بسم الله الرحمن الرحيم
~~ بيانٌ عن غزوة تكريت المباركة ~~
يقول تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: من الآية47].
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
ففي عملية مباركة وفّق الله ليوث دولة الإسلام لها، تمكّن المجاهدون في ولاية صلاح الدين من قطف الرأس النتن لواحدٍ من أئمة الكفر الذين أعلنوا عداوتهم وجاهروا بحرابتهم لله ولرسوله وللمؤمنين، المرتدّ المدعو (أحمد صبحي الفحل)، قائد ما تسمّى بقوات مكافحة الإرهاب في صلاح الدين، وقد ولغ هذا المجرم الحقير وأتباعه في دماء المسلمين وأعراضهم، وذاق أهل السّنة في هذه الولاية على يديه صنوفاً من التنكيل والرّعب بالاعتقال والتعذيب والقتل والتهجير وسلب الأموال..
فانبرى لهذه المهمّة فتىً أنصاريٌّ نذر نفسه لنُصرة دينه والثأر لدماء المستضعفين وأعراض الحرائر، فوالله ما أن انتُدب لهذه العمليّة حتى التحفَ حزامه النّاسف بلا تردّد أو وجل، فودّع الأهل والأحباب، ونزل المدينة يتتبّع الأثر ويترصّد الهدف كما يترصّد الأسدُ الجائع فريسته، وما أن يسّر الله له الأمر والتقت عيناه بالوجوه المجرمة الكالحة بعد مرابطةٍ وصبر، حتى أسرع منغمساً في جمعهم، ففجّر فيهم حزامه ليحيلهم أشلاء متناثرة بين قتيل ذاق وبال أمره وانتزعت روحه للقاء ربّه، وجريحٍ كتب الله له الحياة ليرى الخزي في الدنيا قبل عذاب الآخرة.
وكان بين القتلى في هذه العملية المباركة أيضاً أربعة من الضباط المرافقين، وهم من عتاة المجرمين ومن أخبث من ولدتهم الأرحام في هذه الديار، فلله الحمد على منّه وتوفيقه.
وليعلم هؤلاء الأوغاد الأنجاس وكلّ من سار على دربهم واقتفى أثرهم، أنّ دماء وأعراض المسلمين أعزّ من أن تُستباح وفي المجاهدين رجلٌ حيٌّ فيه عرقٌ ينبض، ولئن تأخّر عن البعض عقابُه، فإنّ الثّأر قد سرى في دمائنا ولن يُغلَق بإذن الله بابُه، إلا أن يشاءَ ربّنا ويقضي بعدله بيننا.
نسأل الله أن يتقبّل أخانا في الشّهداء، ويُجزل له الثّواب الذي وعد به عباده المؤمنين، وأن يجعل هذا العمل فاتحة الخير والتمكين من جديد في هذه الولاية العزيزة، ويردّ مكر الكفار إلى نحورهم إنه وليّ ذلك والقادر عليه، قال تعالى: { قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} [النحل: 26].
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
وزارة الإعلام / دولة العراق الإسلامية
المصدر: (مركز الفجر للإعلام)