قال ابن أبي حاتم سمعت العباس الدوري يقول : ما رأيت أحدا يحسن طلب الحديث مثل محمد بن إسماعيل ، كان لا يدع أصلا ولا فرعا إلا قلعه . ثم قال لنا : لا تدعوا من كلامه شيئا إلا كتبتموه .
وقال : سمعت إبراهيم الخواص ، مستملي صدقة ، يقول [ رأيت ] أبا زرعة كالصبي جالسا بين يدي محمد بن إسماعيل ، يسأله عن علل الحديث .
. وقال محمد بن أبي حاتم الوراق : سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان : كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام ، فلا يكتب ، حتى أتى على ذلك أيام ، فكنا نقول له : إنك تختلف معنا ولا تكتب ، فما تصنع ؟ فقال لنا يوما بعد ستة عشر يوما : إنكما قد أكثرتما علي وألححتما ، فأعرضا علي ما كتبتما . فأخرجنا إليه ما كان عندنا ، فزاد على خمسة عشر ألف حديث ، فقرأها كلها عن ظهر القلب ، حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه . ثم قال : أترون أني أختلف هدرا ، وأضيع أيامي ؟ ! فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد . قال : وسمعتهما يقولان : كان أهل المعرفة من البصريين يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ، ويجلسوه في بعض الطريق ، فيجتمع عليه ألوف ، أكثرهم ممن يكتب عنه . وكان شابا لم يخرج وجهه .
قال أبي إسحاق السرماري : من أراد أن ينظر إلى فقيه بحقه وصدقه ، فلينظر إلى محمد بن إسماعيل
وقال يحيى بن جعفر : لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل من عمري لفعلت ، فإن موتي يكون موت رجل واحد ، وموته ذهاب العلم .
يحيى بن جعفر - وهو البيكندي - يقول لمحمد بن إسماعيل : لولا أنت ما استطبت العيش ببخارى .
عبد الله بن سعيد بن جعفر يقول : لما مات أحمد بن حرب النيسابوري ركب محمد وإسحاق يشيعان جنازته . فكنت أسمع أهل المعرفة بنيسابور ينظرون ، ويقولون : محمد أفقه من إسحاق .
عمر بن حفص الأشقر :سمعت عبدان يقول : ما رأيت بعيني شابا أبصر من هذا ، وأشار بيده إلى محمد بن إسماعيل .
نعيم بن حماد : محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة
قال مسدد : لا تختاروا على محمد بن إسماعيل ، يا أهل خراسان .
حاشد بن إسماعيل قال : لما قدم محمد بن إسماعيل على سليمان بن حرب نظر إليه سليمان ، فقال : هذا يكون له يوما صوت .
قال محمد بن أبي حاتم : سمعت أبا عبد الله يقول : ذاكرني أصحاب عمرو بن علي الفلاس بحديث ، فقلت : لا أعرفه ، فسروا بذلك ، وصاروا إلى عمرو ، فأخبروه ، فقال : حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث
قال محمد بن أبي حاتم : سمعت حاشد بن عبد الله يقول : قال لي أبو مصعب الزهري : محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر [ بالحديث ] من أحمد بن حنبل . فقيل له : جاوزت الحد . فقال للرجل : لو أدركت مالكا ، ونظرت إلى وجهه ووجه محمد بن إسماعيل ، لقلت : كلاهما واحد في الفقه والحديث
قال : وسمعت حاشد بن إسماعيل يقول : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : اكتبوا عن هذا الشاب - يعني : البخاري - فلو كان في زمن الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه
قال : وسمعت علي بن حجر يقول : أخرجت خراسان ثلاثة : أبو زرعة ، ومحمد بن إسماعيل ، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي . ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم
قال أحمد بن الضوء : سمعت أبا بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير يقولان : ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل
وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل
. وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي : سمعت بندارا محمد بن بشار سنة ثمان وعشرين ومئتين يقول : ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل
وقال حاشد بن إسماعيل : كنت بالبصرة ، فسمعت قدوم محمد بن إسماعيل ، فلما قدم قال بندار : اليوم دخل سيد الفقهاء .
