عرض مشاركة واحدة
قديم 18-11-11, 12:55 AM   رقم المشاركة : 2
منهاج التوحيد
عضو نشيط






منهاج التوحيد غير متصل

منهاج التوحيد is on a distinguished road




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي الكريم.

أولا بالنسبة لما أوردته من تعريف فيمكنني أن أؤكد لك أنه لم يرد عن أحد من أهل العلم هذا التعريف لا من أهل السنة والجماعة ولا من أهل البدعة.

وفي هذه الحالة، فالأصل في المسلم عدم الخروج عن قول العلماء واتباع غير سبيلهم ، ففي سلوك طريقهم السلامة في الدين والأمن من الفتن.

والتعريف خرج عن شرط الانضباط الذي يقتضيه ، فالمهاجرين والأنصار غير محددين بوجه من الوجه (لا بالوصف ولا بالحال ولا بالعدد) ومن شروط التعريف أن يكون منضبطاً بضابط وأن يكون معربا بنفسه عن فحواه.

كما أن التعريف خرج عن شرط الحدية والكفاية، فأقوال الرسول وأفعاله لوحدها كافية، وإدخال شرط إتباع المهاجرين والأنصار يقضي على تعريف السنة، إذ أن ما صح عن رسول من قول أو فعل هو السنة بإجماع أهل العلم،ويمكننا أن تستغني به عن اتباع الغير.

ثم إن التعريف خرج عن حد الضرورة، لأن اتباع المهاجرين والأنصار من اتباع الرسول، ويستقيم التعريف بدونه.

أما عن الآيات، فكل ما ذكرته لا تفيد المقصود، فآية (ويتبع غير سبيل المؤمنين) مثلا استدل عليها الأصوليون بحجية الإجماع من الأمة ولم يحصروها بالمهاجرين والأنصار، ومنهم من حصرها بإجماع الصحابة فقط دون من بعدهم. ولكن لا تفيد الدلالة على حجية اتباع المهاجرين والأنصار.
وحتى من قال بحجية إجماع الأمة أو حجية إجماع الصحابة، لم يقل أحد منهم أنه سنة، بل قالوا أن إجماع الصحابة على أمر يكشف عن دليل خاف من القرآن أو السنة.

والسنة هي تشريع والتشريع حجة شرعية.

ولا يمكن أن يكون أفعال المهاجرين والأنصار حجة شرعية ودليل شرعي، ولو كانت كذلك لكان معناه أنه لم يكتمل الدين بموت النبي صلى الله عليه وسلم.

ثم إن السنة النبوية باعتبارها المصدر الثاني للتشريع تخصص القرآن وتنسخه، وأجمع أهل العلم أن الإجماع لا ينسخ القرآن بذاته ولا يجوز أن يحدث !!

فكيف يقوم فعل المهاجرين والأنصار مقام المخصص والناسخ للقرآن ؟؟؟
هذا يفضي إلى الطعن بالدين !

بل إن الأصوليين اختلفوا في قول الصحابي (أمرنا رسول الله أن نفعل كذا وكذا) هل هو سنة أم لا ؟
الخلاف عميق ، وما اختاره العديد منهم أنه ليس بسنة لاحتمال قصور علم الصحابي الناقل لأمر الرسول
بخلاف من نقل قول الرسول صلى الله عليه وسلم فهو لا شك سنة إذا صح الحديث.

سؤالك للتأكد من صحة القول وطلب النصح يدل على إخلاص نيتك وتقواك فجزاك الله خيراً على حرصك أخي الفاضل وحفظك من الفتن.