يعني تعجبك المصادر المسيحية ياخطير
اجل صلاح الدين حبيبكم كان شبه نصراني :
فيما يتعلق بالجانب اﻷول وهو ميله إلى النصرانية، يقول الدكتور لويس بوزيه معلّقاً على ما قرأه في المصادر الفرنجية القديمة: (رأت هذه المصادر القديمة الفرنجية أن يكون صﻼح الدين قد قُلِّدَ بمراسيم الفروسية المسيحية، وأن اسم صﻼح الدين في صيغته الفرنسية Saladin ﻻ يزال يطلق حتى اليوم على أعضاء بعض اﻷسر النبيلة الفرنسية، وكان لنا الحظ ونحن نحرر هذه المحاضرة، أن نعثر على إعﻼن وفاة في عدد من جريدة Le Figaro بتاريخ 22 تشرين الثاني 1993م، يذكر فيه اسم المتوفى كاﻵتي:
(Marie Bernard Saladin , Marquise, Montmorillon ، وحسب بعض الروايات المسيحية أن صﻼح الدين كان يعجب بالطقوس الدينية المسيحية، وأن ما منعه من اعتناق الدين المسيحي ليس معتقدات هذا الدين بالذات - إذ أظهر إعجابه به - بل التصرفات السيئة لبعض الذين يمارسونها، وأنه صرّح أن الديانة المسيحية هـي خير الديانات، وأنه كان له ميل إلى الديانة المسيحية وإن لم يعتنقها في النهاية)، ويتابع الدكتور: (إن صﻼح الدين حسب هذه الروايات، كان ينحدر من أسرة نبيلة فرنسية، من نبﻼء شمالي فرنسا Sires De Ponthieu وذلك من خﻼل شجرة نسب أسطورية، نجد فيها أن جدّة السلطان اﻷسيرة الجميلة La Belle Captive هي حفيدة اﻷمير Ponthieu الذي أصبح نفسه بالتالي الجد الخامس لصﻼح الدين، وعلى قول أحد هذه المصادر القديمة: كان صﻼح الدين تركياً، ولكن يجري في عروقه من جهة أمه وجدته الدم الفرنسي النبيل).
ويختم الدكتور هذه المقاطع بقوله: (نستخلص من كل ما سبق، أن صﻼح الدين قد أصبح في تصور هذه المصادر القديمة، أحد هؤﻻء الفرنج المثاليين، يتحلى بفضائلهم السامية وخصالهم التقليدية من كرم وشجاعة)(41)0
ويقول الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الربيعي، عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ والحضارة بجامعة اﻹمام محمد بن سعود: (إن هناك أنشودة قديمة ألفها (سيراكون) في القرن الثاني عشر الميﻼدي، تتكون من مائة وخمسين بيتاً،عثر على مخطوطتها عام 1875م المؤرخ (ستينجل) في مكتبة (أوكسفورد)، ويهمنا هنا أن هذه القصيدة تصف صﻼح الدين بأنه شبه نصراني)(42).