. وقال محمد بن أبي حاتم : سمعت إبراهيم بن خالد المروزي ، يقول : رأيت أبا عمار الحسين بن حريث يثني على أبي عبد الله البخاري ، ويقول : لا أعلم أني رأيت مثله ، كأنه لم يخلق إلا للحديث
وقال محمد : سمعت محمود بن النضر أبا سهل الشافعي يقول : دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ، ورأيت علماءها ، كلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم .
وقال : سمعت محمد بن يوسف يقول : لما دخلت البصرة صرت إلى بندار ، فقال لي : من أين أنت ؟ قلت : من خراسان . قال : من أيها ؟ قلت : من بخارى ، قال : تعرف محمد بن إسماعيل ؟ قلت : أنا من قرابته . فكان بعد ذلك يرفعني فوق الناس
قال : وسمعت حاشد بن إسماعيل ، سمعت محمد بن بشار يقول : لم يدخل البصرة رجل أعلم بالحديث من أخينا أبي عبد الله .
وقال أبو قريش محمد بن جمعة الحافظ : سمعت محمد بن بشار : يقول : حفاظ الدنيا أربعة : أبو زرعة بالري ، والدارمي بسمرقند ، ومحمد ابن إسماعيل ببخارى ، ومسلم بنيسابور .
وقال محمد بن عمر بن الأشعث البيكندي : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل ، سمعت أبي يقول : انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان : أبو زرعة الرازي ، ومحمد بن إسماعيل البخاري ، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ، والحسن بن شجاع البلخي
قال نصر بن زكريا المروزي : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : شباب خراسان أربعة : محمد بن إسماعيل ، وعبد الله بن عبد الرحمن ، يعني الدارمي ، وزكريا بن يحيى اللؤلؤي ، والحسن بن شجاع
وقال محمد : حدثنا حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد ، سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي يقول : محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة .
أبي جعفر المسندي قال : حفاظ زماننا ثلاثة : محمد بن إسماعيل ، وحاشد بن إسماعيل ، ويحيى بن سهل .
وقال محمد : حدثني جعفر بن محمد الفربري قال : خرج رجل من أصحاب عبد الله بن منير ، رحمه الله إلى بخارى في حاجة له . فلما رجع قال له ابن منير : لقيت أبا عبد الله ؟ قال : لا . فطرده ، وقال : ما فيك بعد هذا خير . إذ قدمت بخارى ولم تصر إلى أبي عبد الله محمد بن إسماعيل .
إبراهيم بن محمد بن سلام يقول : إن الرتوت من أصحاب الحديث مثل سعيد بن أبي مريم ، ونعيم بن حماد ، والحميدي ، وحجاج بن منهال ، وإسماعيل بن أبي أويس ، والعدني ، والحسن الخلال بمكة ، ومحمد بن ميمون صاحب ابن عيينة ، ومحمد بن العلاء ، والأشج ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وإبراهيم بن موسى الفراء ، كانوا يهابون محمد بن إسماعيل ، ويقضون له على أنفسهم في المعرفة والنظر .
وقال محمد : حدثني حاتم بن مالك الوراق ، قال : سمعت علماء مكة يقولون : محمد بن إسماعيل إمامنا وفقيهنا وفقيه خراسان .
وقال محمد : سمعت أبي رحمه الله يقول : كان محمد بن إسماعيل يختلف إلى أبي حفص أحمد بن حفص البخاري وهو صغير ، فسمعت أبا حفص يقول : هذا شاب كيس ، أرجو أن يكون له صيت وذكر .
وقال محمد : حدثني صالح بن يونس ، قال : سئل عبد الله بن عبد الرحمن - يعني : الدارمي - عن حديث سالم بن أبي حفصة، فقال : كتبناه مع محمد ، ومحمد يقول : سالم ضعيف . فقيل له : ما تقول أنت ؟ قال : محمد أبصر مني .
