لاشك بأن التصحيح والتضعيف للروايات هو لتحقيق اطمئنان صدورها عن المشرع
وبعد أن تصح الروايات لا بد من احترامها والعمل بها احتراما للمشرع
وقد احترم أهل السنة الكرام صحة الروايات الصادرة عن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
وقدموها على الروايات الضعيفة وعلى آراءهم واجتهاداتهم ومن أقوال علماءهم في ذلك :
" إذا صحّ الحديث فهو مذهبي "
"إذا جاء الحديث الصحيح الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم أخذنا به، ولم نعده"
" إذا صح الحديث على خلاف قولي فأضربوا قولي بالحائط، واعملوا بحديث الضابط "
" إذا صحَّ الحديث وقلتُ قولاً فأنا راجعٌ عن قولي وقائل بذلك "
" إذا صحّ الحديث فاعملوا به ودعوا مذهبي "
" اشهدوا أني إذا صح عندي الحديث عن رسول الله فلم آخذ به، فإن عقلي قد ذهب"
" عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحّته يذهبون إلى رأي سفيان "
" من رد حديث رسول الله ص فهو على شفا هلكة "
وغيرها الكثير من الأقوال التي تثبت احترام علماء المسلمين لما صح عن المشرع صلى الله عليه وسلم
أما الرافضة
ولكونهم أتباع الهوى فلا يقيمون أي وزن لما صح من أقوال النبي ولا أقوال أئمتهم , الذين لم يعصموهم الا ليأكلوا بهم أموال الناس بالباطل ,
اذا خالفت توجهاتهم وآراء فقهائهم .
وقد اشتهر عنهم ردهم لما صح عندهم من الروايات مهما كانت درجة صحتها ومهما بلغ عددها لمجرد مخالفتها لأقوال فقهائهم .
وكأن العصمة المدعاة لأئمتهم قد انتقلت من أولئك الأئمة الى الفقهاء الذين هم الأوصياء الحقيقيون على دين الرافضة
و من العبارات التي تفضح ذلك التوجه المستهتر بالأئمة في كتبهم :
تقريرات في أصول الفقه - تقرير بحث البروجردي ، للاشتهاردي - ص 296
ومن هنا اشتهر أن الرواية كلما ازدادت صحة ازدادت ضعفا وريبا إذا أعرض عنها الأصحاب ، وكلما ازدادت ضعفا زادت قوة إذا عمل بها الأصحاب كما في المسألة المشار إليها .
غنائم الأيام - الميرزا القمي - ج 1 - ص 414
وهذه الأخبار كلما ازدادت عددا وسندا ودلالة مع هجر معظم الأصحاب إياها ازدادت ضعفا . خصوصا مع عملهم على ما هو أقل منها عددا وسندا ودلالة .
در المنضود - السيد الگلپايگاني - ج 1 - ص 330 - 331
لكن المبنى المعروف المحقق عند كثير وعندنا هو سقوطها بذلك عن الاعتبار وقد اشتهر أنه كلما ازدادت صحة ازدادت وهنا باعراض المشهور ، وكلما ازدادت ضعفا ازدادت قوة بعملهم وذلك لأن بناؤهم على العمل بالروايات
كتاب الطهارة - السيد الخميني - ج 3 - ص 597
يدفعنا عن الاستبداد بالرأي اغترارا بصحة تلك الروايات وكثرتها ففي مثل المقام يقال : كلما ازدادت الروايات صحة وكثرة ازدادت ضعفا ووهنا ،
منتهى الأصول - حسن بن على أصغر الموسوي البجنوردي - ج 2 - ص 154
ان عمل الأصحاب جابر لضعف السند كما أن إعراض الأصحاب عن الرواية وعدم العمل بها موجب لخروجها عن تحت دليل الحجية وإن كانت في حد نفسها صحيحة وداخلة حتى قالوا ( كلما ازدادت صحة ازداد وهنا ) ، وهذا معنى قولهم ان إعراض الأصحاب عن الرواية موهن للوثوق بسندها وكاسر لها وإن كانت في حد نفسها قوية بحسب السند .
الينابيع الفقهية - علي أصغر مرواريد - ج 35 - ص 441
وقال المرتضى : لهما ، والرواية صحيحة إلا أن الشهرة رواية وفتوى بل الإجماع يعارضها ،
مصباح الفقاهة - السيد الخوئي - ج 5 - ص 537
نعم المشهور من الفقهاء ذهبوا إلى حصول الملكية من زمان العقد ، فتكون الشهرة فتوائية ، فبناء على كون اعراض المشهور موجبا لوهن الخبر الصحيح تكون هذه الشهرة موجبة لوهن الصحيحة وترجيح لطائفة الأولى .
هذه مجرد أمثلة والا فإن كتبهم تطفح بهذا التوجه المهين للأئمة
يارافضة الصحيح وأتباع الهوى
اذا كان أئمتكم معصومين كما تدعون فكيف جاز لفقهائكم ترك ما صح عنهم وركله ؟
أليس ذلك استهتارا منهم بأئمتكم وعدم اعتراف بعصمتهم ضمنا ؟
كيف تتبعون دينا يترك فيه الصحيح ويتبع فيه الضعيف الذي لم يصح ؟
لماذا أتعبتم أنفسكم بالتصحيح والتضعيف وأنتم لا تتبعون سوى الهوى ؟
الموضوع مخصص لعقلاء الرافضة ان وجدوا لعلهم يتدبرون
أما مؤجري عقولهم الذين لا يرون الا ما يراه مراجعهم فهم كالأنعام فلا ينفعهم النصح
اللهم اهدنا و اهد بنا