عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-08, 05:41 PM   رقم المشاركة : 2
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


المقام الأول

المسرد التاريخي لهذه النظرية وتشخيص وقائعها



إنها نظرية اليهود والنصارى ، وهي حديثة بصنع شعاراتها ، والعمل من أجلها على كافة المستويات - كما سيأتي - لسَحب المسلمين من إسلامهم ، لكنها قديمة عند اليهود ، والنصارى ، في كوكبة تدابيرهم الكيدية ومواقفهم العدائية للإسلام ، والمسلمين ‏.‏



وبتتبع مراحلها التاريخية ، وجدتها قد مرت في حقب زمانية أربع هي ‏:‏


1- مرحلتها في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏


قد بين الله - سبحانه - في محكم كتابه ، أن اليهود ، والنصارى في محاولة دائبة ؛ لإضلال المسلمين عن إسلاميهم ، وردهم إلى الكفر ، ودعوتهم المسلمين إلى اليهودية أو النصرانية فقال - تعالى - ‏:‏


‏{‏ ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير ‏}‏ ‏[‏البقرة / 109‏]‏ ‏.‏




وقال - تعالى - ‏:‏ ‏{‏ وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ‏}‏ ‏[‏ البقرة / 111 ، 112 ‏]‏ ‏.‏


وقال - تعالى - ‏:‏ ‏{‏ وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ‏}‏ ‏[‏ البقرة / 135 ‏]‏ ‏.‏


وهكذا في عدد من آيات الله ، يتلوها المسلمون في كتاب الله ؛ ليحذروا الكافرين من اليهود ، والنصارى ، وغيرهم ، فخمدت حيناً من الدهر حتى انقراض القرون المفضلة ‏.‏


2- مرحلة الدعوة إليها بعد انقراض القرون المفضلة ‏:‏


ثم بدت محاولاتهم مرة أخرى تحت شعار صنعوه ، وموهوا به على الجهال ، وهو ‏:‏ أن الملل ‏:‏ اليهودية ، والنصرانية ، والإسلام ‏.‏ هي بمنزلة المذاهب الفقهية الأربعة عند المسلمين كل طريق منها يوصل إلى الله - تعالى - ‏.‏

‏[‏الفتاوى ‏:‏ 4 / 203‏]‏


وهكذا فيما يثيرونه من الشبه ، ومتشابه القول ، وبتر النصوص ، مما يوهمون به ، ويستدرجون به أقواماً ، ويتصدون به آخرين ، من ذوي الألقاب الضخمة هنا وهناك ‏؟‏



ثم تلقاها عنهم دعاة ‏:‏ ‏"‏ وحدة الوجود ‏"‏ و ‏"‏ الاتحاد ‏"‏ و ‏"‏ الحلول ‏"‏ وغيرهم من المنتسبين إلى الإسلام من ملاحدة المتصوفة في مصر ، والشام ، وأرض فارس ، وأقاليم العجم ، ومن غلاة الرافضة وهي من مواريثهم عن التتر ، وغيرهم حتى بلغ الحال أن بعض هؤلاء الملاحدة يجيزون التهود ، والتنصر ، بل فيهم من يرجح دين اليهود والنصارى على دين الإسلام ‏.‏‏.‏


وهذا فاشٍ فيمن غلبت عليهم الفلسفة منهم ، ثم انتقلوا إلى أن أفضل الخلق عندهم هو ‏:‏ ‏"‏ المحقق ‏"‏ وهو ‏:‏ الداعي إلى الحلول ، والاتحاد ‏.‏


‏[‏وقد كشفهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في مواضع من كتبه الفتاوى ‏:‏ 4 / 203 - 208 ، 14 / 164 - 168 ، 28 / 523 ‏.‏ الصفدية ‏:‏ 1 / 98 - 100 ، 268 ‏.‏ الرد على المنطقيين ‏:‏ ص / 282 - 283‏]‏‏.‏


وقد قُمِعَت هذه الدعوة الكفرية بمواجهة علماء الإسلام لها ، والمناداة عليها ، وعلى منتحليها ، بأنها كفر وردة عن الإسلام ‏.‏



وكان لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - مواقف إسلامية مشهورة خالدة ، ولغيره من علماء المسلمين الذين ردوا على هؤلاء الغلاة، مثل الحلاج ‏:‏

الحسين بن منصور الفارسي ، المقتول على الردة 309


وابن عربي محمد بن علي الطائي ، قدوة السوء للقائلين بوحدة الوجود ،


في كتابه ‏:‏ الفصوص ، المتوفي سنة 638 ، وابن سبعين ‏.‏ ت سنة 699 ، وغيرهم كثير ‏

-----------------------------------


[‏تنبيه ‏:‏ عظمت الفتنة في عصرنا بمدح الملاحدة المنتسبين إلى الإسلام والافتخار بهم ، وإظهار مقالاتهم ، وساعد على ذلك طبع المستعمرين - المستشرقين - لكتبهم ، ونشرها ، وكل هذه مخاطر يجب الحذر منها ، وعلى من بسط الله يده أن يكف أقلام أصحابها ، وألسنتهم ، طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم - في نصرة هذا الدين ، وحماية لأهله من شرورهم‏]‏ ‏.‏