عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-15, 03:51 AM   رقم المشاركة : 3
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


أهلا ومرحبا بك أخي الغالي مهنج السالكين، وشكرا على التعقيب والتعليق، رغم ما فيه من الغلو حيث بدأت وإنتهيت بالحكم على الموضوع وما له صله به كأن هذا القسم للقضاء والحكم لا للحوار .. مقالتي نقد لمدعي التصوف ولأعداء التصوف في نفس الوقت، وخلاصة المقولة لا يجوز أن تحمل العبارات والألفاظ الصوفية على المعاني الإصطلاحية، فتلك العبارات والألفاظ هي لغة المتصوف حين يتكلم في العرفانيات والذوقيات، ولغة المتصوف حين يتكلم في التصوف السلوكي التربوي هي تقريبا لغة الفقه، فألفاظ التنبيه كما كتب الإمام النووي وألفاظ الذوق أو ألفاظ العرفان، كلها بدع ومستحدثات كما أن العقيدة والمعجزة وتوحيد الألوهية ومشكل القرآن وغريب القرآن بل وكل علم من العلوم الشرعية من المستحدثات والبدع، بما في ذلك لفظي المصطلح والإصطلاح بهذا الصرف. العبرة بالمعاني والمضامين. لذلك لا نقول إن وجدت شيئا جميلا في التفسير أو في العقيدة أو في الكلام أو في الفقه فحري لك أن تنسبه للإسلام بدل من وضع هذه الإصطلاحات وأصول وقواعد وتفريعات وتقسيمات وتبويبات هذه الفنون.

وفي شذرات الذهب قرأنا: "ومن لم يذق ما ذاقه القوم ويجاهد مجاهداتهم لا يسعه من الله الإنكار عليهم".
إن فهمت هذا الكلام جيدا وما جاء أعلاه، فستعلم مباشرة أنه لا معنى لتلك الأسئلة، سأعرضها كما يلي بلونك المفضل في الكتابة:

ولأهل الزندقة مصطلحاتهم هذا صحيح لذلك قال حجة الإسلام "إن رد المذهب قبل فهمه والاطلاع على كنهه هو رمي في عماية"، فلا ترد عليهم، وأنت لا تعلم مصطلحاتهم، لا تفهم لغتهم وهي مجموعات من المنطلقات والتصورات التي تنبني عليها الأفكار والأحكام والمعتقدات، وإلا وقعت في الإسقاط، فيسقط التواصل، ولن تجني شيئا.

ثم ننتظر من المتصوف أن يبين لنا معنى مراده وفعله نعم ولا. نعم عندما يتكلم في علم التصوف السلوكي الذي يهتم بالآدات والأخلاق والرقائق والزهد إلى آخره. ولا عندما يتكلم في الذوقيات والعرفانيات فإن كلامه ليس للفهم والبيان، ولن يبين لك المعنى فلا معنى. أما الفعل فلا دخل له هنا والفعل شيء ظاهر لا باطن.

فالمسلمون لا يعرفون طريقاً غير طريقته بل يعرفون وهل تكلم الرسول صلى الله عليه وعلى آله في الإيمان والأحكام وعلوم القرآن بنفس اللغة التي تكلم بها المتكلم والأخباري والمؤول؟ بالطبع لا، بل حتى في تنظيم المصحف لم يصحف ولم يرتب سور القرآن، عند من يرى أن الجمع تم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وأن الترتيب توفيقي لا توقيفي. فهذه الأشياء لغة، أقصد التبويب والتنظيم والتقسيم والتفريع والتأصيل لغات أي أدوات للتواصل، والنبي عليه السلام تكلم إلى جميع الناس، بينما الأصولي المتقدم في رسالة أصولية متقدمة يتكلم إلى طالب علم طلب أساسيات الأصلين.

فهلا بينها النبي صلى الله عليه وسلم حتى يعلمها المسلمون فهل بين النبي عليه الصلاة والسلام كيفية تنقيط الحروف في القرآن والتمييز بين متشابهها، أو هل بين ما المتشابه وما المحكم في القرآن حتى لا يُترك هذا لإجتهادات نعرفها تتشعب يمينا ويسارا حسب الموقف من المجاز في اللغة وفي القرآن، وحسب التوسيع والتضييق في الحكم، وحسب المدرسة في التأويل، وغير ذلك ؟ سؤال لا معنى له مع كل إحترامي لشخصك.

