[ولد مطير]

المصعبي : إيران لن تحارب إسرائيل وتستهدف "خاصرة السعودية " انطلاقا من اليمن

القاهرة - خاص- محمد مختار - بسمة سعيد :حذر الدكتورعبد الملك منصور حسن المصعبي" أستاذ القانون و علم الاجتماع والمندوب الدائم للجمهورية اليمنية لدى جامعة الدول العربية من المؤمرات العربية على دول العالم العربي والإسلامي السنية ، وقال الدكتور المصعبي في حوار خاص مع مرسى الأخبار إن إيران لا تزال تتصرف على خلفية طائفية وتحاول حصار المملكة العربية السعودية انطلاقا من وجود عملاء تابعين لها داخل الأراضي اليمنية ، واعتبر الدكتور المصعبي أن الدعم الإيراني للنظام الأسدي لا بديل له أمام ملالي إيران على اعتبار أن هذا الدعم ينطلق من دوافع طائفية ولصالح الطائفية .
في البداية هل ترى أن هناك محاولات من الجانب الإيراني لزيادة نفوذها داخل الأراضي اليمنية؟
إيران تدعم كل من يطالب بالانفصال من الحكومات المركزية وذلك من أجل خدمة الإمبراطورية الفارسية، وهذا ما تقوم به داخل اليمن لبسط نفوذها حيث تقوم بدعم ما يسمى بالحراك الجنوبي.
هل هم يريدون السلطة فقط أم لهم مطالب أخرى؟
هم يظهرون أن لهم مطالب مذهبية وهذا كلام أيدلوجى ثقافى، ولكن فى الواقع عمليا هم يسعون أن يكون لهم منطق خاص بهم وهو فى النهاية أن يصلوا لحكم ذاتى، فهم يحصلون على دعم من إيران التي تعمل على خاصرة المملكة العربية السعودية بخنجر لا يتحرك، لأن السعودية فيها شيعه فى مناطق مختلفه فى الجنوب والمنطقة الشرقية وأماكن أخرى فإذا استطاعت أن توثق المسافة بينهم فإنها انتصرت.
هذا سؤال آخر وهو إيران وحزب الله يلعبون ببشار، فهل ترى أن بشار سيسقط أم لا؟
إيران وحزب الله لا يوجد لهم خيارات لكى يختاروا وهذا واجب عليهم, واجب مذهبى شيعى بمنطق الشيعى الطائفى وبمنطق أيدلوجى لأن بشار منهم وهذا سبب, أما السبب الآخر من الناحية السياسية هم يعلنوا أنهم ضد إسرائيل, ولابد أن يدعموا هذا لأنهم مع كل من يمانع بذلك, مع أننا نعلم بأن بشار لم يطلق رصاصة منذ أكثر من أربعين عاما على إسرائيل وإنما قتل شعبه, فهذا حديث فى الهواء وأنا أعتقد أن اللعبه أكبر مما نراه، فهناك لعبه أكبر لا شك أن إيران لها إاتفاقيات دولية مع قوى مختلفه للقيام بلعب دور محدد, لأن هناك من الكتاب الأمريكيين من يقول بأن التسعة عشر شخصا الذين قاموا بضرب البرج العالمى بقياده بن لادن لم يكن بينهم ولا شيعى واحد هم مفارقه بمعنى أنهم كانوا جميعا من السنه وأغلبهم من المملكه العربيه السعوديه واليمن ومصر، وبالتالى فإن الشيعه ليسوا ممن قام بهذا الحدث وبمعنى أنهم لا يشكلون خطرا على أمريكا وهذا فقه المحلل الأمريكى, فهدف أمريكا الأول في المنطقة هو السيطرة عليها وحماية إسرائيل واستمرار الحصول على النفط.
وفي إحدى المرات سألني محلل سياسى لماذا وقفت أمريكا والغرب ضد العراق أثناء حكم الرئيس صدام بعد تهديده بضرب إسرائيل، ولم تقف ضد كوريا الشمالية وكانت إجابتي وقتها تتلخص في ثلاثة أسباب أولها عنصر الإسلام فالعراق دوله مسلمه بينما كوريا الشماليه ليست مسلمه، وثانيها أن إسرائيل ليست بجوار كوريا الشماليه ولكنها بجوار العراق، ثالثا بحث أمريكا والغرب الدائم عن النفط وهم يعلمون أن كوريا الشماليه لا تملك النفط، وإذا كان بالصين فقليل والصين لاتسمح بأن أحد ينافسها هى فقط التى تمصص ولا تبلع, أما العراق كان من المخطط القديم ليكون وطن بديل للفلسطنين بعد طردهم من الدوله الفلسطينية لصالح إقامة دولة إسرائيل، ولا يزال هذا الحديث قائم (الوطن البديل).
