عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-10, 01:00 PM   رقم المشاركة : 4
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


بل الإعتقاد سليم ولا خلاف في مثل هذه المسألة , وهناك رسالة ( عقيدة إبن حجر من خلال كتاب [ فتح الباري ] ) تجدها في ملتقى أهل الحديث وقد أشرتُ إلي ذلك الباب في المشاركة السابقة علها تصل إليك في هذا الباب , فترينا ما عندك في مثل هذا الأمر هداك الله تعالى , ومازلت لا تميز بين [ الإعتقاد - الموافقة ] فالإعتقاد يخالف الموافقة فالإعتقاد هو التمام بما يرى الأشاعرة في كل عقيدةٍ لهم , والموافقة هي مواضع وافق فيها إبن حجر الأشاعرة ومعروفة عند أهل العلم .

الحافظ إبن حجر العسقلاني قد يكون وافق الأشاعرة في بضع المواضع إلا أن ذلك لا يخرجهُ من دائرة أهل السنة , والأشاعرة ليسوا من أهل السنة كما نص كثير من أهل العلم وكما بينا لك في كلام شيخ الإسلام إبن تيمية , يجب عليك كمخالف أن تنزل النصوص منزلها وأن لا تخرج عنها خروج الحمار عن الطريق ويجب علينا ان نعرف أين الكلام وكيف ننزلهُ ويجب التأصيل العلمي للحوار .

ونقدهم في مسألة المعرفة، وأول واجب على المكلف في أول كتابه وآخره. انظر فتح الباري: 1/ 46، 3/ 357 ـ 361، 13/ 347 ـ 350 . بإبن حجر رحمه الله تعالى لا يصح قول الإعتقاد التام له في الأشعرية بل قد وافقهم في بضع أمور , وخالفهم في كثير كما بينا في مسألة المعرفة أعلاه ..

والمطلع على كتب إبن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى , يرى أن إبن حجر لم يثبت لنفسه أنهُ على الأشاعرة , بل ثبت كما بينا وهنا كذلك في هذا المبحث في مسألة المعرفة أنهُ لم ينسب نفسهُ إليهم , بل رد عليهم في أكثر من موطن وإنظر [ إبن حزم وموقفه من الأشعرية للشيخ عبد الرحمن الدمشقية حفظه الله تعالى ] تعرف حقيقة الإعتقاد الذي كان عليه إبن حجر العسقلاني ولا يصح الأمر أصلا , فإبن حجر رحمه الله تعالى لم يكن أشعرياً بأي أساس أو طريق من الطرق .

فإبن حجر رحمه الله تعالى والنووي لا يمكن الجزم بكونهم من الأشاعرة للعناية الفائقة بالسنة التي ظهرت منهم رحمهم الله تعالى وكذلك كانت المنهجية التي إنتهجها الشيخان رحمهم الله تعالى في كلامهم وفي الرد على بعض الأشاعرة , فالموافقة لا يمكن أن تكون في صلب إعتقاد الأشاعرة بل يجب القول بإنتفاء الأمر لأن الثابت هو المخالفة والإعتقاد مغاير للموافقة يا نبوي .

مخالفة الحافظ ابن حجر للأشاعرة في موقفهم من خبر الواحد:
فقد ذكر الحافظ ابن حجر أربعة أنواع للخبر المحتف بقرائن الصحة ، وأهمها آخرها :
( الرابع ) " وهذا التلقي وحده أقوى في إفادته العلم من مجرد كثرة الطرق القاصرة عن التواتر " .
وقال الحافظ " . . منها ما أخرجاه في الصحيحين مما لم يبلغ حد المتواتر، فإنه احتفت به قرائن منها : جلالتهما في هذا الشأن وتقدمهما في تميز الصحيح على غيرهما ، وتلقى العلماء لكتابيهما بالقبول " (نزهة النظر وشرحها 26).

وأثبت الحافظ صحة خبر الواحد مطلقا من غير تقييده بالأحكام دون العقائد كما هو عليه المذهب الأشعري , وقد خالفهم في أكثر من هذا الموضع رحمه الله تعالى , فإبن حجر العسقلاني لم يكن في الأشعرية بل لم يكن أشعري , وقد خالفهم في اكثر من موطن والثابت من كتبه رحمه الهل .

مخالفة الحافظ للأشاعرة من موقفهم في وجوب تأويل صفات الله.

قال الحافظ في الفتح " قال ابن عباس " { يُحَرِّفُونَ } : يزيلون ، وليس أحد يُزيل لفظ كتاب من كتب الله ، ولكنهم يحرّفونه : يتأولونه عن غير تأويله " ثم نص الحافظ على أن تحريف أهل الكتاب لمعاني النصوص لا يُنكر بل موجود عندهم بكثرة (فتح الباري 13/ 524 . ).

