عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-06, 08:39 AM   رقم المشاركة : 4
الهاوي
عضو ماسي






الهاوي غير متصل

الهاوي is on a distinguished road



===================
أقول:
===================

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





حزب الله حركة مقاومة .. أم مشروع سياسي؟ (2)


21/09/2006 بقلم: حسين حسن اليوحه*

(عضو المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية
مستشار الاتحاد العام لعمال الكويت)



يتبين من استعراض المسيرة التاريخية لحزب الله على مدى أكثر من خمس وعشرين سنة، انه كان على الدوام، ولا يزال، جزءا لا يتجزأ، بل جزءا رئيسيا وتنفيذيا من المشروع السياسي للثورة الإسلامية الإيرانية. وهو وان كان يعمل تحت شعار مقاومة العدو الصهيوني، انما يتخذ من هذا الشعار غطاء للقيام بدوره في المنطقة، وهو شعار يشكل بالفعل غطاء فضفاضا نظرا لجاذبيته تجاه الاكثرية الساحقة من شعوبنا العربية الملتاعة من جبروت اسرائيل وطغيانها وعدوانها، ولجاذبيته ايضا تجاه الكثير من القوى العالمية المتعاطفة مع الشعبين العربيين في فلسطين ولبنان ضد همجية ودموية واجرام هذا العدو الشرس، ورغم كل ذلك يستطيع المرء عندما يدقق في مجريات الاحداث وينظر اليها بالمنظار الواسع، يستطيع ان يكتشف حقيقة الامور بسهولة ودون عناء.ش
يعيش حزب الله اليوم، ومعه جزء كبير من الشعب اللبناني ومن العرب والعالم، كذبة كبيرة اطلقها الحزب، وعمل على تضخيمها والترويج لها حتى بات يصدقها هو نفسه، وهي كذبة الانتصار في الحرب ضد العدو الصهيوني وجيشه 'الذي لا يقهر'. ونحن نتساءل: ما معالم هذا الانتصار؟. لقد فجر حزب الله الحرب بعد عملية قام بها داخل خط الهدنة، اختطف خلالها جنديين اسرائيليين وقتل عددا آخر، وكان ذلك تحت شعار تحرير الاراضي العربية المحتلة وتحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية. وخاض الحزب تحت هذا الشعار حربا ضارية استمرت ثلاثة وثلاثين يوما، فماذا كانت النتيجة: الأراضي العربية المحتلة لم تتحرر، والأسرى في السجون الإسرائيلية لم يتحرروا أيضا، فأين الانتصار؟ ومن جهة ثانية قتل حزب الله 150 إسرائيليا، وقتلت إسرائيل 1500 لبناني، أي بمعدل ،10/1 فإذا اعتبرنا ذلك انتصارا هذا يعني أننا نقر ونعترف ان دم كل إسرائيلي يساوي دم عشرين لبنانيا وعربيا (على اعتبار انه إذا ساوى عشرة فقط نكون متعادلين ولسنا منتصرين)، فإلى متى هذا الاستخفاف السخيف بحياتنا وحياة أبناء أمتنا العربية، في الوقت الذي نثمن حياة كل فرد من الإسرائيليين بقيمة تفوق قيمتنا بعشرات المرات. هذا بالإضافة إلى آلاف الجرحى وعشرات آلاف المنازل المدمرة ومئات آلاف النازحين والمهرجين ومليارات الخسائر المادية، فأين الانتصار؟ لقد كانت بالفعل مغامرة غيرمحسوبة النتائج كما وصفتها المملكة العربية السعودية منذ اليوم الأول لبدئها، وأيدتها في ذلك كل من مصر والأردن وغيرها من البلدان العربية التي قامت الدنيا عليها متهمة إياها بالعمالة للعدو الصهيوني وحلفائه الأميركيين. ثم ما لبث أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أن اعترف بلسانه بأنها كانت عملية غير محسوبة النتائج، غير انه لم يعترف بأنها كانت مغامرة، لأنه يدرك تماما انها كانت محسوبة تماما ضمن المخطط الذي يعمل على تنفيذه لحساب النظام الإيراني. فإيران كانت تريد أن تقول للأميركان من خلال هذه العملية انكم إذا استمررتم بالضغط علينا بشأن الملف النووي والعراقي وغيره، فإننا بدورنا نملك أيضا أوراقا ضاغطة عليكم وعلى حليفكم الرئيسي في المنطقة. غير ان العملية لم تكن محسوبة النتائج بالفعل، ثم لماذا يخوض الإيرانيون حربا ضد إسرائيل لتحرير الأراضي العربية المحتلة نيابة عن العرب، في الوقت الذي اختار العرب، ودول المواجهة خاصة، خيار السلام والمفاوضات الذي أثبت جدواه تاريخيا، في الوقت الذي لم تعط الحروب أي نتائج إيجابية للعرب طوال عقود من الصراع مع إسرائيل. ولماذا يخوض حزب الله حربا ضد إسرائيل فوق الأراضي اللبنانية من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة، في الوقت الذي لم يبق للبنان اراض محتلة بعد الانسحاب الاسرائيلي، وترسيم الخط الازرق الفاصل بين البلدين، وهو خط الهدنة اساسا، سوى اللهم تلك البقعة الصغيرة المسماة مزارع شبعا، التي ما زالت غير محددة الهوية سواء أكانت لبنانية ام سورية، والتي يمكن التفاوض بشأنها وحل مشكلتها بسهولة بعد تحديد هويتها.
