عرض مشاركة واحدة
قديم 15-03-03, 03:02 PM   رقم المشاركة : 4
قلب الامة
Guest





قلب الامة غير متصل

قلب الامة


..



الكرام القراء ..

الاخت (الشيعية سابقا) فاطمة



ابدأ اولا بتعريف للعصمة، حيث انها محورالحوار، و بما ان المذاهب الاسلامية قد اختلفوا ايضا في تعريفها اصبح من الواجب علينا التطرق لهم ايضا، من باب الامانة العلمية.


تعريف العصمة
العصمة لغةً :

عَصَمَ ، يعصم من باب ضَرَبَ : حَفَظَ ووقى (المصباح المنير : 417 مادة «عَصَمَ»).
فالعصمة في كلام العرب : معناها المنع (مختار الصحاح : 437 مادة «عصم».).
والعاصم : المانع الحامي (راجع لسان العرب 12 : 403 مادة «عصم»).
العصمة اصطلاحاً :
عرّف الشيخ المفيد العصمة في الاصطلاح الشرعي بأنّها : ( لطفٌ يفعلُهُ اللهُ تعالى بالمكلّف ، بحيث تمنع منه وقوع المعصية ، وترك الطاعة ، مع قدرته عليهما ) .
ومِنْ هنا قالوا بانّهُ : ( ليس معنى العصمة انّ الله يجبُرهُ على ترك المعصية ، بل يفعل به ألطافاً ، يترك معها المعصية ، باختياره ، مع قدرته عليها ) .
ولذا قال الشيخ المفيد قدس سره : ( العصمة من الله لحججه هي التوفيق ، واللّطف ، والاعتصام من الحجج بهما عن الذنوب والغلط في دين الله ).
والعصمة : تفضّل من الله تعالى على من علم انّه يتمسك بعصمته ، والاعتصام فعل المعتصم.
وليست العصمة مانعةً من القدرة على القبيح ، ولا مضطرة للمعصوم إلى الحسن ، ولا مُلجئةً له إليه ؛ بل هي الشيء الذي يعلم الله تعالى إنّه اذا فَعَلهُ بعبدٍ من عبيده ، لم يُؤثِر معه معصيةً له.
وليس كلُّ الخلق يُعْلَمُ هذا من حاله ، بل المعلوم منهم ذلك هم الصّفوة والاخيار ، قال الله تعالى : ( إنّ الّذين سبقتْ لهم منّا الحسنى ) (الاَنبياء : 21|101.) ، وقال : ( ولقد اخترناهم على علمٍ على العالمين ) (الدخان : 44|32.) ، وقال : ( وإنَّهم عندنا لَمِنَ المصطفين الاَخيار ) (ص : 38|47.) .

و «اعلم إنّ العصمة هي : اللّطف الذي يفعله الله تعالى فيختار العبد عنده الامتناع من فعل القبيح ، فيقال على هذا انّ الله عصمه بأن فَعَلَ له
ما اختار عنده العدول عن القبيح.
ويُقال : إنّ العبد معصوم لاَنّهُ اختار عند هذا الداعي الذي فعل له الامتناع من القبيح.
وأصل العصمة في موضوع اللغة المنع يقال عصمتُ فلاناً من السوء إذا منعت من حلوله به ، غير أن المتكلمين أجروا هذه اللّفظة على من امتنع باختياره عند اللّطف الذي يفعله الله تعالى به عنده من فعل القبيح ، فقد منعه من القبيح ، فأجروا عليه لفظة المانع قهراً ، وقسراً.
وأهل اللّغة يتعارفون ذلك أيضاً ، ويستعملونه لاَنّهم يقولون فيمن أشار على غيره برأي فقبلهُ منه مختاراً ، واحتمى بذلك من ضررٍ يلحقه ، وسوء يناله انّه حماه من ذلك الضرر ، ومنعه وعصمه منه ، وان كان ذلك على سبيل الاختيار» .
وقد قال المحقق الطوسي قدس سره في «التجريد» : ( ولا تنافي العصمة القدرة ).
وقال العلاّمة الحلي قدس سره في شرحه لهذه العبارة : اختلف القائلون بالعصمة في انّ المعصوم هل يتمكن من فعل المعصية أم لا ؟ ! فذهب قوم منهم إلى عدم تمكّنه من ذلك. وذهب آخرون إلى تمكّنه منها.
أمّا الاَولون : فمنهم من قال إنّ المعصوم مختص في بدنه ، أو نفسه بخاصيّة تقتضي امتناع إقدامه على المعصية.
ومنهم من قال : إنّ العصمة هي القدرة على الطاعة ، وعدم القدرة على المعصية ، وهو قول أبي الحسن البصري.
وأمّا الآخرون الذين لم يسلبوا القدرة : فمنهم من فسّرها : بانّه الاَمر الذي يفعله الله تعالى بالعبد من الاَلطاف المُقرِّبة إلى الطاعات ، التي يعلم معها انّه لا يقدم على المعصية ، بشرط أن لا ينتهي ذلك الاَمر إلى الاِلجاء.
ومنهم من فسّرها : بأنّها ملكة نفسانية لا يصدر عن صاحبها معها المعاصي.
وآخرون قالوا : العصمة لطفٌ يفعله الله لصاحبها ، لا يكون معه داعٍ إلى ترك الطاعات ، وارتكاب المعصية.
وأسباب هذا اللّطف أمور أربعة :
أحدها : أن يكون لنفسه ، أو لبدنه خاصيّة ، تقتضي ملكةً مانعةً من الفجور ، وهذه الملكة مغايرة للفعل.
الثاني : أن يحصل له علم بمثالب المعاصي ، ومناقب الطاعات.
الثالث : تأكيد هذه العلوم بتتابع الوحي ، أو الالهام من الله تعالى.
الرابع : مؤاخذته على ترك الاَولى ، بحيث يعلم انّه لا يُترك مهملاً ؛ بل يُضيَّقُ عليه الاَمر في غير الواجب من الامور الحسنة.
فإذا اجتمعت هذه الامور كان الاِنسان معصوماً ) .


إلى هنا وقفنا على أربعة تعاريف لمصطلح العصمة ، هي كالآتي :
1 ـ ( لطفٌ يفعله الله تعالى بمكلّف ، بحيث تمنع منه وقوع المعصية ، وترك الطاعة ، مع قدرته عليهما ).
2 ـ ( الاَمر الذي يفعله الله تعالى بالعبد من الالطاف ، المقرِّبة إلى الطاعات التي يعلم معها إنّه لا يقدم على المعصية ، بشرط ألاّ ينتهي ذلك الاَمر إلى الاِلجاء ).
3 ـ ( ملكة نفسانية لا يصدر عن صاحبها معها المعاصي ).
4 ـ ( لطفٌ يفعله الله لصاحبها ، لا يكون معه داعٍ إلى ترك الطاعات ، وارتكاب المعاصي ).
ومنه يظهر اتحاد التعاريف الثلاثة : الاَول والثاني والرابع ، في المعنى ، وأنّها تكاد تتحد في اللفظ أيضاً.


قلب الامة