عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-10, 05:28 PM   رقم المشاركة : 2
حلم
عضو ذهبي






حلم غير متصل

حلم is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخت المسلمين مشاهدة المشاركة
  
ولهذا فإنّ الخطاب القرآني إنّما خاطب بنصوص الوحدة ونبذ الفرقة الجماعة المؤمنة التي اجتمعت على التوحيد والاتّباع، وأمّا غيرهم ممن خالف في شيء من أصول التوحيد فإنّ الوحدة معه وإظهار الانسجام جهد في غير طائل.


كما أنّ أكبر استحقاقات هذه المطالب الوحدوية هي ترك شريعة الإنكار على المخالف وهذا والله لا يختلف عن ترك الدين برمته.



إذ معنى ذلك أن تفشوا البدع وترتفع معالم الشرك من جديد، وإلاّ فقل لي بالله: كيف تكون متوحدًا مع من تنكّر عليه دينَه وبِدْعَته وشِرْكَه!

هذا لا يكون حتى يعود اللبن في الضرع لو كنا نفقه ما نقول.




وكذلك في حالتنا، لا يمكن أن تقوم للإسلام والسنة قائمة دون عيب البدعة وأهلها وبيان باطلهم.


ومن كان يظن أنّ خطاب الوحي خطابٌ وحدوي هكذا بإطلاق فهو واهم، بل خطاب الوحي جاء أصله خطاب تفريق وتمييز، ولهذا سمّى الله تعالى كتابه فرقانًا،


قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة:185]،



وإنّما سمي فرقانا لأنّه يفرق بين الحق والباطل، ويفرق بين أهل الحق وأهل الباطل، ويميز الخبيث من الطيب، ولهذا سُمِّي يوم بدر فرقانًا،


{إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}[الأنفال:41]، وبيّن تعالى أنّ من الحكم الربانية في غزوة أحد هو التمييز: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}[آل عمران:179].



فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ}[البقرة:213].













.


إنّ أكبر أسباب الفشل والخسارة والهزيمة في الدنيا قبل الآخر جمع ما لا يجتمع، وصفِّ صُفوفٍ ظاهرها الاجتماع والاصطفاف وباطنها الكيد والتفرق، ولهذا قص علينا قصة طالوت وكيف امتحن الله أتباعه بالنهر ثم بالخوف حتى لم يبق معه إلاّ الثلة المؤمن فانتصروا.


أمّا جمع الأمّة بمن فيها من المنافقين وأهل الشرك والبدع الغليظة إضافة إلى زنادقة الفكر فهذا مخالف للشريعة التي أمرت بتنقية الصفوف من الداخل،



بل إنّ الوحدويين يغفلون عن حقيقة أشدّ مرارة، ألا وهي أنّ العدوّ الداخلي أثره أعظم من الخارجي، فالخارجي واضح تأخذ له أهبتك، أمّا الداخلي فهو يظهر لك الولاء في ساعة اليسر وفي ساعة العسر يستغل الفرصة للطعن في خاصرة الأمّة ومد العون لأعدائها،



ولا يظن أحد أنّ أهل البدعة الغليظة والشركيات هم جزء من الأمّة المأمورة بالاعتصام ونبذ الفرقة، بل لا يصر أحد على بدعته إلاّ انسلّ قلبه وفارق أهل الحق وكادَهُم إذا استطاع إلى ذلك سبيلًا
فهم في الظاهر منا لكن في الباطن من غيرنا وإلى غيرنا.


وممّا يجب الإيمان به واليقين به أنّ التمسّك بمنهج السنة الذي كان عليه السلف الصالح عاقبته إلى خير وإن بدا للمرضى والمتسرعين غير ذلك، والله إنّما أمر الجماعة المؤمنة بالتمسك بالحق، وأمّا النصر فمن عند الله، وما يصيب المؤمن بسبب تمسكه بالحق فهو والله علامة الصدق والسلوك على الصراط فتلك سنة الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه، فالبلاء لصيق الحق لا يفارقه في حل ولا ترحال.





وقد فهم السلف هذه الحقيقة فقاموا بالواجب عليهم في إنكار المنكر وتكلموا في الباطل وأهله حتى حصلت في بعض العصور فتن عظيمة، ولم يثرّب أحد من الأئمّة على أهل السنة إنكارهم على المبتدعة والمنافقين، بل كانوا يتعرضون للأذى العظيم،


قال الحافظ محمد بن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنّصاري يقول بـ"هراة": "عُرِضْتُ على السّيف خمس مرّات، لا يقال لي: ارجِع عن مذهبك، لكن يقال لي: أسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت".


أصحاب المذاهب المخالفة للسنة مهما فعلت لا يجتمعون ولا يتّحدون إلاّ على هدف واحد ألا وهو حرب السنة وإسكات أصوات أهل السنة، فإن تم لهم ذلك رجعوا هم إلى الاختلاف والإفساد في الأرض، وما يحصل في بعض البلاد التي ضعف فيها أهل السنة شاهد على ذلك.




وخلاصة المقال: أنّ الذي أخذه الله على أهل العلم والشرع هو الدعوة إلى كتابه وسنة رسوله، إلى التوحيد وصدق المتابعة للنّبيّ صلى الله عليه وسلّم، ولا يضرهم – ولا أقول: لا يهمهم - بعد ذلك ما يصير في الأمّة بعد بذل الأسباب المشروعة، فالله لا يكلّف الأمة إلاّ وسعها، كما أنّه نهى عن تكلّف غير المشروع من أجل تحقيق أهداف مشروعة لأنّ هذا هو الذي نشأت بسببه البدع وانحرف الناس عن الدين الصحيح، بسبب التكلف وقد قال تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِين}[ص:86]





د. أحمد بن صالح الزهراني


نقل طيب
و موضوع هام غفل عنه الكثير
لحبهم لرص صفوف
للأسف لا يمكن رصها






التوقيع :
الأدعياء كثر
فمدع أن النصرانية على هدي عيسى
-عليه السلام-
و مدع أن التشيع على هدي آل البيت
- رضوان الله تعالى عنهم -
و لا ندري أي الدعوتين أكذب من الأخرى
من مواضيعي في المنتدى
»» شعار الفاتيكان النجاسة من الإيمان
»» كيف يعرف القضاء الشيعي أن الزناة يزنون و لا يتمتعون
»» نواب صفوي من أراد أن يكون جعفريا حقيقياً فلينضم إلى الإخوان المسلمين
»» الحوثي اسم آخر الشوارع في طهران للنكاية بأهل السنة
»» جالية اليمن بجيزان تدشن حملة تبرع بالدم لدعم الجيش السعودي