وكثر انخداعُ الناسِ
وخاصة الجهال بها،
ووجد أناسُ آخرون في ذلك
نِعم المصدرُ لاكتساب معايشهم،
وراج ذلك أكثر ما راج
في الصوفية
لكثرة المتعبدين بجهلٍ فيهم،
فصاروا لُعْبةً وسلوى لأولئك،
يتحكمون فيهم،
لأجل الدنيا.
ثم شاع بعد القرن الخامس
ذاك في الناس وكثر،
فعَمَّ وطَمَّ
وقَلَّ أن سَلِمَ منه بلدٌ،
وفي كل قرن يعيش أولياء
وكل من مات قُبَّبَ على قبره،
واتُّخِذَ مزاراً،
يستشفعُ به،
ويُسأل ويُدعى.
فكثُرت القبور،
وكثُرت العطايا للقبور،
فكثُر السدنةُ والمنتفعون،
والمالُ فتنة،
والجاه فتنة،
والسيادة فتنة.
وأحبَّ من لم يتبع التوحيد
أن يُعظمَه الناسُ في حياته،
فمن مُقبلٍ للأيدي والأرجل،
ومن مُتمسحٍ بالثياب
خاضعٍ بالقول،
والقلب والجوارح.