عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-10, 03:03 AM   رقم المشاركة : 1
الحادي
عضو فضي







الحادي غير متصل

الحادي is on a distinguished road


مؤشرات انهيار الحضارة في الغرب

مؤشرات انهيار الحضارة في الغرب :

نحن لن نتكلم بمجرد العاطفة، أو بمجرد التفاؤل، إنما نتكلم بمنطلق النظر في هذه النصوص الشرعية، وهي كافية وفيها الغنى بلا شك، ولكن لكي يكون الإقناع التام، ولكي تكون الفكرة الواضحة، لننظر ولننتهج المنهج العقلي الحيادي المجرد ونحن نبحث في هذه المسألة.

يقول برتراند رسل : "لقد انتهى دور الرجل الأبيض"، وقبله كتبت كتابات لم يكتبها أشخاص متشائمون، وإنما فلاسفة الغرب، وعباقرة الغرب بأنفسهم قرروا وكتبوا عن مصير الحضارة الغربية والأمثلة على ذلك كثيرة.

ومن أوضح الكتب على ذلك كتاب أُلف في العشرينات من هذا القرن، وهو كتاب (تدهور الحضارة الغربية) الذي ألفه الفيلسوف والمفكر الألماني أوزوالد اشبنجلر وهو كتاب ضخم ترجم للغة العربية باسم تدهور الحضارة الغربية ترجمه أحمد الشيباني ، وملخص ما ورد في هذا الكتاب، على طوله وسعته، أن هنالك عوامل ومؤشرات معينة إذا ظهرت في أي حضارة من الحضارات فإن مآلها إلى السقوط.

فقد درس هذا المفكر الحضارة المجوسية، والحضارة اليونانية، والحضارة الرومانية، وإلى حد ما الحضارة التي يسميها العربية وهي الحضارة الإسلامية، ثم الحضارة الغربية فوجد أن كل عامل من عوامل الانهيار في أي حضارة من الحضارات المنهارة البائدة موجود ومتحقق في الحضارة الغربية، ودرس ذلك كثير من الأدباء، منهم على سبيل المثال (جورج أورويل )، بل ظهرت طبقة من الأدباء الغربيين هي الطبقة التي سماها كولن ولسن اللامنتمي، وهم مجموعة من الأدباء من السويد والنرويج وبريطانيا وفرنساوغيرها وهؤلاء يطلق عليهم اسم اللامنتمي، وهؤلاء كلهم ينذرون بانهيار الحضارة، ومتشائمون بإفلاس الحضارة الغربية إفلاسا مريعاً ذريعاً.

ولعلنا نستعرض قضيه واحدة، وما أكثر القضايا والمؤشرات التي تدل على إفلاس الحضارة الغربية، لكن هناك قضية واحدة قد تعجبون لها، وهي فعلاً جديرة بأن يتعجب لها.

يقول (اشبنجلر ) لما نظر إلى الحضارات جميعاً وجد أن هناك عاملاً مشتركاً، بمثابة القاسم المشترك الذي تنهار الحضارات به، فما هو هذا العامل؟

قال: إذا خرجت المرأة من البيت -إذا تركت المرأة دورها كأم- لتعمل وخالطت الرجال؛ ونافستهم فيما خلقوا له، فإن ذلك من عوامل انهيار الحضارات، فيقول: إن هذا قد وجد في الحضارة اليونانية، ووجد في الحضارة الرومانية، ووجد في الحضارة المجوسية، وهو الآن متحقق في الحضارة الغربية.

وهو يكتب هذا الكلام في بداية الثلث الأول من هذا القرن، قبل أن يصل خروج المرأة إلى الحال الذي وصل إليه الآن، وقبل أن يتحقق الأمر الذي ربما لم يجر له على بال.

فهو يقرر هذه القاعدة، فالرومان انهارت حضارتهم في الوقت الذي كانت فيه المسارح الرومانية المختلطة في قوة المجد والأبهة والنشاط، فكان ذلك أحد العوامل في انهيارها، وكذلك الحال في الحضارة الغربية، ويستدل على ذلك بشواهد من كلام الأدباء والمؤرخين الأوروبيين في عصره، على أن الحضارة الغربية سيكون مصيرها إلى السقوط والانهيار، وأن أحد هذه العوامل الواضحة الجلية هو خروج المرأة من البيت ومشاركتها للرجل في العمل.

وحقيقة المسألة هي: أن الأمة التي تكون المرأة فيها أماً، هي أمةٌ متجددة الشباب بطبيعة الحال، ولهذا يلاحظ أن الأمم الشرقية عامة كـالهند والصين ، ممكن أن يتجدد شبابها في أي قرن وفي أي مرحلة من المراحل، أما الضعف التكنولوجي فيمكن أن يعوض وأن يأتي جيل جديد ويستوعب التكنولوجيا وينطلق ويحقق تقدماً حضارياً، لكن الأمة التي تخرج المرأة فيها من البيت وتشارك الرجل في العمل هذه أمة هرمة، ستهرم بعد جيلين أو بعد ثلاثة، فمهما يكن فإنها ستهرم.

وكما قال المؤرخ الإنجليزي العالمي المشهور أرنولد توينبي حينما ذكر هذه القضية، واستدل عليها بحقيقة تاريخية إحصائية، وهي أن العالم الغربي -أوروبا - كانت أكثرية في القرن التاسع عشر، وما تزال هي من أكثر بلاد العالم بالنسبة للكثافة السكانية، وإذا استمرت الحياة في الغرب على هذا النمط، فإن أوروبا ستصبح بعد أجيال أقلية بالنسبة للعالم، بل نص هو على ذلك فقال: إن نسبه التوالد عند المسلمين هي ضعف أو أكثر منها عند الأوروبيين، ومعنى ذلك أنه بعد أجيال سوف يصبح العالم الغربي أقلية بالنسبة للعالم الإسلامي بالذات.

وأضاف أرنولد توينبي نقطة أخرى فيقول: "إن العالم الغربي ستفتك به المخدرات والخمور، في حين أن العالم الإسلامي لا يشرب الخمر"، وهذا وضعه كعامل من العوامل، إذا نظرنا إلى أمة شابة فتية يتضاعف سكانها، ونظرنا إلى أمة تهرم مع الزمن، وكلما يأتي جيل يكون عدد سكانها أقل، وفي نفس الوقت تتعاطى المهلكات كالخمور والمخدرات، فبلا شك -على نظره السطحي الظاهري وإن كان له حقيقة- أن العاقبة ستكون لتلك الأمة ولن تكون لهذه الأمة، فالعالم الغربي يتفوق اليوم بأسباب واضحة أعظمها وأجلاها هو التفوق العلمي الصناعي التكنولوجي.

وقد أثبت الباحثون والمفكرون ذلك نظرياً، وثبت - الآن- واقعيا أن التقدم التكنولوجي ليس بتلك المعجزة التي يعجز عنها خلق الله الآخرون،كما كان يزعم بعض الغربيين، فقد استوعبت الحضارة الغربية والتكنولوجيا الغربية شعوب شرقية، واستطاعت أن تقف على ساقيها وأن تنافس العالم الغربي في صناعاته، فـاليابان أصبحت تنافس هذه الدول منافسة جلية واضحة حتى غزتها في عقر دارها، وهي محافظة على تقاليدها وبوذيتها ومجوسيتها.

وبإمكان الهند أو باكستان أن تستوعب القنبلة الذرية، وهي سر قوة الغرب وتستمر أكثر من ذلك، والصين قطعت خطىً لا تقل عن خطى روسيا جارتها الشيوعية ، وكذلك الكوريون فكما يقال: الكوريون قادمون، أيضاً تايوان (الصين الصغرى ) ودول كثيرة وكذلك العالم الإسلامي، وإن كنا سنؤخر الكلام عنه.

كل ذلك يثبت أن التفوق التكنولوجي ليس تلك المعجزة التي ستظل حكراً على الإنسان الغربي إلى الأبد، وإنما في إمكان الشعوب الأخرى أن تشارك، ففي أول الأمر تتعلم ثم تشارك ثم تنافس وفي النهاية سوف تتفوق، وهذه قضية أصبحت تُخيف العالم الغربي بشكل مزعج جداً، لكن السنن الربانية لا يمكن لأي أحد أن يدفعها، إذاً هذا جانب.

الجانب الآخر من جوانب تفوق الغرب هو: تفوقه الحضاري الفكري؛ فبلا شك ولا ريب أن العالم اليوم خاضع إلى حد كبير إلى الفكر الغربي، بمعنى أن اللغات الغربية، الانجليزية أو الفرنسية تكاد تكون لغات التخاطب العالمية، وأن مناهج تعليم الأفكار والأنماط السياسية كـالديمقراطيةوالاشتراكية وأمثالها كلها شعارات وأفكار وثقافات ونظريات غربية، وهي التي تكتسح معظم العالم اليوم، لكن حتى هذه ليست بتلك الأزلية الثابتة أبداً.