نداءات عديدة صدرت عن العديد من القادة السياسيين، والقوى الفاعلة على الساحة اللبنانية تدعو حزب الله للتخلي عن السلاح وعن شعار المقاومة، فلم يعد للبنان اراض محتلة، وليس له مصلحة في خوض المزيد من الحروب ضد اسرائيل. فليعمل حزب الله على حل جهازه العسكري، ويتخل عن تبعيته لايران ويعد الى لبنانيته، وينخرط في ممارسة الحياة السياسية المدنية الى جانب القوى الاخرى كافة، وهو يمثل فئة كبيرة وذات شأن من المجتمع اللبناني، وله رصيد كبير من النجاحات في اعمال المقاومة ضد الاحتلال، مما يعطيه زخما سياسيا وفاعلية لا يستهان بها.
الا ان حزب الله رفض كل هذه الدعوات، وتمسك بخياراته التي وجد من اجلها وبنى نهجه واستراتيجتيه على اساسها، الامر واضح وصريح، فالعملية غير محسوبة النتائج التي قام بها لم يكن الهدف منها تحرير الاراضي المحتلة، ولا تحرير الاسرى، بل جاءت لتخدم اهداف ايران غير المعلنة في المنطقة، ومن بينها، بالاضافة الى تحسين شروط التفاوض مع الاميركان عبر اظهار بعض اوراق الضغط التي يملكها النظام الايراني، تصدير الثورة الاسلامية وصولا الى نشرها في كل مكان يتاح به المجال لذلك، والذي يتبين اكثر فأكثر انه مشروع قائم فعلا، ويتم العمل من اجل تنفيذه على ارض الواقع، ويلعب حزب الله في هذا المجال دورا اساسيا، حيث ان الوجود الكثيف للشيعة في لبنان يشكل ارضا خصبة لتحقيق هذا المشروع.
غير ان حساب الحقل لم يتطابق مع حساب البيدر، كما يقول المثل اللبناني، فاذا كان لبنان بالكامل قد دفع ثمنا باهظا جدا نتيجة لهذه المغامرة، فان الشيعة اللبنانيين دفعوا الجزء الاكبر من هذا الثمن، فالمناطق الاكثر تدميرا هي مناطق التجمعات الشيعية، من الضاحية الجنوبية الى جنوب لبنان الى البقاع الشرقي وغيرها، كما ان العدد الأكبر من القتلى اللبنانيين هم من الشيعة، والعدد الأكبر من الجرحى ومن المهجرين هم من الشيعة أيضا، والجزء الأكبر من الخسائر المادية التي لحقت بالسكان المدنيين تحملها المواطنون الشيعة، فأين الانتصار في ذلك؟
ويدعي حزب الله انه سارع الى دفع تعويضات للمتضررين، ويفاخر بانه سبق الحكومة 'المتخاذلة' في القيام بهذا العمل الإنساني المجيد، الا ان اسئلة وعلامات استفهام كبيرة تطرح حول هذا العمل الديماغوجي، فالكل يعلم ان حزب الله لا يمكنه ان يعوض على المتضررين، في الوقت الذي تضافرت فيه جهود دول بأسرها من أجل تقديم العون للبنان لكي ينهض من كبوته الاقتصادية الناتجة عن الحرب، ومن أين يأتي حزب الله بالأموال الطائلة ليدفع منها تعويضات عن خسائر الحرب، الا اذا ضخت له ايران على وجه السرعة مبلغا كبيرا من الدولارات يستخدمه من أجل تلميع صورته في عيون الشيعة اللبنانيين بعد ان بدأت تفقد بريقها، الأمر الذي يضر بالمشروع السياسي الذي ينبغي عليه تنفيذه، ثم ان المساعدات المالية على ضآلتها قد تتمكن من سد جزء يسير من الحاجة الكبيرة التي يحتاجها المواطنون بعد هذه الحرب الطاحنة التي فجرها حزب الله وجلبت لهم هذا الكم الهائل من الويلات، اما الخسائر البشرية فكيف يعوضها، كيف يعيد حزب الله القتلى الى ذويهم، وكيف يضمد جراح الآلاف من الجرحى الذين اصيبوا بعاهات جسدية وبعجز دائم من جراء فقدان اطرافهم أو اعضائهم، وكيف يعيد الثقة لمعنويات الناس الذين ذاقوا المذلة من جراء النزوح عن بيوتهم ليقيموا في المدارس أو في العراء وسط الحدائق العامة، ومن يزيل الكرب والألم الذي اعتصر قلوبهم عندما عادوا الى قراهم ليجدوا بيوتهم العامرة وقد سويت بالأرض؟
ان الحديث عن المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية المغتصبة أمر من شأنه ان يعبئ نفوس الناس بالغضب والسخط والكراهية على هذا العدو، ويخلق جوا من الالتفاف حول الجهة التي تطرح هذه الشعارات وتوهمهم بانها تعمل من أجلها، غير ان النتائج الملموسة عندما تظهر للعيان، وخاصة عندما يتبين ان هذه الشعارات كانت كلها مخادعة وديماغوجية، وتخدم مخططات خارجية لا تمت بصلة الى المصلحة الوطنية لهذه الجماهير، فإن التعبئة لا تلبث ان تتحول الى احباط يقود التفكير العميق بواقع الأمور، وعندها تنكشف الصورة الحقيقية ويزول الغموض.
(انتهى)


