المهدي المنتظر يخرج في دولة الكويت
مفكرة الإسلام : خرج رجل في دولة الكويت يدعي أنه المهدي المنتظر ، بل هناك - والعياذ بالله - تلميحات إلى أنه نبي مرسل ، ولعل هذه ستكون مرحلة لاحقة من حياته ، أو أنه يُصرح بها لأصحابه ، ولمدعي المهدية حسين مويس العنزي الساكن بمحافظة الجهراء القديمة بجانب القصر الأحمر كتب ألفها لإثبات فيها أنه المهدي المبشر به مثل كتاب " رفع الالتباس" و" فتح المنان " و " بيان وجوب الاعتزال " ، وقد تمكن مراسلنا من الحصول على هذه الكتب بعد أن أوهمه أنه جاهل وطالب للحق ، وقد جاء في بعض هذه الكتب ترّاهات وخزعبلات نذكر بعضاً منها :
1-قال : إذ قدر أمري وأظهر بذلك ما يدل على وصفي وبعثتي أعمى عليهم أسمي حتى لا يكون للمتأولين بالباطل سبيل عليه فيدعونه لانفسهم . ص 2 رفع الالتباس .
2-وقال أيضاً : وأنا أقرأ ذكري وإياهم بالقرآن العظيم ولا أقول إلا صبرا والله المستعان على ما يصفون ، قال تعالى : (هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فإني لهم إذا جاءتهم ذكراهم) ، وقال سبحانه : (أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ، ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون ) ومن ذكراهم بعثني من بين أظهرهم وقد جعل الله لهذا البعث أشراط الساعة برهانا وهو الدخان ، وقد نص سبحانه أنهم لم ينتفعوا إذا جاء ذكرهم وتحقق خبرهم ، وبين انه كيف يتحقق لهم الانتفاع من هذه الذكرى وهم معرضون عن أتباع هذا الرسول وتصديقه مع أن أمره بين ظاهر . ص 3 رفع الالتباس . وفي هذا تلويح أقرب إلى التصريح بادعاء الرسالة ، ولكنه يرجع فيفسرها تفسيرا يخرجه من الحكم عليه بالردة لادعاء النبوة ، والله أعلم بما في نفسه .
3-وقد تهجم على مخالفيه بقوله : ومع عجزهم عن رد وأبطال ما ذكرت بالبراهين البينة ، واقتصارهم على الإنكار المجرد الذي لا يغني النفس ويشفي القلب ، وها أنا أثني لهم الصفعة ، ولسان حالي يقول لم ترضوا بتعيين خروج المهدي وأكبرتموه علي ، فهذا أصيح بكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيعود وإن رغمت أنوف المنافقين . ص 41 رفع الالتباس .
4-وقال أيضاً : والله عليم بالحال سبحانه ، وما كنت وقت ابتداء تحقق التأويل بالكشف عن ذاتي مدركا لكل ما تقرر على لساني فيما بعد ومستدلا به ، وما كان ممكنا لي بأي حال من الأحوال إحاطتي بالعلم في ذلك ، ومع هذا كان ابتداء الكشف عن ذات المهدي محققا على الوجه الذي نقلت تفصيله في ردي على منافق الخوالد ، وكان الأمر مرهونا بابتداء برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنام ، صموئيل هذه الأمة وواسطتها العظيمة ما بين الله تعالى وبينها ، ولو قطعت الأمة عن هذه الواسطة كما هو منتهى مذهب حنابلة الوقت السفهاء لبقت الأمة جاهلة ضالة يتوسطها الحنابلة وولاة الأمور ! . ص 36 فتح المنان .
هذا وقد ذكر في كتابه ( بيان وجوب الاعتزال ) في مواضع أن الدخان الذي هو من علامات الساعة هو دخان آبار النفط في الكويت التي أحرقها صدام حسين ، ونار الحجاز هي نار تلك الآبار أيضا .
5-كما ذكر فيه أن تلك علامة خروج المهدي وهو أحد المهديين ، الذي سيذبح المخالفين ذبحا وهو السفاح الذي يكون بين يدي رجوع النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن ذلك المهدي مرسل من الله تعالى فهو رسول على معنى أنه يوحي إليه بالرؤيا ، لان الرؤيا جزء من الوحي ، وأنه محدث والمحدث يصلح أن يقال إنه رسول كما في قراءة ابن عباس ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ) .
