5044 -عبد الرزاق بن همام بن نافع الامام، أبو بكر الحميرى مولاهم الصنعانى، أحد الاعلام الثقات. ولد سنة ست وعشرين ومائة، وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة، فقال: جالست معمر بن راشد سبع سنين . وقدم الشام بتجارة فحج، وسمع من ابن جريج، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن سعيد بن أبى هند، وثور بن يزيد، والاوزاعي، وخلق، وكتب شيئا كثيرا، وصنف الجامع الكبير وهو خزانة علم، ورحل الناس إليه: أحمد، وإسحاق، ويحيى، والذهلى، والرمادى، وعبد . قال أبو زرعة الدمشقي: * قلت لاحمد بن حنبل: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر ؟ قال: نعم. قيل له: فمن أثبت في ابن جريج، عبد الرزاق أو البرسانى ؟ قال: عبد الرزاق.
* وقال لى: أتينا عبد الرزاق قبل المائتين، وهو صحيح البصر، ومن سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع. وقال هشام بن يوسف: كان لعبد الرزاق حين قدم ابن جريج اليمن ثمان عشرة سنة.
وقال الاثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن حديث: النار جبار. فقال: هذا باطل من يحدث به عن عبد الرزاق ؟
قلت: حدثنى أحمد بن شبوية قال: هؤلاء سمعوا منه بعد ما عمى. كان يلقن فلقنه وليس هو في كتبه قد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعدما عمى.
* وقال النسائي: فيه نظر لمن كتب عنه بأخرة روى عنه أحاديث مناكير. * وقال ابن عدى: حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد، ومثالب لغيرهم مناكير، ونسبوه إلى التشيع. * وقال الدارقطني: ثقة، لكنه يخطئ على معمر في أحاديث. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت يحيى يقول: رأيت عبد الرزاق بمكة يحدث، فقلت له: هذه الاحاديث سمعتها ؟ قال: بعضها سمعتها، وبعضها عرضا، وبعضها ذكره، وكل سماع.
ثم قال يحيى: ما كتبت عنه من غير كتابه سوى حديث واحد. * وقال البخاري: ما حدث عنه عبد الرزاق من كتابه فهو أصح. * وقال محمد بن أبى بكر المقدمى: فقدت عبد الرزاق، ما أفسد جعفر بن سليمان غيره.
* أبو زرعة عبيد الله، حدثنا عبد الله المسندى، قال: ودعت ابن عيينة قلت: أريد عبد الرزاق ؟
قال: أخاف أن يكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا. * عبد الله بن أحمد، سألت أبى: عبد الرزاق يفرط في التشيع ؟ قال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا، ولكن كان رجلا يعجبه أخبار الناس. * العقيلى: حدثنى أحمد بن زكير الحضرمي، حدثنا محمد بن إسحاق بن يزيد البصري، سمعت مخلدا الشعيرى يقول: كنت عند عبد الرزاق فذكر رجل معاوية، فقال: لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبى سفيان.
* محمد بن عثمان الثقفى البصري، قال: لما قدم العباس بن عبد العظيم من صنعاء من عند عبد الرزاق أتيناه...
فقال لنا - ونحن جماعة: ألست قد تجشمت الخروج إلى عبد الرزاق ووصلت إليه، وأقمت عنده، والله الذى لا إله إلا هو إن عبد الرزاق كذاب، والواقدى أصدق منه.
قلت: هذا ما وافق العباس عليه مسلم، بل سائر الحفاظ وأئمة العلم يحتجون به إلا في تلك المناكير المعدودة في سعة ما روى. * العقيلى: سمعت علي بن عبد الله بن المبارك الصنعانى يقول: كان زيد بن المبارك لزم عبد الرزاق فأكثر عنه، ثم خرق كتبه، ولزم محمد بن ثور، فقيل له في ذلك،
*** فقال: كنا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث ابن الحدثان، فلما قرأ قول عمر رضى الله عنه لعلى والعباس رضى الله عنهما فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك، وجاء هذا يطلب ميراث أمرأته من أبيها.
قال عبد الرزاق: انظر إلى هذا الانوك يقول: من ابن أخيك، من أبيها ! لا يقول: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال زيد بن المبارك: فقمت فلم أعد إليه، ولا أروى عنه. ****قلت (الذهبى) :في هذه الحكاية إرسال، والله أعلم بصحتها، [ ولا اعتراض على الفاروق رضى الله عنه فيها فإنه تكلم بلسان قسمة التركات] .
* جعفر بن أبى عثمان الطيالسي، سمعت ابن معين يقول: سمعت من عبد الرزاق كلاما يوما فاستدللت به على تشيعه،
* فقلت : إن أستاذيك الذين أخذت عنهم كلهم أصحاب سنة: معمر، ومالك، وابن جريج، وسفيان، والاوزاعي - فعمن أخذت هذا المذهب ( التشيع)؟
فقال(عبد الرازق): قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعى، فرأيته فاضلا حسن الهدى، فأخذت هذا عنه.