حسين اليوحة

الرابط :

http://www.alqabas.com.kw/Final/News...ticleID=204030


مقالة أخرى



أبناء الطائفة في العالم العربي لا يعتبرون الرابط المذهبي بديلا عن الدولة

علي الأمين: 'حزب الله' لا يمثل جميع الشيعة

مفتي صور على الامين



21/09/2006 اجرى الحوار:فيديل سبيتي

القت الحرب الاسرائيلية الساحقة على لبنان اوزارها قبل اكثر من شهر. توقفت القذائف والصواريخ عن السقوط فوق الجسور والمنازل والقرى والبلدات اللبنانية. الموت المباشر توقف، لكن تداعيات هذه الحرب المدمرة لم تنته حتى الان، تداعيات تتناسل من بعضها البعض، ما بعد الحرب كما قبلها، وما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري كما قبله، وما بعد انتفاضة الارز في 14 مارس 2004 وما قبلها، ما قبل اتفاق الطائف والاجتياحات الاسرائيلية والحروب اللبنانية المتتالية وما بعد اعلان دولة لبنان الكبير1920، وما قبله. اذا اراد اي لبناني او عربي ان يلتقط حبل التداعيات من طرف فانه لن يجد طرفه الاخر الممتد عميقا في تاريخ لبنان الحديث والقديم. وكأنه قدر لبنان ان يبقى على حافة القلق على المصير
اللبنانيون، ساسة ومواطنين، يصفون ما حدث خلال المعركة، منهم من حقق انتصارا بحسبه، ومنهم من اتهم حزب الله باعطاء ذريعة للاسرائيليين من اجل تدمير لبنان وارجاعه سنوات طويلة الى الوراء.
مهما تنوعت الاراء وتعددت فان الكلام موجه باتجاه حزب الله ومن خلفه الطائفة الشيعية التي جعله اغلب افرادها ممثلا لهم في الحياة السياسية اللبنانية وفي العقيدة وفي الافكار والثقافة الدينية الايرانية المستجدة. وكان الكلام دوما يدور حول خيار حزب الله السياسي والاولوية التي يعطيها لقيام دولة لبنان الحرة المستقلة التي لا تكون ساحة لمعارك الاخرين.
تصاعدت اصوات كانت خافتة في ما مضى بسبب هيمنة حزب الله وحركة امل على مقدرات الطائفة الاعلامية والمادية والثقافية والاجتماعية. الاصوات الجديدة كانت تريد القول ان ما يساق عن كون الطائفة الشيعية خارجة على الاجماع اللبناني ارتضت 'خطفها' الى جهة ما، هو كلام خاطىء. ارادت هذه الاصوات القول ان الطائفة الشيعية مكون اساسي من مكونات الكيان اللبناني، وان انتماء ابنائها هو للبنان فقط من دون غيره، لذا فان سلاح حزب الله بات يشكل خطرا على الكيانية اللبنانية بسبب انفكاك الاجماع اللبناني حوله.
احد اصحاب هذه الاصوات الجديدة والمعترضة كان السيد علي الامين مفتي مدينة صور وجوارها. هنا حديث معه حول ولاية الفقيه والرؤية التي يقدمها للطائفة الشيعية في المستقبل القريب، وحول دورها في الوطن اللبناني النهائي لجميع ابنائه.
ولاية الفقيه.. وخلفيتها السياسية
ما علاقة الطائفة الشيعية اللبنانية بفكرة ولاية الفقيه؟ وهل يمكن تقسيم شيعة لبنان الى فريقين احدهما مؤيد لولاية الفقيه والآخر غير مؤيد؟
