: إن الإمام أبا حنيفه وأبو جعفر الطحاوي يقولان بالكلام النفسي، وذلك أن في هذا النص كلمة وهي قول الإمام: [فلما كلم موسى كلمه بكلامه الذي هو له صفة في الأزل] قالوا: ومعنى ذلك: أن الإمام أبا حنيفة يقول: إن الله تَعَالَى لما كلم موسى كلَّمه بالكلام الذي هو من صفاته في الأزل وليس هناك من صفاته في الأزل إلا الكلام النفسي، أما الكلام الذي هو حروف وأصوات مسموعة فهذا ليس في الأزل، فحرفوا كلام الإمام مع أنأوله واضح كل الوضوح، أن القُرْآن كلام الله في المصاحف مكتوب وفي القلوب محفوظ وعلى الألسن مقروء.

وكذلك نص أكثرمن مرة أن القُرْآن غير مخلوق وأنه كلام الله، وهم يقولون: كلام الله هو الكلام النفسي فقط، أما الحروف فإنها مخلوقة.

فكلام الإمام أبي حنيفه-رَحِمَهُ اللَّهُ- واضح في الرد عَلَى هذا القول، لكنهم وجدوا هذه الكلمة فأخذوا يحرفونها ويحرفون بها بقية الكلام ، فأتى الإمام هنا ليرد عليهم ، ويقول : إن قوله : [ولما كلم موسى كلمه بكلامه الذي هو له صفة في الأزل] يُعلم منه: أنه حين جَاءَ موسى، كلمه الله تَعَالَى لا أنه لم يزل ولا يزال أبداً يتكلم؛ لأن كلمة ( في الأزل ) مضمونها أن الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - اتصف بهذه الصفة في الأزل ، ولو كَانَ عَلَى كلامهم أن الصفة التي في الأزل كلم بها موسى، لكان لا يزال وما يزال أبداً وأزلاً ينادي يا موسى يا موسى يا موسى، وهذا لا يقول به عاقل.

وإنما لما جَاءَ موسى كلمه ، وهنا تكون الخصوصية لموسى عَلَيْهِ السَّلام أنه سمع كلام الله، أما إذا كَانَ كلام الله هو ما في نفسه ، والذي سمعه موسى كلاماً مخلوقاً خلقه الله ، فإنه لاميزة لموسى بكونه كليم الله ؛ لأن الله خلق الكلام في عمرو وفي زيد وفي فلان وفلان وأنا أسمع كلام الله الذي خلقه في فلان وفلان عَلَى قولهم، فعلى هذا ليس هناك أي فرق بين موسى عَلَيْهِ السَّلام وبين أي إنسان آخر، إلا أن يكون موسى سمع كلام الله -عَزَّ وَجَلَّ - وكلمه وليس بينه وبين موسى ترجمان ولا واسطة، فإذاً هذا الكلام يرد عَلَى قول الماتريدية، والحنفية المتأخرين عموماً.

فقولهم - كما يقول المصنف -: إنه معنى واحد قائم بالنفس لا يتصور أن يسمع، وإنما يخلق الله الصوت في الهواء) فيقولون: من المُحال أن يسمع كلام الله، لأن كلام الله صفة أزلية قائمة بنفسه تعالى، فكيف يمكن لأحد أن يسمع شيئاً في نفس الباري جل شأنه ؟

لا يمكن هذا أبداً ، فالإمام أبي حنيفة ينص عَلَى أن الله كلم موسى عَلَيْهِ السَّلام كما هو في القرآن، ويقول الماتريدية : إن الله يخلق صوتاً في الهواء فيسمعه المخاطب فيقول هذا كلام الله، فيقول المُصنِّف رداً عليه : أين الدليل عَلَى أن الله خلق الصوت في الهواء؟ من كَانَ منكم حاضراً من أهل الكلام عندما كلَّم الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى موسى حتى تقولوا إن الله خلقه في الهواء! فهذا من التحريف والقول عَلَى الله بغيرعلم ومن الافتراء عليه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

فيقولون: لم يكن متكلماً ولكن حدث له الكلام بعد ذلك، فيقول الإمام ابن أبي العز: إن هذا الكلام من أبي حنيفه هو رد عَلَى أُولَئِكَ لأنه قَالَ: إنه القُرْآن كله كلام الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ثُمَّ ذكر أنه كلم موسى بكلامه الذي هو له صفة وذكر أن الله تَعَالَى متصف بهذا الكلام في الأزل ، وأنه يتكلم متى شاء كيف شاء، فهذا هو الرد عَلَى من يقول : إنه حدث له الكلام بعد أن لم يكن متكلماً تَعَالَى الله عن ذلك علواً كبيراً.

فاتضح بذلك أن كلام الإمام أبوحنيفة موافق لما عليه أهل السنة والجماعة وكذلك الإمام أبوجعفر الطحاوي وهو الذي رجحه هنا، وأن بقية الأقوال مرجوحة. وأما الأخبار التي رويت في كتاب عبد الله بن أحمد بن حنبل في هذا الخبر يقول أحد الأعلام في فتواهُ .

