عرض مشاركة واحدة
قديم 17-09-11, 06:19 AM   رقم المشاركة : 6
الجودي=1
موقوف







الجودي=1 غير متصل

الجودي=1 is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدين واضح ياعيوني مشاهدة المشاركة
  
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)


بالإنتظااار ولي تعقيب على ماسيتم طرحهـ

--------
بِسْمِ الْلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ
الْلَّهُمَّ صَلِّ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعلى آَلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَىَ ابْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ ابْرَاهِيْمَ انَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ
قوله تعالى:-
«يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم»

أما أولوا الأمر فلهم افتراض الطاعة نظير ما للرسول في رأيهم و قولهم، و لذلك لما ذكر وجوب الرد و التسليم عند المشاجرة لم يذكرهم بل خص الله و الرسول فقال: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر، و ذلك أن المخاطبين بهذا الرد هم المؤمنون المخاطبون بقوله في صدر الآية: يا أيها الذين آمنوا، و التنازع تنازعهم بلا ريب، و لا يجوز أن يفرض تنازعهم مع أولي الأمر مع افتراض طاعتهم بل هذا التنازع هو ما يقع بين المؤمنين أنفسهم و لا ينبغي أن يرتاب في أن هذه الإطاعة المأمور بها في قوله: أطيعوا الله و أطيعوا الرسول، إطاعة مطلقة غير مشروطة بشرط، و لا مقيدة بقيد و هو الدليل على أن الرسول لا يأمر بشيء، و لا ينهى عن شيء يخالف حكم الله في الواقعة و إلا كان فرض طاعته تناقضا منه تعالى و تقدس و لا يتم ذلك إلا بعصمة فيه (صلى الله عليه وآله وسلم).
و هذا الكلام بعينه جار في أولي الأمر .
يجمع الجميع أن له (صلى الله عليه وآله وسلم) الولاية على الأمة في سوقهم إلى الله و الحكم فيهم و القضاء عليهم في جميع شئونهم فله عليهم الإطاعة المطلقة فترجع ولايته (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ولاية الله سبحانه بالولاية التشريعية، و نعني بذلك أن له (صلى الله عليه وآله وسلم) التقدم عليهم بافتراض الطاعة لأن طاعته طاعة الله، فولايته ولاية الله كما يدل عليه بعض الآيات السابقة كقوله: «أطيعوا الله و أطيعوا الرسول» الآية و قوله: «و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا» الآية و غير ذلك.

و هذا المعنى من الولاية لله و رسوله هو الذي تذكره الآية للذين آمنوا بعطفه على الله و رسوله في قوله: «إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا» على ما عرفت من دلالة السياق على كون هذه الولاية ولاية واحدة هي لله سبحانه بالأصالة و لرسوله و الذين آمنوا بالتبع و بإذن منه تعالى.
و أما أولوا الأمر فهم لا نصيب لهم من الوحي، و إنما شأنهم الرأي الذي يستصوبونه فلهم افتراض الطاعة نظير ما للرسول في رأيهم و قولهم, و قول أولي الأمر في أن الكتاب و السنة يحكمان بكذا أيضا حجة قاطعة فإن الآية تقرر افتراض الطاعة من غير أي قيد أو شرط، و الجميع راجع بالآخرة إلى الكتاب و السنة.
هذا في نفس بيانه (صلى الله عليه وآله وسلم) و يلحق به بيان أهل بيته لحديث الثقلين المتواتر و غيره و أما سائر الأمة من الصحابة أو التابعين أو العلماء فلا حجية لبيانهم لعدم شمول الآية و عدم نص معتمد عليه يعطي حجية بيانهم على الإطلاق.


روي عن زيد بن أرقم قال "قام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يومًا فينا خطيبًا بماء يدعى خُمًّا بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد: ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال، وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي،"(1 )، وفي رواية"لما رجع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمن فقال: كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض ثم قال: إن الله عَزَّ وَجَلَّ مولاي وأنا مولى كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ فقال: من كنت مولاه فهذا وليه اللَّهُمَّ وال من والاه وعاد من عاداه"(2)
---------
( 1) رواه مسلم(شرح النووي) ج15 ص179-181.
( 2) رواه الحاكم ج3ص109 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله.


ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث الثقلين (اني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)، فميزان الحساب يوم القيامة يكون على هذا الأساس، فالتمسك بالقرآن لوحده غير كاف ، بل لابدّ معه من التمسك بالعترة ، فهم (عليهم السلام) يكونون الأصل في كيفية حساب الخلق ، فمن تمسّك بهم نجا ومن لم يتمسّك بهم هلك .
والله اعلم

وصل اللهم على محمد وعلى آل محمدِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَىَ ابْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ ابْرَاهِيْمَ انَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