عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-13, 05:09 PM   رقم المشاركة : 4
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road




الشبهة الثانية

قولهم: إن الآيات التي ذكرتها نزلت فيمن يعبد الأصنام، وهؤلاء الأولياء ليسوا بأصنام.

الجواب: اعلم أن كل من عبد غير الله فقد جعل معبوده وثنًا، فأي فرق بين من عبد الأصنام وعبد الأنبياء والأولياء؟!

فالكفار منهم من يدعو الأصنام لطلب الشفاعة، ومنهم من يعبد الأولياء، والدليل على أنهم يدعون الأولياء قوله تعالى: {أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ}[الإسراء: 57] (أي أن المعبودين يبتغون القربة إلى ربهم).
وكذلك يعبدون الأنبياء كعبادة النصارى المسيح ابن مريم والدليل قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ}[المائدة: 116]،

وكذلك يعبدون الملائكة كقوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ}[سبأ: 40].


فبهذا تبين تلبيسهم بكون المشركين يعبدون الأصنام وهم يدعون الأولياء والصالحين من وجهين:

الوجه الأول: أنه لا صحة لتلبيسهم؛ لأن مِن أولئك المشركين مَن يعبد الأولياء والصالحين.

الوجه الثاني: لو قدَّرنا أن أولئك المشركين لا يعبدون إلا الأصنام فلا فرق بينهم وبين المشركين لأن الكل عبَد من لا يغني عنه شيئًا.


وبهذا عرفنا أن الله كفَّر مَن قصد الأصنام، وكفر أيضًا من قصد الصالحين، وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الشرك، ولم ينفعهم أن كان المعبودون من أولياء الله وأنبيائه.






من مواضيعي في المنتدى
»» { قال فاذهب فإن لكَ في الحياةِ أن تقولَ لا مساسَ }
»» قصيدة سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه يمدح المصطفى عليه السلام
»» فضائل وثمرات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
»» موسوعة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها