عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-09, 02:22 AM   رقم المشاركة : 9
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Exclamation ذكر أحوال الجاهلية و ما كان عليه العرب

ذكر أحوال الجاهلية
و ما كان عليه العرب
==================
200- اعلم بأن الله قد أخبرنا *** عن شأن إبليس و قد حذرنا
201- فتنته و أنه قد آلى *** ليغوين من له قد والى
202- و كان من إغوائه أتباعه *** تزيينه الشرك لمن أطاعه
203- فافترقت أحزابه الغاوونا *** كلا أتى من حيث ما يهوونا
204- ففرقة قد عبدوا النيرانا *** و آخرون عبدوا الثيرانا
205- و آخرون عبدوا الأملاكا *** و آخرون عبدوا الأفلاكا
206- و آخرون عبدوا الأشجارا *** و آخرون ألهوا الأحجارا
207- وآخرون عبدوا الإنسانا *** بعضهموا بعضًا رأوا إحسانا
208- و آخرون الرب جهرًا جحدوا *** و للوجود خالقين اعتقدوا
209- و قال قوم مثلهم و زادوا *** لا بدء للخلق و لا معاد
210- و غير هذا من ضلال و ردى *** و طرق بعيدة عن الهدى
211- و قد مضت أزمنة و العرب *** على الحنيفية لم ينقلبوا
212- حتى إذا ما جاء عمرو بن لحي *** وسوس إبليس له من كل غي
213- فأدخل الإشراك في تلبته *** واستخرج الأصنام من كنانته
214- وهي التي في قوم نوح عبدت *** وبعد إغراقهموا قد فقدت
215- ودّا سواعًا ويغوث نسرا *** يعوق قد دعى إليها جهرا
216- فكل من أجابه لما دعا *** إليها منها واحدًا قد دفعا
217- وشرع النذر لأجل النصب *** كالحام و البحيرة السوائب
218- و عمت البلوى بها و كثرت *** و بين أكثر العباد انتشرت
219- كنحو عزى و مناة و هبل *** و كم سواها كان يدعى ويجل
220- ونصبوا من ذاك حول الكعبة *** ستين من بعد ثلاثمائة
221- بل كل دار أهلها لهم صنم *** يرجون خيره وكشف ما ألم
222- هذا و هم يدرون أن الله لا *** ربًّا سواه خالقًا مفتعلا
223- وأنه البارئ والمصور *** و كل ما يشا عليه قادر
224- و أن كل هذه الأصنام لا *** تملك من خير ولا دفع بلا
225- بل زعموا وسائطًا و شفعا *** تزلفهم من ربهم فشنّعا
226- عليهمو الله وسمى ذلك *** شركًا صريحًا بالعزيز المالك
227- وكان من أكبر شبهة لهم *** أن قد عليها وجدوا أولهم
228- فكان ذا جواب كل الأمم *** عن ما له قد أنكرت رسلهم
229- قالوا وجدنا هكذا آباءنا *** و قد جعلنا بهموا اقتداءنا
230- وقد نفى شبهتم تعالى *** بكون آبائهموا ضلالا
231- و كان من أمرهم التحاكم *** إلى الطواغيت و أن يستقسموا
232- في أي أمر ناب بالأزلام *** و يسألوا الكهان باستعلام
233- عن غائب و ما يقولوا صدقوا *** يرون نصحا مابه قد نطقوا
234- و منه الاستنكار للميعاد *** و جحدهم قيامة الأجساد
235- و منه الافتخار بالأحسابِ *** والطّعن إن أمكن في الأنسابِ
236- و نخوة الجهال كالتعصب *** للشعب لو بباطل مرتكب
237- و الوأد للبنات خوف العار *** و للذكور خوف الافتقار
238- و منه رد الحق إن جاء معا *** من يكرهونه و لو متبَعَا
239- و منه الافتخار بالمظالم *** وبعضهم كان يعين الظالم
240- و منه الاستسقاء بالأنواء *** و الحلف بالأولاد و الآباء
241- و النوح والتعداد للمحاسن *** من ميت لو كذبًا للفتن
242- وغير ذي مما لها الله ذكر *** في الوحي تحذيرًا لأرباب البصر
243- و قد بقي من دين إبراهيما *** و حسن خلْقٍ لم يكن ذميما
244- كالحج والطواف والتعظيم *** للبيت و السعي بلا توهيم
245- والصدق في الغالب و الإكرام *** لوافد و صلة الأرحام
246- كذا مواساة الضعيف فاعلم *** والعتق مع تصدق لاتِهِم
247- ونصرة المظلوم والشجاعه *** والصبر في اللقا و الاستطاعه
248- كذا إبا الضّيم و غير ذلك *** و ذمّهم من لم يكن كذلك
249- مع كونهم قد غيروا الكيفيه *** من بعضها وأصلها شرعيه
250- نحو وقوفهم بدون عرفه *** بل ألفوا الوقوف بالمزدلفه
251- و كالتعري حالة الطواف *** و غيره هذا مثال كافي
252- فبعث الله محمدًا إلى *** جميعهم إنسًا و جنًّا مرسلا
253- ثم عليه أنزل القرآنا *** لكل شيء كائنٍ تبيانا
254- فقام فيهم آمرًا و ناهيا *** و للصراط المستقيم هاديا
255- وكل خير فبه قد أمرا *** إياهموا وكل شرّ حذرا







  رد مع اقتباس