[ فإنا ننبهك بداية إلى أن أهم ما يتعين علينا في هذا العصر إصلاح أنفسنا ومجتمعنا، فعلينا أن يحاسب كل منا نفسه، وينظر في عيوبه، ويسعى جاداً في إصلاحها، كما ننبه إلى تأكيد احترام وتوقير أهل العلم وتقديرهم، والتغاضي عن زلاتهم، فقد قال ابن القيم رحمه الله: العلماء بحار وأخطاؤهم أقذار، والماء إذا جاوز القلتين لم يحمل الخبث.
وقال الذهبي رحمه الله: أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة ولو أن كل إمام أخطأ ألغيناه لم يبق لنا إمام.

ويتأكد هذا الأمر في علماء السلف، فإنه لا يحق لنا أن نقول فيهم إلا الدعاء لهم بالمغفرة، فنقول ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا.

وأما ما سأل عنه السائل فإنه يوجد فعلاً في كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد ابن حنبل كلام حول هذا الموضوع، وقد تكلم الدكتور محمد سعيد القحطاني في تحقيقه لهذا الكتاب على هذه الانتقادات التي انتقد بها أبو حنيفة، فذكر أن أكثر من خمسين في المائة منها لا يصح سنده عمن عزي إليهم، وذكر أن ما ذكر من اتهامه بالكفر إن قصد به ما نسب إليه من القول بخلق القرآن فهو مردود بما ورد بسند صحيح عند اللالكائي وعند البيهقي من نفي القول به عنه.

وبما روى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن الإمام أحمد أنه قال: لم يصح عندنا أن أبا حنيفة كان يقول بخلق القرآن، وذكر الدكتور كذلك أن عبد الله بن الإمام أحمد لم ينفرد بالكلام على أبي حنيفة، بل تكلم فيه ابن حبان والبخاري وابن قتيبة وابن أبي شيبة والخطيب البغدادي واللالكائي، ثم نقل عن ابن عبد البر أن من وثقوا أبا حنيفة وزكوه أكثر ممن تكلموا فيه، ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال: من ظن أنا أبا حنيفة وغيره من أئمة المسلمين أنهم يتعمدون مخالفة الحديث الصحيح لقياس أو غيره فقد أخطأ عليهم، وتكلم إما بظن وإما بهوى.

هذا وليعلم أنه قد زكى الإمام أبا حنيفة كثير من الأئمة، فقد نقل المزي في تهذيب الكمال تزكيته والثناء عليه عن كثير من الأئمة منهم ابن معين وابن المبارك وابن جريج ويحيى بن سعيد القطان والشافعي، فذكروا من سعة علمه وورعه واشتغاله بالعبادة، وقد أطال المزي في ذلك فذكر في حياة أبي حنيفة والثناء عليه قريباً من ثلاثين صفحة، وقد ألف الذهبي كتاباً في فضائل أبي حنيفة وصاحبيه، سماه مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه أبي يوسف ومحمد بن الحسن، وذكر في هذا الكتاب ثناء التابعين وأتباعهم على أبي حنيفة، منهم الأعمش والمغيرة وشعبة وسعيد بن أبي عروبة وابن عيينة، وقد ألف فيه الحافظ محمد بن يوسف الصالحي الشافعي رحمه الله كتاباً سماه عقود الجمان في مناقب أبي حنيفة النعمان.

وقد ألفت في هذا العصر بعض الكتب في الرد عنه، بعضها في الرد على ابن أبي شيبة، وبعضها في الرد على الخطيب، ومن أهمها رسالة دكتوراه كتبها الدكتور محمد قاسم عبده الحارثي اسمها مكانة الإمام أبي حنيفة بين المحدثين، فحبذا لو أمكن الاطلاع عليها، وعلى تحقيق الدكتور القحطاني لكتاب السنة ] . وأما الخبر الذي فيه القول أن أبي حنيفة النعمان قال بخلق القرآن الكريم فالرد من محقق كتاب السنة .

235 - حدثني أبو موسى الانصاري سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول هو دينه ودين آبائه يعني القرآن مخلوق // إسناده ضعيف . فالسند ضعيف كما قال المحقق وقولك لا يعتبرُ بهِ لأن الجاهل جاهل وإن تكلم بما تكلم , فمن أنت أمام الشيخ القحطاني , وسبحان الله هل أنت أعلم منهُ في ما إختص بهذا الحديث .. ؟ فالله تعالى المستعان كثير من الطعون وردت في حق أبي حنيفة النعمان , ومنها ما هو حسن عند أهل الحديث وقلنا ان طعنهم فيهِ لا يقل من قدره في الفقه .

