و تولت أمه الطيبة تربيته الفريدة المثال
فكانت نعم الأم , و نعم المربية
و نعم السيدة الفاضلة ...
لم تنتظر من ينير لها الطريق ,
كان منيراً بيقينها و ذكائها ،
لم تكن حالمة
ترى الحياة شوقا لرجل يمتطي صهوة الخيال ,
بل كانت تسبح فى الغسق وتشعل الدجى ترانيما حسنة ،
كان حب الله يحدوها
و هى تهب ابنها الفتى اليتيم لله تعالى ..
و المدد لم يكن مالا و لا متاعا ,
بل كانا فقيرين ,
و لم يحدوها حلم ببذلة تحتويه
و شهادة يوم يتخرج
كما المثاليات فى زمن التلفاز
بل كان البيع لخير من ذلك ,
كانت تصنع منه آية !
يقف وسط الوحوش صامدا فى المحنة ,
لا تتبعثر نفسه بين الرغبات و الرهبات ..
فهى سيدة من زمن القمم ,
لم تلتزم نهجنا و ذات السلوك الرتيب ,
و لم تتعب نفسها فى حفظ أبجدية التساوى مع الرجل
و التنافس مع الذكر
كأنما خلقنا للتناطح كالكباش !
... و لا تسعى لخروجها مكشوفة ليقال حرة !
و لم تر تربية الأبناء ليست عملا ...
فيقال لمن خرجت عاملة
و لمن جلست أين عمل المرأة !
بل كانت تعمل ...
و انظر إلى عملها و عملنا !
هى ربت أحمد !
و خرج ليسطع فى الدنيا حتى الليلة !
نحن عالة على كتبه ....
حفظ لنا السنة و الفقه
و تحمل ليصلنا الدين نقيا
تحمل الجوع و البرد والسوط و السيف !
كانت أمه معه يوما بيوم ,
تصنع الرجل القادم ... فجر النور ,
و لم تعش الجنون كطائشات القوم