- ولاية الفقيه هي في الاساس حكم من الاحكام الشرعية التي بحث عنها الفقهاء في كتبهم ودراساتهم ولم يكن لها اي بعد سياسي. الخلفية السياسية تكرست بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران التي يوجهها فقيه يكون على رأس الدولة وفي سدة السلطة. عندئذ بدأ البعض يعطي هذا الحكم الشرعي- الذي كان لملء الفراغ في المجتمع من قبيل الوصاية على الاوقاف والقاصرين والاموال الادارات العامة- مضمونا سياسيا اوسع مما يحتمل. حتى في عصر الامام الصادق لم تطرح ولاية الفقيه كمشروع سياسي في مقابل الدولة العباسية وسلطاتها، انما طرحها الامام الصادق كتدبير ضمن الطائفة الشيعية لتحصين اوضاعها وتأكيد تضامن المنضوين فيها.
اليوم يتم حصر الولاية بفقيه معين بينما تكون الولاية لكل من بلغ مرحلة الاجتهاد في الشريعة، وتبدلت استخدامات هذه الولاية فاصبحت تستخدم من اجل حصر السلطة بيد فرد، فاتسع مضمونها السياسي على حساب مضمونها الفقهي.
شيعة لبنان وغيرهم من الشيعة لا يعنيهم من ولاية الفقيه سوى انها حكم شرعي من الاحكام الموجودة في الرسائل العملية وفي فتاوى الفقهاء وهي تعطي الفقيه حق تولي امور الوصاية العامة والوصاية على الاوقاف، ولا يعنيهم الشق السياسي المتعلق بولاية الفقيه الذي يملك مشروعا سياسيا قادما من خارج المنطقة التي يعيشون فيها.
ما الذي حمل الشيعة في لبنان الى تبني الوجهة الايرانية في ما يختص بولاية الفقيه؟
-الاحزاب السياسية الشيعية التي تبنت الرؤية الايرانية ادخلت فكرة ولاية الفقيه بشكلها الايراني الى ثقافة الشيعة في لبنان. لكن لو سألناهم ماذا تعني لكم 'ولاية الفقيه' فسيجيبون بانها لا تعني لهم شيئا لان الفقيه الايراني يلتزم بولايته المؤمنون بها تنظيميا من دون غيرهم.
الحزب يمثل المنتمين إلى تنظيمه
إذا كانت الطائفة الشيعية ممثلة بحزب سياسي يؤمن بولاية الفقيه ويؤيد افرادها هذا الحزب في مواقفه من المقاومة والسياسة الداخلية اللبنانية والاقليمية، الا يعني ذلك ان الطائفة تجاري هذا الحزب في عقائده؟
- لا يوجد طائفة ممثلة بحزب سياسي واحد، لان الحزب من داخل الطائفة ويمثل المنتمين الى تنظيمه فكريا وعقائديا وسياسيا ولا يمثل كل شيعة لبنان، ومن طبيعتهم في لبنان انهم لا يعتقدون بمشروع سياسي من خارج وطنهم الذي ينتمون اليه وحده. واذا كان ثمة علاقة لهم بالفقيه بشكله الايراني او غير الايراني، فهي علاقة صرف ثقافية ودينية لا تتجاوزها الى السياسة والقيادة السياسية. وانا اؤكد ان حزب الله لا يمثل جميع الشيعة في لبنان ونتائج الانتخابات النيابية تؤكد هذا الامر، فقد اقترع في هذه الانتخابات 45 في المائة من الشيعة، والاكثرية التي حصل عليها فصيلا 'امل' و'حزب الله' الشيعيان هي من ضمن الاقلية المقترعة، وهذا يعني ان فئة كبيرة من الطائفة الشيعية لا يمثلانها سياسيا، اضف الى ذلك ان القسم الذي يمثلانه لا يؤمن بمشروع سياسي من خارج اطار الوطن، وقد اقترع لهم في الانتخابات لانهم يمثلون مشروعا سياسيا في لبنان.
ممن تتألف الفئة الشيعية غير الممثلة سياسيا، وما سبب استنكافها عن المشاركة في قرار الطائفة على الصعيد اللبناني، خصوصا في هذه المرحلة من عمر لبنان؟