___
برتراند رسل : فليلسوف ورياضي وكاتب انجليزي , معروف اشتغاله بعلم المنطق ونظرية المعرفة وابايمانه بالعقل البشري ومناصرته للافكار الالحادية , منح جائزة نوبل عام 1950م , هلك سنة 1970م بعد عمر ناهز المائة عام قضى معظمه في المحادة لله ورسوله.
أوزوالد اشبنجلر: كاتب انجليزي اشتهر بكتابة تدهور الحضارة الغربية .
المجوسية: كلمة فارسية تطلق على اتباع الديانة المجوسية , وهي ديانة وثنية ثنويه تقول بإلهين اثنين : اله الخير واله الشر , وقد تأثروا ببعض الديانات الهندية , فقالوا بتناسخ الارواح , وكان لهم اثر كبير بظهور بعض الحركات الباطنية الذين تستروا بحب ال البيت لهدم الاسلام من الداخل .
(جورج أورويل) : مؤلف كتاب (1985) توقع في هذه السنة حوادث معينة , وألف هذا الكتاب قبل هذه السنة ب (85) سنه .
كولن ولسن : فيلسوف انجليزي وجودي , من مؤلفاته (اللامنتمي) و (سقوط الحضارة) .
اشبنجلر : كاتب انجليزي اشتهر في كتاب تدهور الحضارة الغربية .
الهند : دولة تقع جنوب آسيا على المحيط الهندي بين باكستان والصين , فتحها المسلمون في خلافة الوليد بن عبدالملك بقيادة محمد بن القاسم الثقفي سنة 98هـ
الصين : بلد يقع في شرق آسيا يمتد من المحيط الهادي الى آسيا الوسطى .
أرنولد توينبي : مؤرخ انجليزي يعتبره الانجليز أعظم المؤرخين .
اليابان : دولة تقع في اقصى شرق آسيا عاصمتها طوكيو
باكستان: دولة تقع في جنوب آسيا بين الصين والهند وايران وافغانستان عاصمتها اسلام اباد .
روسيا : دولة تمتد في شرق اوروبا وفي آسيا بين المتجمد الشمالي وبحر قزوين عاصمتها موسكو.
الشيوعية: مذهب إلحادي يعتبر الماده أساس كل شيء وان الانسان جاء الى هذه الحياة بمحض المصادفه وليس لوجود غايه , ظهرت في المانيا على يد كارل ماركس و انجلز , وتجسدت في الثورة البلشفية في روسيا سنة 1917م , ينكرون وجود الله والغيبيات .
تايوان (الصين الصغرى) : جزيرة على الشاطئ الصيني , انفصلت عن الصين اثر استلام الشيوعيين الحكم في الصين , ويتبعها عدد من الجزر الصغيره , ديانتهم البوذيه وبعضهم نصارى .
الديمقراطية : نظام غربي قائم على حكم الشعب نفسه بنفسه , فالحاكمية فيه ليست لله عز و جل بل للشعب نظريا, ولاصحاب رؤوس الاموال في حقيقة الأمر .
الاشتراكية: مذهب سياسي واقتصادي نادى به ماركس في القرن التاسع عشر, وبنى نظريته على قوانين سماها حتميّه لاقبل بأحد لمعارضتها , وتمسى الاشتراكية العلمية بالماركسيه, وقد عارضتها الديمقراطيه, والاشتراكية النقابيه , والاشتراكيه المسيحيه.






التوقيع :
المراجع الرافضيه التي تعرف الحق وتنكره جميعهم ضد عوام الشيعه المساكين قوليا او فعليا فتاواهم و تعميتهم وخداعهم لعوامهم ومكانهم اذا حضر المرجع هذا عن النعلان الشيعي العامي لايسمع لا يرى لا يفكر لايسأل لا يقرأ كتبه وكتب غيره فلا تكونوا بصف هؤلاء المراجع فنقسوا عليهم كما يقسوا عليهم هؤلاء المراجع الذين حللوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال وحرموهم من الطيبات ورفقا عليهم وقليلا من الرحمه

من مواضيعي في المنتدى
»» إستراتيجية أوباما خيارات للفشل أفغانستان حرب ضرورات أم حرب محظورات
»» رساله تعيد هكر إلى رشده
»» سؤال يهدم ادعاء الروافض بأنهما -رضي الله عنهما- من اسلافهم
»» إيران تعلن الحرب على طالبان
»» بیان تهنئة الملا محمد عمر بمناسبة عید الفطر المبارك لعام 1431 هـ