الشخص الاول يقول انه لاتوجد نسبة يمكن أن يحصل بها الاحزاب على
خمسين في المائة طيب أين كلامك قبل سقوط الفرعون مبارك الذي كان ينجح بنسبة ثمانين
بالمائة والاحزاب المستقلة تحصد العشرين الباقية وتنضم الى الحزب الحاكم فتصبح
نسبته مائة بالمائة نقول ممكن الحزب ينجح بخمسين لكن مستحيل ينجح
بمائة بالمائة
أما الشخص الثاني يقول أن هذه الانتخابات حرة وليست ديمقراطية وشبه ذلك
بالباص حيث ان انتخابات حرة تعني أنك تركب الباص لتصل الى الانتخابات بينما الديمقراطية هي الباص نفسه
طيب نسألك يافهيم هل يمكن لهذه الباصات ان تصنع في جو الدنيا فيها كلها خراب
ولا بعد تهيئة الجو لصناعة الباصات بحيث تكون لنا القدرة على الصناعة كذلك الديمقراطية لايمكن
أن تصنع وسط التوتر والاجواء المشحونة والصراعات والفراغ السياسي لكن ممكن أن تتنفس شيئا
من الحرية حتى لو كنت فوق تلة من الخراب في حين انك حتى هذا المتنفس كنت تفتقده في عهد
الطاغية مبارك لذا لم نسمع لك صوتا حينها وتاتي اليوم وتقول الانتخابات ليست ديمقراطية
الديمقراطية مؤسسات وليست عشوائيات ومجرد شعارات والمؤسسات تبنى بعد أن تهيأ لها الاجواء لتتم ممارستها
على أرض الواقع لذا يبدو أن تعليقاتك سابقة لاوانها لكن الحمد لله أنك اعترفت انها حرة وليست قمعية[
والثالث يقول ان العيب في الناخب وليس المرشحين لكن المفارقة هنا أنه اصبح يوجد على الساحة شيء اسمه ناخب
يذهب الى الصناديق ويدلي بصوته بينما في السابق تمتلئ الصناديق بدون ناخب
كان من المفروض أن يقول المشكلة فينا نحن وليس الناخب هكذا يتكلم المنصفون والجادون وليس من
يحاول تحميل فشله الاخرين
نعم المشكلة فيكم لانكم حكمتم مايزيد عن ستين سنة فماذا كانت النتيجة
تعلقتم بالخارج وابتعدتم عن الداخل فابتعد عنكم الناس تقوقعتم على أنفسكم
وراهنتم على القوى الخارجية في حين كانت أول من تخلى عنكم لحفظ ماء وجهها في وجه غضب الشارع
الذي ثار على سياساتها لكن الاحزاب التي تنتقدونها هي من الشعب هي الفلاح ورجل الصيد
والمعلم والطالب والمرأة المسنة والشيخ هي من عاشت وسط الشعب وهي من كانت القريبة منه
كان المفروض أن تسألوا هذا السؤال
لماذا حصلنا على هذه النتائج وتبحثون عن الاسباب
وليس التباكي وتوجيه الاتهامات حتى أنكم تتحدثون عنهم من منظور غيركم ورؤية غيركم فترون بأعينهم
وتسمعون بأذانهم وتتكلمون بكلامهم وبقيتم على حواسكم معطلة وأنا اجزم أنكم لاتعرفونهم
ولكن تتحدثون بأفكار غيركم فأنتم من فضل الابتعاد ورسم الحدود أما أان الاوان للاعتراف بالهزيمة
والتواضع بعض الشيء والسعي للتقارب والجلوس مع خصومكم للحوار ويفهم كل منكم الاخر
فمصلحتكم في التقارب وليس التنازع أما الاختلاف فهو موجود منذ الازل وهكذا خلق الله الكون لكن قال في اختلافكم رحمة لكم
أم هو التعالي والاستكبار سيضل يطاردكم/]