عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-03, 10:32 PM   رقم المشاركة : 2
البرقعي
عضو مميز






البرقعي غير متصل

البرقعي is on a distinguished road


تكملة الموضوع ..!!

الخامس: أن حال هؤلاء الاتحاديين ترد على من يدافع عنهم على النحو المذكور، وبيان ذلك :

أ ـ أن هؤلاء اكتسبوا أحوالهم هذه بطرق معروفة عندهم فبعضهم درس الفلسفة وآمن بها على علاتها ، بينما قصد البعض الآخر إلى خلوات مظلمة ورياضات شاقة غير مشروعة ثم خرجوا على الناس بتعليماتهم الـجديدة . فالقول بأنها حالات طارئة غير متعمدة يعد باطلاً من القول .

ب ـ أنهم عند تقرير هذه العقائد الفاسدة يكونون متمتعين بكامل قواهم العقلية ، فتجدهم يراعون في نثرهم قواعد اللغة، ويتكلفون كل المحسنات اللفظية، والمواصفات البديعية، ويتخيرون الألفاظ بدقة متناهية، وفي شعرهم تجد كل المقومات الفنية والمكملات الجمالية بالإضافة إلى مراعاة أحكام العروض والقوافي، وهذه أمور لا يتأتى وقوعها ممن حكمه حكم المجنون أو السكران .

جـ ـ أنهم لو عدوا هذه " الشطحات " خارجة عن حد الاعتبار لطووها وما رووها ولا وضعوها في بطون أمهات مصادرهم ، ولكننا نجدهم يتخذون من هذه الشطحات أسساً لتعاليمهم التي يبثونها على مريديهم في الخفاء ويركزون مبادئها في طيات أورادهم اليومية المفروضة على الأتباع ، ويجعلون الغاية العظمى التي يسعون إليها الوصول إلى التوحيد الذي هو عبارة عن الاتحاد ووحدة الوجود كما ستعلم .

وفي ثنايا ذلك كله يطرحون في وجوه المنتقدين عبارات من قبيل " كلمات المحبين تطوى ولا تروى".

ومن الأوراد التي تمثل أوضح صورة لهذا النمط الوحدوي الصلاة المشيشية المنقولة عن عبد السلام بن مشيش ويزعمون أن من واظب على قراءتها بالنية الخالصة يكون من أهل الخطوة ، وفيها يقول:

" اللهم زج بي في بحار الأحدية، وانشلني من أوحال التوحيد، وأغرقني في عين بحر الوحدة، حتى لا أرى ولا أسمع ولا أحس إلا بها .. إلخ " .

سادساً: أن أهل السنة الذين أحسنوا الظن بأصحاب الفكر الصوفي فعذروهم بحجة أنهم
- فعلاً - يطلقون هذه العبارات في حالة غيبوبة لم يجنوا من وراء ذلك سوى التشنيع عليهم واتهامهم بالمكر والخبث من قبل الصوفية " الواقعيين " المعلنين لما يعتقدون
.

فمن المعلوم أن شيخ الإسلام ممن ذهب إلى الاعتذار لبعض أولئك الشيوخ - لا لكهم - لحسن ظنه بهم وبأنهم ما قالوا تلك الكلمات إلا عن غيبة وسكر .

لكن لنسمع جميعاً ماذا يقول د . عبدالرحمن بدوي الصوفي المعاصر يخاطب ابن تيمية وغيره ممن يفسر الشطح بالسكر ، يقول في " شطحات الصوفية " ( ص10-11) :

" وواضح أن رأي هؤلاء الخصوم لا يمكن أن يقام له وزن عند من يرى أن الشطح ظاهرة صوفية سليمة ، وأن الكلمات الشطحية لا تقل في صدقها عن الكلمات التي تصدر في حال الصحو ،[SIZE=4.5] فلا دخل للصحو أو السكر في تحديد القيمة الذاتية لهذه الكلمات ، وإلا أخطأنا فهم هذه الظاهرة الممتازة [/SIZE]،

وهؤلاء الخصوم خلطوا - عن قصد - بين السكر الروحي والسكر الجسماني ،[SIZE=4.5] وإنما يقصد بالسكر هنا انتشار الروح بمكاشفة الحق لها بسره ، وبأنه هو هي وهي هو فتطرب أشد الطرب لاكتشاف هذه الحقيقة، فسكرها إذاً شدة غبطتها بمعرفة سر وجودها [/SIZE]...

" ثم خصص بعد التعميم فقال" : وابن تيمية كان من الخبث بحيث أوهم بالتشابه بين السكر الجسماني والسكر الروحي من حيث قيمة الصدق في كليهما ، والحق أنه لا وجه للشبه بينهما إلا في مقدار اللذة التي ينعم بها السالك والشارب .

ثم قال :

وعبد القادر الجيلاني كان من السذاجة أو الرغبة في المدارة - شأنه دائماً في كل مذهبه فيه ترض ظاهر لمن يدعون أنهم أهل السنة - بحيث ادعى أن هذه الكلمات الشطحية لو صدرت في حال الصحو لعدت من وساوس الشيطان " .

إذاً هذا هو موقف الصوفية أنفسهم تجاه تلك العبارات الكفرية:

إيمان عميق، وتمسك شديد ، أما بالكتمان عند المقتضى ، أو بالإعلان عندما يكون المجتمع موبوء بفكرهم وتكون الغلبة لهم كشأن هذا البدوي الذي أداه حرصه على المحافظة على تراثه الشطحي إلى وصف كبار علماء الإسلام بالخبث والسذاجة عامله الله بما يستحق .

المقصود: أن الصوفية أنفسهم يؤمنون بأن تلك العبارات المشكلة من الناحية الشرعية ينبغي أن تحمل على ظاهرها وأصحابها إنما قالوها عن عرفان وصحو كاملين .

وبهذا ينتفي الاستشكال إن شاء الله ) انتهى كلام الشيخ محمد أحمد لوح بتصرف يسير .

وأنصح الجميع بقراءة كتابه " تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي " فهو كتاب نفيس جداً.

وفي الختام أضع الرابط التالي والذي يحتوي على هذا الموضوع وتجد فيه القصائد المذكورة مفرغة كتابياً.
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/S2.doc

وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

أخوكم/ أبو معاذ السلفي
[email protected]

لقد نقلت الموضوع كما هو ، عدا تلوين الأسطر والكلمات المهمة في موضوع أخينا في الله أبو معاذ جزاه الله لك خير ..!!