قال : وسئل عبد الله بن عبد الرحمن عن حديث محمد بن كعب : لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه عليه ( 2 ) . وقيل له : محمد يزعم أن هذا صحيح ، فقال : محمد أبصر مني ، لان همه النظر في الحديث ، وأنا مشغول مريض ، ثم قال : محمد أكيس خلق الله ، إنه عقل عن الله ما أمره به ، ونهى عنه في كتابه ، وعلى لسان نبيه . إذا قرأ محمد القرآن ، شغل قلبه وبصره وسمعه ، وتفكر في أمثاله ، وعرف حلاله وحرامه .
وقال : كتب إلي سليمان بن مجالد ، إني سألت عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي عن محمد ، فقال : محمد بن إسماعيل أعلمنا وأفقهنا وأغوصنا ، وأكثرنا طلبا .
وقال : سمعت أبا الطيب حاتم بن منصور الكسي يقول : محمد بن إسماعيل آية من آيات الله في بصره ونفاذه من العلم .
قال رجاء الحافظ : هو (محمد بن إسماعيل ) آية من آيات الله يمشي على ظهر الأرض
قال عمرو بن زرارة ومحمد بن رافع : لا تخدعوا عن أبي عبد الله ، فإنه أفقه منا وأعلم وأبصر
قال حاشد بن عبد الله : كنا عند إسحاق وعمرو بن زرارة ثم ، وهو يستملي على البخاري ، وأصحاب الحديث يكتبون عنه ، وإسحاق يقول : هو أبصر مني . وكان محمد يومئذ شابا .
قال محمد بن يوسف : كنا مع أبي عبد الله عند محمد بن بشار ، فسأله محمد بن بشار عن حديث ، فأجابه ، فقال : هذا أفقه خلق الله في زماننا . وأشار إلى محمد بن إسماعيل .
قال سليم بن مجاهد يقول : لو أن وكيعا وابن عيينة وابن المبارك كانوا في الاحياء ، لاحتاجوا إلى محمد بن إسماعيل .
قال محمد بن يوسف الهمذاني : كنا عند قتيبة بن سعيد ، فجاء رجل شعراني يقال له : أبو يعقوب ، فسأله عن محمد بن إسماعيل ، فنكس رأسه ، ثم رفعه إلى السماء ، فقال : يا هؤلاء ، نظرت في الحديث ، ونظرت في الرأي ، وجالست الفقهاء والزهاد والعباد ، ما رأيت منذ عقلت مثل محمد بن إسماعيل .
وقال حاشد بن إسماعيل : سمعت قتيبة يقول : مثل محمد بن إسماعيل عند الصحابة في صدقه وورعه كما كان عمر في الصحابة .
وقال حاشد بن إسماعيل : سمعت أحمد بن حنبل يقول : لم يجئنا من خراسان مثل محمد بن إسماعيل .
أبي حاتم الرازي قال : محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق .
وقال أبو عبد الله الحاكم : محمد بن إسماعيل البخاري إمام أهل الحديث ، سمع ببخارى هارون بن الأشعث ، ومحمد بن سلام ، وسمى خلقا من شيوخه . ثم قال : سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد المذكر ، سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظ له من محمد بن إسماعيل
قال الحاكم : سمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول : سمعت أبي يقول : رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي البخاري يسأله سؤال الصبي .
أخبرنا محمد بن خالد المطوعي ببخارى ، حدثنا مسبح بن سعيد البخاري ، سمعت عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي يقول : قد رأيت العلماء بالحجاز والعراقين ، فما رأيت فيهم أجمع من محمد بن إسماعيل .
قال محمد بن حمدون بن رستم : سمعت مسلم بن الحجاج ، وجاء إلى البخاري فقال : دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين ، وسيد المحدثين ، وطبيب الحديث في علله .
