فضحهم: أي التحذير منهم وهذا من أعظم النصح للولاة وأولي الأمر وعوام المسلمين. وكما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن طريق تميم الداري قوله صلى الله عليه وسلم: (( الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )).
إقامة الحجة: يقول عز من قائل: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ).
هدايتهم: أي دعوتهم إلى ما خالفوا فيه أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وليس بأيدينا هدايتهم ولا بأيدي غيرينا وإلا لكان أولى الناس بالهداية أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما ناصره وآزره ومات على دين أبيه عبدالمطلب حتى أصاب الحزن العظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله سبحانه وتعالى مخبراً رسول الله أن أمر الهداية ليس بيده ولا بيد أحدٍ من البشر وإنما بيد الله عز وجل يهدي من يشاء ويضل من يشاء: ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) ولكن وجوب التحذير وتذكيرهم بما خالفوا به المسلمين وانشقاقهم وسلوكهم مسلكاً لم يسلكه إلا من أبغض كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهم ومن باقي الفرق الضآلة: ولذلك يقول سبحانه محذّراً: ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ).
ولتعلم أخي الحبيب أننا لا نتشفّى بأحدٍ منهم ضل عن الطريق القويم .. بل ندعوهم لعل الله أن يهديهم إلى الطريق ا لمستقيم.