ثم نتابع حيث أورد الرافضي في الصفحة " 26 " هذا الخبر : [ حَدَّثَنِي عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، مِنْ أَهْلِ مَرْوَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ نَعُودُهُ أَنَا وَأَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ وَعَلِيُّ بْنُ يُونُسَ فَقَالَ لِي عَبْدُ الْعَزِيزِ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، عِنْدِي سِرٌّ كُنْتُ أَطْوِيهِ عَنْكُمْ فَأُخْبِرُكُمْ ، وَأَخْرَجَ بِيَدِهِ عَنْ فِرَاشِهِ فَقَالَ سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ : سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ : " احْتَمَلْنَا عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ كَذَا وَعَقَدَ بِأُصْبُعِهِ ، وَاحْتَمَلْنَا عَنْهُ كَذَا وَعَقَدَ بِأُصْبُعِهِ الثَّانِيَةِ ، وَاحْتَمَلْنَا عَنْهُ كَذَا وَعَقَدَ بِأُصْبُعِهِ الثَّالِثَةِ الْعُيُوبَ حَتَّى جَاءَ السَّيْفُ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا جَاءَ السَّيْفُ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ نَقْدِرْ أَنْ نَحْتِمَلَهُ " ] . إنتهى الخبر كما أوردهُ الرافضي في صفحتهِ وورد في كتاب السنة لعبد الله أحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى ورضي عنهم , وهذا الحديث مقطوع والدليل .

(حديث مقطوع) حَدَّثَنِي عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، مِنْ أَهْلِ مَرْوَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ نَعُودُهُ أَنَا وَأَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ وَعَلِيُّ بْنُ يُونُسَ فَقَالَ لِي عَبْدُ الْعَزِيزِ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، عِنْدِي سِرٌّ كُنْتُ أَطْوِيهِ عَنْكُمْ فَأُخْبِرُكُمْ ، وَأَخْرَجَ بِيَدِهِ عَنْ فِرَاشِهِ فَقَالَ سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ : سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ : " احْتَمَلْنَا عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ كَذَا وَعَقَدَ بِأُصْبُعِهِ ، وَاحْتَمَلْنَا عَنْهُ كَذَا وَعَقَدَ بِأُصْبُعِهِ الثَّانِيَةِ ، وَاحْتَمَلْنَا عَنْهُ كَذَا وَعَقَدَ بِأُصْبُعِهِ الثَّالِثَةِ الْعُيُوبَ حَتَّى جَاءَ السَّيْفُ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا جَاءَ السَّيْفُ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ نَقْدِرْ أَنْ نَحْتِمَلَهُ " . والحديث المقطوع في منزلة الحديث الضعيف , والمطلوب أن يثبت الرافضي أين قال المحقق ان هذا إسنادهُ حسن , وهو حديث مقطوع كما تبين لنا من موقع إسلام ويب عندما بحثنا عنهُ , ورغم أني لا أملك نسخة كتاب السنة بتحقيق الشيخ ولكن الخبر مقطوع كما نرى .

وأورد الرافضي في صفحة " 27 " من كتيبهِ هذا الخبر : [ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ أَبُو نَشِيطٍ ثنا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ ، سَمِعْتُ الْفَزَارِيَّ يَعْنِي أَبَا إِسْحَاقَ قَالَ : قَالَ لِي الأَوْزَاعِيُّ : " إِنَّا لَنَنْقِمُ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ كَانَ يَجِيءُ الْحَدِيثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُخَالِفُهُ إِلَى غَيْرِهِ " ] إنتهى النص وهذا الحديث مقطوع . كما في السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل , وأن هناك مآخذع لى أبي حنيفة النعمان في الاخبار والاحاديث ولم يكن من أهل الإختصاص في الحديث لهذا ضعف أهل العلم حديثهُ , وهذا لا يقدح في عدالتهِ في الفقه أيها الرافضي .

ثم أورد هذا الخبر : [ (حديث مقطوع) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْكَرْخِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ جَرِيرٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ : " مَا وُلِدَ فِي الإِسْلامِ وَلَدٌ أَشْأَمَ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ " ] وسكت عنهُ المحقق وهو حديث مقطوع أيها الرافضي فتأمل , فأنا لا أنكر أن أهل العلم والحديث قد طعنوا في الإمام أبي حنيفة النعمان ولا يمكنُ ان نغلوا فيه لأننا أهل حق والقول الحق أن نقول أن أبي حنيفة النعمان مطعونٌ فيهِ , ولكن إمامتهُ في الفقه لا تسقط البتة . يتبع بإذن الله تعالى >>







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» أين قُراؤكم يا رافضة عبر القرون
»» [ خاذل الحسين ] والرد على خليفة الكواري بكتاب [ تخريج حديث أنا مدينة العلم ]
»» مع الرافضة : هل كذب إبراهيم - عليه السلام - ثلاث كذبات ؟!
»» سؤالي الي الروافض
»» لعبة الأسانيد...- عند الرافضة-... مثل لعبة التقيّة