أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد "
قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم " من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاث أشياء : تعجيل التوبة و قناعة القلب و نشاط العبادة " و من نسي الموت عوقب بثلاث أشياء : تسويف التوبة و ترك الرضى بالكفاف و التكاسل في العبادة .
إخواني و أخواتي في هذا المنتدى المبارك ، لست أول من يبدأ بهذا السؤال و لكن سؤال يقلقني منذ فترة و أرجو الإجابة قبل فوات الأوان.
إن مات أي أخ أو أخت في هذا المنتدى المبارك ، كيف سيكون مصيره ؟
عرفت أن بعض المنتديات تقوم برفع موضوع من صاحبه الميت طلباً الدعاء له أو رفع ذكره بين المؤمنين .
لأتخيل بأني أتحدث عن نفسي و الموت حق .
قلت في نفسي :
إخواني و أخواتي في منتدى الدفاع عن السنة أعرفهم و عرفوني منذ حوالي 4 سنوات.
صحيح لا نعرف الأسماء و لا شيئ عن الألقاب الدنيوية و لا عن النسب ، و لكن جمعتنا المحبة في الله و نسأل الله الإخلاص في ما نرجو من الخير لنا و لأمة الحبيب محمد صلى الله عليه و على آله و سلم.
هل سيرفع احد الإخوة المشرفين ، موضوع لي؟
قلت في نفسي:
و هل كل ما كتبته كان خالصاً لوجه الله؟
هل كنت صادقة في كل كلمة كنت أكتبها؟
هل كنت أراقب نفسي بأن الذي يراني و يسمعني و يعلم بما في نفسي ، راض عما أكتب؟
هل تجنبت أذية عباد الله أو إمائه؟
شعرت بالرغبة بالبكاء المرير و قلت و ماذا بعد؟!
و هل هؤلاء فقط هم الذين يحاسبني الله عن حقوقهم؟
و ماذا عن الذين كنت أدعي بأنهم على باطل ؟!
و لربما أدخلهم الله جنته و يسر لهم الطريق و الأمور بخواتيمها.
وددت أن أقول لكل من خالفتهم في الرأي :
لا تكرهوني و أعذروني و أدعوا لي بالمغفرة و الرحمة فكلنا نُخطئ و لو كنا نرى الخطأ بعيوننا لما ارتكبنا أي خطأ قط!
خاصة للذين عندهم مواعيد مع الرحمن عند آخر الليل !
لقد رأيت موت الكثيرين ، و لكني نسيت !
و لكن حين تخيلت موتي بدأت الرغبة بالبكاء حتى كأني أتخيل الجسد بين يدي أهلي و تخيلت من يبحث عن الكفن و من يُحضر البيت للعزاء و
من يواسي أمي الحنونة و من يُخبر بقية الأهل عن موتي و من يتحدث عني و يتساءل عن سبب موتي؟!
و هل للموت أسباب؟!
قد يموت أحدنا بلا سبب.
و قد نموت فجأة.
و شعرت بأني لا أجد ما أقول سوى أن أرجو رحمة ربي و أرجو أن أموت شهيدة حتى لا يكون لي ضمة القبر و تمنيت أن أرى بيتي في الجنة.
و أخيراً تمنيت أن أموت و لا يكون على الأرض من يكره هذه المسكينة التي لا تملك ما تدافع عن نفسها !
اللهم صل و سلم على نبيك محمد الذي أحبه أكثر من نفسي و أهلي و ارزقني رفقته مع آل بيته و أصحابه في الجنة .