بعدما أورد الحافظ ابن حجر مذاهب الناس في صفات الله نقل عن إمام الحرمين الجويني رحمه الله قوله كما في رسالته النظامية " والذي نرتضيه رأيا وندين الله به : عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة . فلو كان تأويل هذه الظواهر حتما فلا شك حينئذ أن يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الإضراب عن التأويل كان ذلك هو الوجه المتبع " .


• ثم نقل الحافظ عن شهاب الدين السهروردي مثل كلام الجويني وفيه يقول " لم ينقل عن النبي  التصريح بوجوب التأويل . . ومن المحال أن يأمر الله نبيه بتبليغ ما أنزل إليه من ربه وينزل عليه { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } ثم يترك هذا الباب " (فتح الباري 13/ 0 39).

مخالفة الحافظ موقف الأشاعرة من كلام الله وأفعاله حيث أظهر موقف أحمد من كلام الله وكشف مخالفة الأشاعرة له.قال الحافظ " غرض البخاري في هذا الباب إثبات ما ذهب إليه أن الله يتكلم متى شاء " (فتح الباري 13/496) .حكاه الحافظ عن أحمد أنه يثبت أن الله يتكلم بصوت ، في حين أن الأشاعرة قالوا : إن كلام الله ليس بصوت (فتح الباري 13/ 460) ... لله العجب .

بعدما أورد الحافظ ابن حجر مذاهب الناس في صفات الله نقل عن إمام الحرمين الجويني رحمه الله قوله كما في رسالته النظامية " والذي نرتضيه رأيا وندين الله به : عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة . فلو كان تأويل هذه الظواهر حتما فلا شك حينئذ أن يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الإضراب عن التأويل كان ذلك هو الوجه المتبع " .

ثم نقل الحافظ عن شهاب الدين السهروردي مثل كلام الجويني وفيه يقول " لم ينقل عن النبي  التصريح بوجوب التأويل . . ومن المحال أن يأمر الله نبيه بتبليغ ما أنزل إليه من ربه وينزل عليه { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } ثم يترك هذا الباب " (فتح الباري 13/ 0 39).

وقد ضرب الحافظ المذهب الأشعري بمعوله حين صرح بأن هؤلاء الذين يؤولون النصوص معتمدون على الظن فقط. ولا يمكن أن يقطعوا بصحة تأويلاتهم:قال الحافظ في الفتح " وليس من سلك طريق الخلف واثقاً بأن الذي يتأوله هو المراد ولا يمكنه القطع بصحة تأويله " وتكرر قوله بأن " صاحب التأويل ليس جازماً بتأويله " . واحتج المرتضى الزبيدي بهذه العبارة (فتح الباري 13/353 و 383). سبحان الله وهل بعض هذا القول نظر في مسألة إعتقاد الحافظ رحمه الله تعالى .. !!

وحتى لو كانت من الحافظ مواقف قد يرى فيها التأويل فإنه لا يقول به بناء على المذهب الأشعري. فإن الجوزي ليس أشعريا وقد وقع في مثل الأمر. كذلك ابن حزم كان من أشد الناس ضد المذهب الأشعري. ومع ذلك وافقهم في بعض التأويلات , ولهذا فليس من وافق الأشاعرة في شيء من أصولهم يكون منهم , فلا أدري من يقول بهذا القول غير الأشاعرة الذين يحاولون أن ينسبوا إبن حجر والنووي للأشعرية وهذا إعتقاد فاسد والله المستعان , وما أكثر المتكلمين في هذا الباب .

فيتضح لنا أن الأشعرية لا يصح إطلاقها على إبن حجر رحمه الله تعالى , بل قد رد عليهم في أكثر من موقف وفي أكثر من موطن حتى تبين لنا إعتقاد ابن حجر , وكذلك لو كان أشعرياً لصرح إبن حجر في كتبه أنهُ من الأشاعرة , ولكن لم يثبت عليه هذا القول فلا يصح نسبة إبن حجر العسقلاني للأشعرية والله تعالى أعلى وأعلم في هذا الباب .







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» طعن الرافضة في سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
»» غباءٌ يضحكُ الثكلى [ الذهبي يترجمُ لإبن جماعة بعد أربعين سنة من وفاتهِ ]
»» بين الحافظ الذهبي " ونرجس " أم مهديهم وغرابة في سبب إيراد قولهِ ؟
»» الشيعة وأكذوبة محبة آل البيت تقي الدين
»» فراس الشمري تفضل وحياك الله