- الفئة غير الممثلة هي الاكثرية الصامتة التي استنكفت عن المشاركة وعن اتخاذ مواقف سياسية بسبب عدم اقتناعها بالتحالفات أي الأدوار الجارفة، ولا بالقوانين التي تجري على اساسها الانتخابات التي تنتج 'المحادل' الانتخابية. لذا فان عناصر هذه الفئة يرون ان عدم المشاركة والاستنكاف افضل من الالتحاق بركب الساسة الحاليين الممثلين للطائفة في السلطة السياسية.
برأيك، كيف تمكن حزب الله من التحول الى القوة السياسية الاكبر داخل الطائفة بعدما كانت ممثلة بحركة امل في ما مضى وقبلها بالحركة الوطنية اللبنانية؟
- اكتسب الحزب مكانته من خلال حركة مقاومة اسرائيل التي امتدت لسنوات طويلة وكان هو العصب الاقوى فيها والاكثر عددا وعدة وفاعلية. في الفترة اللاحقة على بداية التسعينات من القرن المنصرم انفرد الحزب بمقاومة اسرائيل وكللت مقاومته بانجاز التحرير عام 2000 مما ساهم في تعزيز مكانته لدى الشيعة ولدى غيرهم من اللبنانيين. هذه المكانة التي حققها بواسطة المقاومة العسكرية اعطته مكانته السياسية وجعلت منه حزبا مطاعا على المستوى السياسي وأيضا الثقافي، ويجب الا ننسى الامكانات الاعلامية والمادية الضخمة التي يملكها.
طائفة سلخت عن سوريا؟
يقال ان الطائفة لم تحسم امر انتمائها الى الكيان اللبناني حتى الآن بسبب شعور قديم بان الطائفة قد ضمت الى لبنان بعد سلخها عن سوريا في اطار اتفاق سايكس بيكو في العشرينات من القرن الماضي. وحتى 1936 كان الشيخ احمد عارف الزين يقول في مؤتمر الساحل والاقضية الاربعة ان الوحدة مع سوريا هي مطلب الشيعة اللبنانيين وانهم يرفضون سلخهم وضمهم الى لبنان. ما مدى صحة هذا التصور؟
- اعتقد ان الطائفة كانت على قناعة وايمان بانها جزء لا يتجزأ من الكيان اللبناني منذ تأسيسه. ما قاله الشيخ احمد عارف الزين لا يلغي ما اتفق عليه زعماء الشيعة واعيانهم في مؤتمر الحجير الذي اعلنوا فيه التأكيد على العيش المشترك في جبل عامل والانضواء في الاطار اللبناني، ويومها ذهبوا الى سوريا ايضا قبيل اعلان الدولة العربية ليعلنوا انهم باتوا يشكلون مع باقي اللبنانيين عائلة واحدة وفي الوقت نفسه بانهم جزء لا يتجزأ من المحيط العربي.
اذا، حسمت الطائفة انتماءها اللبناني منذ الثلاثينات ثم اعيد التأكيد على هذا الانتماء مع الامام موسى الصدر في السبعينات.
احتكار التمثيل
الا يعني التذكير بذلك عند كل سانحة بان الطائفة الشيعية تحتاج الى من يعيد التأكيد على افكار الامام الصدر القائلة بلبننة الطائفة؟
- اعادة التذكير بها هو في سبيل الاجابة عن تساؤلات يطرحها افراد الطائفة، هذه التساؤلات الناتجة عن سلوك قيادات قفزت الى الواجهة السياسية وصادرت الرأي الشيعي. هناك تساؤلات كثيرة في الوطن العربي حول ولاء الشيعة في لبنان او في العراق او في غيرهما، هذه التساؤلات مشروعة لان القيادات السياسية التي تحتكر تمثيل الشيعة في هذين البلدين، على سبيل المثال، لها ارتباطات بإيران وبالمشروع الايراني في المنطقة، لذا نسب الى الشيعة جميعهم هذا