* وقال أحمد بن أبى خيثمة: سمعت ابن معين - وقيل له: إن أحمد يقول: إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع.
فقال (ابن معين): كان والله الذى لا إله إلا هو عبد الرزاق أغلى(فى التشيع) في ذلك من عبيد الله (مائة ضعف) ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف ما سمعت من عبيد الله ] * وقال سلمة بن شبيب: سمعت عبد الرزاق يقول: والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليا على أبى بكر وعمر.
* وقال أحمد بن الازهر: سمعت عبد الرزاق يقول: أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه، ولو لم يفضلهما لم أفضلهما، كفى بى إزراء أن أحب عليا، ثم أخالف قوله.
* وقال محمد بن أبى السرى: قلت لعبد الرزاق: ما رأيك في التفضيل ؟ فلم يخبرني؟ ثم قال: كان سفيان يقول: أبو بكر وعمر ويسكت، [ وكان مالك يقول: أبو بكر وعمر ويسكت ].
* وقال أبو صالح، محمد بن إسماعيل الضرارى: بلغنا ونحن بصنعاء عند عبد الرزاق أن أحمد، وابن معين وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق أو كرهوه، فدخلنا من ذلك غم شديد، وقلنا: قد أنفقنا ورحلنا وتعبنا، ثم خرجت مع الحجيج إلى مكة، فلقيت بها يحيى، فسألته، فقال: يا أبا صالح، لو ارتد عبد الرزاق عن الاسلام ما تركنا حديثه!!. أحمد بن الازهر، سمعت عبد الرزاق يقول: صار معمر إهليلجة في فمى.
محمد بن سهل بن عسكر، حدثنا عبد الرزاق، قال: ذكر الثوري، عن أبى إسحاق،عن زيد بن يثيع، عن حذيفة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ولوا عليا فهاديا مهديا، فقيل لعبد الرزاق: سمعته عن الثوري ؟ فقال: حدثنا النعمان بن أبى شيبة، ويحيى بن العلاء، عنه.
النعمان فيه جهالة، ويحيى هالك، لكن رواه أحمد في مسنده، عن شاذان، عن عبدالحميد الفراء، عن إسرائيل، عن أبى إسحاق، ورواه زيد بن الحباب، عن فضيل بن مرزوق، عن أبى إسحاق، وروى من وجه آخر عن أبى إسحاق، فهو محفوظ عنه، وزيد شيخه، ما علمت فيه جرحا، والخبر فمنكر.
* وقال الامام أبو عمرو بن الصلاح - عقيب قول أحمد: من سمع من عبد الرزاق بعد العمى لا شئ،وجدت أحاديث رواها الطبراني، عن الدبرى، عن عبد الرزاق استنكرتها، فأحلت أمرها على ذلك.
قلت: أوهى ما أتى به حديث أحمد بن الازهر - وهو ثقة - أن عبد الرزاق حدثه خلوة من حفظه، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى علي فقال: أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة، من أحبك فقد أحبنى، ومن أبغضك فقد أبغضني. قلت: مع كونه ليس بصحيح فمعناه صحيح سوى آخره، ففى النفس منها شئ. وما اكتفى بها حتى زاد: وحبيبك حبيب الله وبغيضك بغيض الله، والويل لمن أبغضك، فالويل لمن أبغضه.
هذا لا ريب فيه، بل الويل لمن يغض منه أو غض من رتبته ولم يحبه كحب نظرائه أهل الشورى رضى الله عنهم أجمعين ] .
*أبو بكر بن زنجويه، سمعت عبد الرزاق يقول: الرافضى كافر.
*أبو الصلت الهروي - وهو الآفة، أنبأنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قالت فاطمة عليها السلام: يا رسول الله، زوجتني عائلا لا مال له. قال: أما ترضين أن الله اطلع إلى أهل الارض فاختار منها رجلين، فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك.
* ابن عدى، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا ابن راهويه، حدثنا عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبى نضرة، عن أبى سعيد - مرفوعا: إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه.
قال: وحدثناه محمد بن سعيد بن معاوية بنصيبين، حدثنا سليمان بن أيوب الصريفينى، حدثنا ابن عيينة، وحدثناه محمد بن العباس الدمشقي، عن عمار بن رجاء، عن ابن المدينى، عن سفيان، وحدثنا محمد بن إبراهيم الاصبهاني، حدثنا أحمد بن الفرات، حدثنا عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن ابن جدعان نحوه. أبو بكر بن المقرى، حدثنا المفضل الجندي،
سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: أخزى الله سلعة لا تنفق إلا بعد الكبر والضعف، حتى إذا بلغ أحدهم مائة سنة كتب عنه، فإما أن يقال كذاب فيبطلون علمه، وإما أن يقال مبتدع فيبطلون عمله، فما أقل من ينجو من ذلك. وقال أحمد بن صالح: قلت لاحمد بن حنبل: رأيت أحسن حديثا من عبد الرزاق ؟ قال: لا. مات عبد الرزاق في شوال سنة إحدى عشرة ومائتين. ميزان الاعتدال الذهبى
|