بسم الله الرحمن الرحيم و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
أخانا جيبو إن حسن ظننا بك لا يعني أننا لا ننصحك أو نبين لك الزلل و الخطأ في كلامك بل أنا واحد ممن يسره نصح إخوتي لي و ذلك لأنهم لو تركوني أول الأمر لزاد زللي و صعب علي العودة للحق ثم إن تجديد النية و تصحيح الغاية من مشاركاتنا هنا هو السبيل لمعرفة الحق و إتباعه فلو كانت نياتنا لله وحده و كانت غايتنا الدعوة إلى الله على بصيرة فغننا سنتخذ سبيل الحق كوسيلة للوصول لغايتنا.
إنه لا ينفعني و لا ينفع أحدا أن يظن بي إخواني خيرا و أنا أظهر لهم خلاف ما أبطن بل إن ذلك سيضرني وحدي و لن يضر إخواني بإحسانهم للظن بي كما أنه بالمقابل لا يضرني إن ضن بي أحد سوءا و باطني هو الحق فإن الله هو نعم المولى و نعم الوكيل و هو أعلم بالظاهر و الباطن و إنه لا يظلم أبدا عباده بل يعطي كل واحد حقه و هو يحاسبنا على الظاهر و الباطن.
إنك تقول أنك أصبحت سنيا و قد صدقناك فليس لنا الحق في الشك في نيتك فالله أعلم بها لكن إن الباطن له علامات على الظاهر تبين صدق النية من عدمها و أنت قد كتبت أشياء كثيرة تشكك في باطنك فإن شك فيك أحد فلا تلومنه لأنك أوقعت نفسك في موقع الشبهة.
إعلم هدانا الله و إياك أن هدايتك هي لك وحدك و هي سبيل لنجاتك أنت فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى و أيضا فإن الله لن يعطينا جزاء حسناتك و عملك الصالح فإن عملك الصالح ينفعك وحدك فإنه لا ينفعنا إحسان المحسنين و لن تضرنا إساءة المسيئين إلا إذا كنا طرفا أو سببا فيها. و اعلم أيضا أن كلامك أعلاه أو في غير هذا الموضوع نأخذه على الظاهر و ما يستشف منه أحد أمرين غما أنه قول بغير علم أو علامة على إبطان خلاف الظاهر فكان كلام الإخوة و ردودهم و أنا واحد منهم على النحو الذي رأيت لأننا نعلم علم اليقين أن التقية دين للشيعة و أنه هناك حوادث كثيرة يظهر فيها رافضي صورة السني للتشغيب و تشويه صورة أهل السنة.
لأجل هذا سأعود فأقول حول كلامك أعلاه.
إن كلمة ناصبي عندنا لا نقبلها بل نتبرأ منها لأننا لسنا نواصب و على تقدير أنك أصبحت من أهل السنة فعليك التبرؤ منها و أن لا تصف بها نفسك و خاصة أنه ليس لها معنى سليم أو جيد
و الكلام المنسوب للإمام الشافعي إن كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي فلتنظر أنه اشترط شرطا للمعنى فلو كان الرفض هو حب آل البيت فإننا كلنا رافضة لكن الرفض ليس حب آل البيت فحبهم مطية فقط و ليس أصلا في الرفض بل معاداتهم و الطعن فيهم هو الرفض بعينه. و أيضا لو قلت أنني ناصبي فقد اتهمت نفسي بما يخرجني من الملة لكن لو قلت بأنه لو كان معنى الناصبي هو حب الصحابة فليشهد الثقلان أني رافضي فعليه كان الأولى ذكر المعنى و ليس التسمي باسم مذموم و بعده تبريره بالمعنى المقصود فغن التوضيح لا زم في حينه و ليس بعده فتنبه. و اعلم أن الشيعة حين يرون منك قولك سيقولون لقد تأكدنا أن من اتبع سبيل المؤمنين أهل السنة فإنه يصبح مباشرة و هذا تشويه لصورتنا كان واحد من أهل السنة سببا فيه و هذا فيه ضرر لأهل السنة و أنت تقول أنك أصبحت منهم.
أما الشيعة فإن معناها تغير بتغير الزمان فلم يصبح للمعنى الأصلي لها وجود لكن الاثني عشرية بخاصة يقولون بأنهم شيعة و أصبحت صفة ملازمة لهم فنناديهم كذلك اعتبارا لهذا و اعتقادهم هو الرفض بعينه لكن نخاطبهم بالشيعة لأننا نعتقد أن أغلبهم لا يعلم ما في دينهم من رفض و يظنون أنهم شيعة لأنهم يحبون آل البيت و كثير منهم يحبهم حقا لكنه اتبع سبيلا غير سبيلهم فوجب التنبيه لأن أغلبهم مغرر به و جيء من عاطفة محبة آل بيت النبي عليهم الرضوان.
أرجو أن يكون الأمر قد توضح لديك فأطلب منك أن لا تتسرع في الرد لأننا لا نعتقد أن الغاية تبرر الوسيلة فأهل السنة يعتقدون بوجوب صلاح الغاية و الوسيلة معا و أن تكونا موافقتين لشرع الله و لا بد أيضا من تجديد النية و إخلاصها لله وحده فهو يهدي السبيل و ينير لنا الطريق و اعلم أننا حين نتكلم لا بد أن نتكل بعلم و على بصيرة و ليس من ناحية العاطفة قال تعالى : : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
و نحن نقول بأننا نتبع رسول الله صلى الله عليه و سلم فعليه وجب الدعوة إلى الله على بصيرة و إخلاص النية لله.