الارتباط، وهذا غير صحيح، فعموم الطائفة في لبنان مع مشروع الدولة. حتى الذين انتخبوا وايدوا القيادات الشيعية فانهم فعلوا ذلك لان هؤلاء السياسيين يجهرون بان لديهم مشروعا لبناء الدولة والوطن اللبناني. فلو جهر القادة الشيعة الآن بان لا مشروع لديهم في لبنان الدولة فان الجمهور الشيعي سيتخلى عنهم ويختار غيرهم من اصحاب مشاريع بناء الدولة. الشيعة في لبنان انتماؤهم الاول هو لوطنهم وليس لمشاريع سياسية قادمة من الخارج. الشيعة في لبنان وفي سائر الدول العربية حسموا امرهم في ان روابط المذاهب والاديان لن تكون على حساب الاوطان.
تخلى عن الدولة الإسلامية
يتخوف البعض من مشروع اقامة دولة اسلامية، والبعض الاخر من استخدام المقاومة كورقة اقليمية. فما المشروع البديل لهاتين الفكرتين الذي يمكن لحزب الله حمله في لبنان؟
- تخلى الحزب عن فكرة اقامة دولة اسلامية في لبنان منذ زمن طويل بحسب علمي، وبات الان يرفع العلم اللبناني في تظاهراته وخلف مسؤوليه وقادته. واعتقد أنه الان بات يؤمن بمشروع الدولة اللبنانية بدليل انخراطه في الحياة السياسية اللبنانية عبر نوابه ووزرائه وموظفيه.
لماذا لم تستطع الطائفة الشيعية خلق بديل او ند لحزب الله داخلها بهدف ارساء التنوع على ما كان حالها منذ انشاء لبنان واعلانه دولة؟
- نحن لا نريد الان ايجاد بديل لحزب الله، ما نريده من الحزب هو ان يتحول الى قوة سياسية لبنانية قوية وفاعلة على ان يستكمل نضاله في سبيل بناء الدولة اللبنانية التي نطمح لها بواسطة الوسائل السلمية. وانتماء الحزب الى الدولة اللبنانية سيقويه ويقويها وسيكسبه مزيدا من الاحترام والقبول في لبنان والعالم العربي وامام المجتمع الدولي.
اما بالنسبة للاصوات المغايرة داخل الطائفة الشيعية فان خفوتها مرده الى امساك الثنائي "حزب الله" وحركة امل بمقدرات الطائفة من مصالح ووظائف ووسائل الاعلام. ما السبيل الى احياء الاصوات المغايرة؟
- هو مشروع الدولة، لانه لا حريات حقيقية الا ضمن مشروع الدولة.
في الوقت الراهن ينتشر الجيش اللبناني في الجنوب تؤازره القوات الدولية، لذا فان اضطلاع الدولة بحماية مواطنيها من الجنوبيين ستسمح لكثير من هؤلاء ان يعبروا عن ارائهم وسيساعدهم ذلك على تغيير افكارهم وتطلعاتهم.
انا متفائل بأن التغيير قادم نحو الافضل.

رابط المقالة :

http://www.alqabas.com.kw/Final/News...ticleID=204103


/////////////////////////////////////////////////






التوقيع :
-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-

يوجد في منتديات - النيليين و سبلة العرب و ....الخ

من المنتديات من يحمل هذا الاسم " الهاوي" فالرجاء التأكد

من انني صاحب هذه الكتابات بعرضها في هذا المنتدى

-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-
من مواضيعي في المنتدى
»» الي ناكرين السرداب
»» كم عدد الصحابة ؟
»» كل عام و انتم بخير
»» اخواني اهل السنة -- و ابوحفص -- كلكم الرجاء الدخول
»» هيهات منا الذلة ما هي الذلة المقصودة ؟