وقال أبو عيسى الترمذي : لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل
وقال عبد المؤمن بن خلف النسفي : سألت أبا علي صالح بن محمد ، عن الدارمي ومحمد بن إسماعيل وأبي زرعة ، فقال : أعلمهم بالحديث محمد ، وأحفظهم أبو زرعة
وقال إسحاق بن زبرك : سمعت محمد بن إدريس الرازي يقول في سنة سبع وأربعين ومئتين : يقدم عليكم رجل من خراسان لم يخرج منها أحفظ منه ، ولا قدم العراق أعلم منه . فقدم علينا البخاري
وقال أبو سعيد حاتم بن محمد : قال موسى بن هارون الحافظ : لو أن أهل الاسلام اجتمعوا على أن ينصبوا آخر مثل محمد بن إسماعيل ما قدروا عليه .
وقال خلف بن محمد : سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفاف يقول : محمد بن إسماعيل أعلم بالحديث من إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وغيرهما بعشرين درجة
ثم قال : حدثنا محمد بن إسماعيل التقي النقي العالم الذي لم أر مثله
. وروي عن الحسين بن محمد المعروف بعبيد العجل ، قال : ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل ، ولم يكن مسلم بن الحجاج يبلغ محمد بن إسماعيل . ورأيت أبا زرعة وأبا حاتم يستمعان إلى محمد أي شئ يقول ، يجلسون إلى جنبه ، فذكر لعبيد العجل قصة محمد بن يحيى ، فقال : ما له ولمحمد بن إسماعيل ؟ كان محمد بن إسماعيل أمة من الأمم ، وكان أعلم من محمد بن يحيى بكذا وكذا ، وكان دينا فاضلا يحسن كل شئ
وقال أبو حامد أحمد بن حمدون القصار : سمعت مسلم بن الحجاج ، وجاء إلى البخاري ، فقبل بين عينيه ، وقال : دعني أقبل رجليك . ثم قال : حدثك محمد بن سلام ، حدثنا مخلد بن يزيد الحراني ، أخبرنا ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل ، عن أبيه عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة المجلس ( 4 ) ، فما علته ؟ قال محمد بن ‹ صفحة 437 › إسماعيل : هذا حديث مليح ، ولا أعلم بهذا الاسناد في الدنيا حديثا غير هذا الحديث الواحد في هذا الباب ، إلا أنه معلول حدثنا به موسى بن إسماعيل ، حدثنا وهيب ، حدثنا سهيل ، عن عون بن عبد الله قوله ، قال محمد : وهذا أولى ، فإنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماع من سهيل . فقال له مسلم : لا يبغضك إلا حاسد ، وأشهد أنه ليس في الدنيا مثلك
عبد الله بن سعيد بن جعفر : سمعت العلماء بالبصرة يقولون : ما في الدنيا مثل محمد بن إسماعيل في المعرفة والصلاح
قال أبو جعفر محمد بن يوسف الوراق : حدثنا عبد الله بن حماد الآملي قال : وددت أني شعرة في صدر محمد بن إسماعيل
قال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف ، حدثنا محمد بن إسماعيل التقي النقي العالم الذي لم أر مثله .
محمد بن يحيى الذهلي لما ورد البخاري نيسابور يقول : اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح ، فاسمعوا منه .
سليم بن مجاهد : ما بقي أحد يعلم الناس الحديث حسبة غير محمد بن إسماعيل .
وقال: ما رأيت بعيني منذ ستين سنة أفقه ، ولا أورع ، ولا أزهد في الدنيا ، من محمد بن إسماعيل
قال الحاكم أبو عبد الله : سمعت محمد بن حامد البزاز قال : سمعت الحسن بن محمد بن جابر يقول : سمعت محمد بن يحيى قال لنا لما ورد محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور : اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح فاسمعوا منه . فذهب الناس إليه ، وأقبلوا على السماع منه