6- ويقطع المعتوه أنه هو ( حسين مويس ) ذلك المهدي السفاح المرسل من الله تعالى لا على أنه يأتي رسالة جديدة ، بل على أنه ملهم يوحى إليه بالرؤيا الهادية ، وأنه سيمهد لعودة النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
ومن خلال حديث مراسلنا معه الذي تم نقله بالهاتف النقال مباشرة وكذلك من خلال كتبه فقد تبين لنا أنه معتوه أحمق بلغ منتهى الحمق ، لا يدري ما يخرج من رأسه ، يجمع شبها ساقطة ، لا تنطوي إلا على الأغبياء مثله ، ويتلاعب بالألفاظ فتارة يدعي أنه رسول ، فإن قيل له إن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء ، قال رسول بمعنى مبعوث كما في الحديث عن المهدي ( يبعث الله رجلا من أهل بيتي ) وكما في قراءة ابن عباس ( ما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ) ويدعي أنه يوحى إليه ، فان عورض بأن الوحي مختص بالأنبياء ، قال المقصود بالوحي الرؤيا الصالحة ، وهكذا يأتي بألفاظ مشتبهة ، ثم يحرفها عندما يضيق عليه إلى مقاصد أخرى ، وجل همه إثبات أنه شخصية عظيمة ذات شأن ، فلما لم يقدر أن يدعي أنه المهدي لانه من قبيلة عنزة من العراق ، واسمه حسين مويس ، ادعى أن المهدي المذكور في الحديث إنما هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسه ، وأنه أي نفسه ، مهدي أيضا غير أنه السفاح المذكور في بعض الأحاديث ، وأنه سيكون رسول من الرسل بين يدي رجوع محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنه رسول بمعنى مرسل ، وليس من جملة الرسل الذين ينزل عليه الملك بالوحي ، وإنما يرى رؤيا هي جزء من الوحي ، وهكذا يبقى يتخبط بجهالاته التي لا تنتهي حتى يصيبك كلامه بالصداع والغثيان ، ولا تدري هل ألقاها في قلبه إنس أم شيطان من الجان .
وله كتابات في المنتديات العربية والإسلامية بأسماء وهمية وقد تم طرده من بعض هذه المنتديات وتمكن من الدخول إليها بأسماء أخرى ، ويوجد له أتباع في دولة خليجية وإن كان عددهم لايزال قليلاً ونخشى خاصة مع الجهل الذي سببه تجفيف منابع الصحوة وإغلاق الأبواب الإعلامية في وجه أهلها أن ينتشر فكر هذا الرجل المنحرف .
وبعد هذا لانعلم ماذا يكون موقف الحكومة الكويتية من هذا الرجل خاصة وأنه يتكلم بقضية تتعلق بالمسلمين شرقاً وغرباً والذي لانشك فيه أن موقف الحكومة الكويتية سيكون حرجاً جداً أمام الرأي العام سواء المحلي أو العالمي المسلم نظراً لخطورة الدعوى التي ينادي بها وهي من صلب معتقدات المسلمين ، ولهذا فهي مطالبة بالتعامل معه بشدة ؛ ولكن سيكون هناك سؤال من الكثير من العقلاء وهو : هل سيعاقب هذا الرجل وهو يدعي المهدية ويحب نبيه في وقت قد عفي فيه عن الليبرالي الدكتور أحمد البغدادي المدرس بجامعة الكويت الذي كتب مقالا في مجلة "الشعلة" الطلابية الصادرة في كلية العلوم الإدارية قال فيه: "إن الرسول صلى الله عليه وسلم فشل في فرض الإسلام على المجتمع المكي ثلاثة عشر عاما …" وفي هذا قدح للنبي صلى الله عليه وسلم صراحاً وطعن في ذات الله ضمناً حيث فيه افتراء بأن الله لم ينصر ولم يوفق نبيه وهو ما دفع حسن شمس وحربي عبد الله (إمامان بالمساجد) للتقدم بشكوى للنائب العام الذي حولها بدوره إلى القضاء وقد حكمت محكمة أول درجة في 25/5/1999 بحبس البغدادي ستة أشهر مع وقف التنفيذ، لكنه استأنف الحكم فقضت محكمة الاستئناف بسجنه شهراً مع النفاذ . ومع هذه الردة القولية فلم يجلس البغدادي في السجن إلا أربعة عشر يوماً فقط ، ثم كوفئ بمكرمة أميرية بإطلاق سراحه من السجن .
http://www.islammemo.com/news/arab/16_3_02/12.htm