عرض مشاركة واحدة
قديم 21-02-10, 05:29 PM   رقم المشاركة : 1
ابوالوليد المهاجر
مشرف سابق








ابوالوليد المهاجر غير متصل

ابوالوليد المهاجر is on a distinguished road


مفاسد الاعتقاد بالمنتظر !

مفاسد الاعتقاد بالمنتظر
قاسم نصار الحسيني
إنَّ الذي دعا الشيعة إلى القول بوجود إمام غائب هو ابن الإمام العسكري (عليه السَّلام)، على الرغم من عدم وجود خَلَفٍ للإمام العسكري حسبما وصل إلينا من المصادر.. أضفْ إلى ذلك البحث والتحقيق الذي قام به الكثير من العلماء والمُحقِّقين ، والذين أثبتوا بالدليل الواضح عدم وجود ابن للإمام العسكري.
إذ مات (عليه السَّلام) ولم يترك خلفاً، ولا حملاً عند جارية من جواريه !!! فالذي دعا هؤلاء إلى القول بوجود مولود كهذا هو: الاستنتاج البحت بأن الله سبحانه وتعالى للطفه وعدله لا يمكن أن يترك الأمر على ما هو عليه من دون إمام يخلف الإمام الذي مضى .
بل إنَّ المجتمع البشري - كما اهتدى إليه هؤلاء بعقولهم المجرَّدة- بأمسِّ الحاجة إلى مواصلة الإمامة متمثِّلاً بوجودِ إمامٍ يرجعون إليه في جُلِّ أمورهم، يقوم مقام النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم)..
ولكن.. بعدما آلَ الأمر في النهاية إلى الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها من عدم وجود هذا الإمام، وتعطيل هذا الاستنتاج؛ وقعوا في حرج كبير ألجأهم إلى إعادة صياغة دليل جديد أو استبداله!! وهذا ما قاله السيد المدرَّسي في كتابه (المباني الفكرية) .
إذ جاء فيه: (ظهر في عهد المتوكل سنة (232- 247هـ.ق) حاجةٌ أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى إلى إعادة صياغة بعض الاستدلالات والتحليلات الأساسية في المذهب، كمسألة فلسفة حاجة المجتمع البشري الدائمة للإمام)([1])..
ويضربُ مثالاً على ذلك.. فيقول: (يظهر من أحاديث الشيعة المختلفة أنَّ الشيعة في العصر الأول كانوا يحتجُّون على أهل السنة في إثبات ضرورة استمرار الإمامة بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن المجتمع البشري يحتاج - في كل زمان- إلى مرجع حي يمكن الرجوع إليه؛ لتمييز الصحيح من السقيم، والحق من الباطل!! .
وهذه الحاجة لا يمكن سدُّها بعد النبي إلاَّ عن طريق تعيين الأئمة والأوصياء.. ولكن الوضع الجديد الذي تميز بعدم حضور الإمام علناً في المجتمع فرض إعادة صياغة الدليل، أو استبداله بأدلة جديدة)([2])..
من خلال ما تقدم وعلى ضوئه؛ نستنتج بأنَّ (إعادة صياغة بعض الاستدلالات والتحليلات الأساسية في المذهب، كمسألة فلسفة حاجة المجتمع البشري الدائمة للإمام)..
وأنَّ (الوضع الجديد الذي تميز بعدم حضور الإمام علناً في المجتمع فرض إعادة صياغة الدليل، أو استبداله بأدلة جديدة) - كما لا يخفى- كلُّها أمورٌ بُنيت على الاستنتاج العقليّ المجرَّد والمبنيّ على مقدِّمات ونتائج أكثر من ابتنائه على الأدلة الشَّرعية المحكمة التي استجمعوها من هنا وهناك بالتأويل تارة، وبالوضع أخرى.
وبالتعويل على أحداثٍ ووقائع - بل قل إن شئت: رقائع- تاريخية بيِّنة التناقض، واضحة البُطلان تارةً ثالثة!!! (وَلَو كَانَ منْ عنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدوا فِيهِ اختِلافَاً كَثِيراً)([3])!!! وليس هذا شأن أصول الدين وأساسياته المهمة كما تقدَّم بيانه في بداية هذا البحث!!
ولهذا أثَّر اعتقاد وجود المهدي الغائب الذي ينتظره الشيعة على الحياة الدينية والدنيوية لديهم؛ إذ أخذ الخمول والتكاسل بالدبيب والسيطرة على هؤلاء، والقعود عن البحث والتغيير والتراجع دائما إلى الوراء؛ ينتظرون المنقذ الذي وُعدوا بخروجه إليهم!!!
بينما نجد أن هذه الفكرة - أي فكرة انتظار المهدي الذي سيصحِّح لنا في قابل الأيام الأوضاع المتردية- لا يوجد عليها دليل واحد, وهي مخالفة لأصول الشريعة ومقاصدها كما مرَّ معنا!!!
فالقرآن يخاطبنا ويوجب علينا أن نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر.. بل جعل رأس الأمر وذروة سنام الإسلام هو الجهاد في سبيله، ومدافعة أعداء الله سبحانه وتعالى , والحفاظ على الأرض والعرض... فإذا ما تركنا هذا كله؛ فإننا - بحسب التعاليم الإلهية- معرَّضون لهزيمة منكرة أمام أعدائنا؛ فلا يوجد في قرآننا وشرعنا وعقيدتنا السليمة فكرة المنتظر أو المخلِّص!!
عندها نستنتج بأنَّ جميع ما تقدم من الروايات في هذا الموضوع يتناقض تناقضاً واضحاً مع تعاليم ديننا وشرعنا, وكذلك يتعارض مع السنن الكونية، وحوادث التاريخ!!!
فإذا كانت هناك حالة سلبية يدَّعونها قبل ظهور الغائب من الجهل والظلم والخرافة؛ فإنَّ هذا الادِّعاء إنْ دل على شيء؛ فإنما يدل على تعطيل الحياة وشلِّها بكل جوانبها.. وهذا ما يدعو إليه أصحاب تلك الفكرة (المهدي المنتظر)!!!.
وإنَّ هذا كلُّه يُوجب على المسلمين ويُحتِّم عليهم جهاداً بالسيف والكلمة؛ من أجل التخلُّص من الواقع الفاسد الذي يعيشونه ويرزحزن تحت وطأته، ويعانون من أعبائه الثقيلة!!! هذا ما تعلَّمناه من كتاب ربنا سبحانه وتعالى ، وسنَّة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحياةِ أئمتنا الأفذاذ (عليهم السَّلام).. ذلك النبي، وأولئك الأئمة الذين معه ممن عانوا ما عانوا، وضُربوا وأُوذوا من أجل إحقاق الحق، وإبطال الباطل..
موسوعة الرشيد

________________________________________
([1]) تطور المباني الفكرية/ ص6.
([2]) تطور المباني الفكرية/ ص6.
([3]) النساء/ 82.






التوقيع :
تابعونا دوما فور كل جديد نقدمه في قسم الانتاج ..
من مواضيعي في المنتدى
»» هل للشيعة آية واحدة محكمة تدل على عقيدتهم في أصول دينهم ؟!
»» بعد عودتي من فراش المراض اقبلوا تهنئتي لكم
»» ماهو الفرق بينهما اللي في الصورة ؟
»» هَل عَلَي نَفْس الْنَّبِي صلِّ الله عليه وسلم ؟
»» الله أكبر : اصابة بليغة للمجرم محافظ درعا في عملية الصواعق المرسلة