كنا نقول في الجامعة كإخوان فكوا القيود, أزيلوا العوائق حتى الحدود, دعونا نقاتل اليهود إما نعود وإما نموت وهذا كان في عهد مبارك، أما الآن فقد تولى الإخوان الحكم بمصر وتونس واليمن والمغرب فهذا عصر الإخوان, فما هي سياسة الإخوان تجاه إسرائيل؟
الإخوان واقعيون جدا يعنى سيبحثون عن الحلول التى تبعد عنها عقول العالم وإقامة دولة فلسطينية ويبحثون عن حل يرضي جميع الأطراف حاليا.
هل المقر الرئيسى للإخوان المسلمين باليمن؟
لا، المقر الرئيسي للجماعة في مصر، وتحديدا في القاهرة حيث تأسست الجماعة على يد الإمام حسن البنا.
ولكن الإمام حسن البنا بنى هذه الجماعة لمحاربة إسرائيل...
لا, تأسيس الإمام حسن البنا للجماعة كان شامل لتحقيق أهداف إسلاميه واضحه، فهي جماعة إسلامية ترعى الإسلام بفكر واسع وشامل, حيث كان "البنا" يرى أن الإسلام يوجد به حلول لمشاكل البشرية، عن طريق بناء شخص مسلم وبناء أسره مسلمه ومجتمع مسلم وهكذا.
يقال أن "حماس" تتبع جماعة الإخوان وهذه الجماعة تحارب إسرائيل، فلماذا لا يقوم الإخوان بذلك فى الوطن العربى؟
لا أتوقع ذلك من الإخوان, فهم واقعيون, وهم جماعة إسلامية سياسية, ولا يقوموا بردات فعل على خيانة إسرائيل، فالإخوان جماعة أقدم في تاريخها من تاريخ قيام دولة إسرائيل، حيث تأسست الجماعة عام 1928 بينما تأسست إسرائيل عام 1948, ولا ننسى أن فى سنه النكبة نفسها استشهد الإمام حسن البنا, وبعد ذلك جاءت الضربات على الأمة الإسلاميه مثل الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين التى تشكل بدايه لانتكاسة على الأمة الإسلامية كلها، حيث خسرت الجماعة كثيرا باستشهاد "البنا" الذي كان يمتلك تطلعات ممتازة جدا وكان موفق رحمه الله, ولا يزال حتى الآن نقرأ تراثه نعجب له ونعجب به, فكلامه نستطيع أن نقول أنه يصلح لهذه الأيام.
وعليه فالفكر الإسلامى الأصيل يقوم على التصليح والتجديد والاعتراف بالتغير الزمانى والمكانى وأيضا الفعل الحقيقى, وفى النهايه جماعه الإخوان هى جماعه دينيه دعوية لاتتعصب, ولا ننسى أن جماعه الإخوان تضم بين صفوفها أشخاص مسيحين أقباط, وهذه المعلومة ينساها الكثير من الناس، ويدعون أن الإخوان متعصبين، وهم على العكس من ذلك منفتحين خاصة على المسيحين المصريين الأقباط.
والحديث عن قيام حرب بين الإخوان وإسرائيل غير واقعي بالمرة بل أعتقد أن الإخوان سيتجهون للجلوس في مفاوضات معهم ولكن من منطلق الطرف الاقوى وليس العكس، وذلك من أجل مصلحة الدولة الفلسطينية واستعادة حقوق الفلسطينين وحل مشكلة اللاجئين.
إذا ما الفارق بين حكم الإخوان وحكم "مبارك" أو حتى إذا وصل "شفيق لحكم مصر.. فكلهم لا يريديون الحرب مع إسرائيل؟
الفرق كبير جدا، فالإخوان يعملون لحساب الوطن والمواطن المصري ويحرصون على حقوقه ويأملون حل جميع مشكلات هذا الوطن، على عكس الحكام السابقين.
الصراع بين إيران وإسرائيل يتطور سريعا وكل طرف يهدد الآخر بالضرب, هل هذا دفاع إستراتيجى؟
أنا لاأتوقع حدوث ضرب من الأساس بين الطرفين.
إذا ما الهدف من الخطابات المتبادلة بينهما؟
هدفه إما انتخابى داخلى فى البلدين لجذب الجماهير نحوهم أو الحديث عن السلام، فالكيان الصهيوني يسعلى للسيطرة ويجب أن نساعد الفلسطنيين على استرداد أراضيهم قبل اللحديث عن مواجهة محتملة بين إيران وإسرائيل، وقبل الفكير فى تلك الأمور لابد من حل المشكلات كالتعليم والبطالة والمياه ومشكلة المياه فى المناطق كلها فالحرب القادمة مع إسرائيل هي حرب "المياه".
هل تعتقد أنه سيحدث تواصل بين ليبيا وتونس واليمن ومصر بعد الثورة؟
أظن أنهم سيتواصلون، وسيركزون على على الأوضاع الداخلية في دولهم بعد قيام الثورات, وكذلك التعاون في بعض القضايا مثل ملف الاستثمار وجلب المستثمرين, وكذلك السياحة واستعادة الأمن, وسيكون الملف السياسي في آخر هذه الأولويات.