ما استشهدت به من كلام السيوطي دعنا نطبقه على الفعل نحن نتكلم في اللغة والتواصل حول أشياء هي من الإحساس والشعور والعرفان والذوق، لا الأفعال لأن للفعل في العلوم الشرعية لغته الخاصة به تسمى الفقه، فقه العبادات، فقه المعاملات، مثلا.

يسجد لصنم مثلاً فينبغي علينا أن لا نطلق على فعله شرك رغم أن هذا السؤال بعيد عن الموضوع، لكن أقول أن هذا الصنم إن كان كذلك أي يُتخذ في تلك البيئة كمعبود كإله يسجد له سجدة إعتقاد فإن فعله هذا شرك لاشك، وهذا الشرك في الظاهر، أما الباطن فقد لا يكون، فإن جاء إليك وقال لك يا أخي إنما فعلت فعلتي وقلبي مطمئن بالإيمان، لكن فعلت وأنا مكره، فعليك بحسن الظن بأخيك. أما إن إنحنى أمام تمثال يجسد لشخصية علمية أو سياسية من باب المتعارف عليه في تلك البيية، أو إنحنى أمام منافسه في مباراة للعبة من ألعاب الفنون القتالية، فهذا شيء آخر. وفي كل الأحوال هذه المسائل تتدخل فيها في الشرع الإسلام لغة الكلام ولغة العقيدة ولغة الفقه، لا التصوف بالمعنى الوارد هنا.

دعاء الأموات والاستغاثة بهم والطواف على قبورهم لا نريد أن نحول الموضوع إلى الخوض في التوسل والتبرك، وهذا على كل حال، للفقه، لا للتصوف. ورأيى في هذه الأشياء أبديته من قبل في موضوع آخر، إذ قلت لا تميل نفسي لأي توسل ولا تبرك ولا تعظيم من أي نوع كان وكيفما كان، وأن بعض الذي أختلف فيه ينبغي تأويله التأويل الصوفي الحق، فلا توسل لا بصالح حي ولا بصالحة ماتت.

وقولهم في وحدة الوجود إن قال في الوحدة والإتحاد والحلول والفناء بكلام يعارض ظاهره، ظاهر كلام آخر قاله في مناسبة أخرى حيث يناسب الثاني ظاهر التوحيد، فيحمل الثاني على الأول، فالأول في الذوق، والثاني في التصور. وهذا السبب كثير من الناس لا يفهم بعض المتصوفة، وكلامهم في غالب الأحيان متعارض، وهذا طبيعي جدا، إن أنت فهمت ما نحن بصدد الحديث عنه وهو أن ألفاظهم وعباراتهم لا تحمل على المعاني الإصطلاحية، فوحدة الوجود في الإصطلاح خطأ، وفي لغة التصوف شهادة. وقرأنا في شذرات الذهب: "العبد إذا تخلّق ثم تحقّق ثم جذب، اضمحلت ذاته، وذهبت صفاته، وتخلّص من السوي، فعند ذلك تلوح له بروق الحقّ بالحقّ، فيطلع على كل شيء، ويرى الله عند كل شيء، فيغيب بالله عن كل شيء ولا شيء سواه، فيظن أن الله عين كل شيء، وهذا أول المقامات، فإذا ترقى عن هذا المقام وأشرف على مقام أعلى منه، وعضده التأييد الإلهي، رأى أن الأشياء كلها فيض وجوده تعالى لا عين وجوده، فالناطق حينئذ بما ظنّه في أول مقام، إما محروم ساقط، وإما نادم تائب، وربّك يفعل ما يشاء".

فهو يريد لغة المسيحية إن كانت لغة صوفية مسيحية ففي الغالب راهب لا يؤمن بالثالوث والبنوة، أما في العقائد فتلك لغة طبيعية هي لغة لاهوتية، فألفاظها مرتبطة بمعانيها، لا بأذواق .. وكثير من اللاهوتيين المسيحيين كفروا الطرقيين الصوفيين المسيحيين عندما عبروا عن تجارب ذوقية عرفانية توحي بالإتحاد والوحدة والتوحيد. وهذا حدث في الهندوسية أيضا عندما نطق المتصوفة الهندوس بالتوحيد وقالوا إن الحق الأوحد هو براهمان أما كريشا وشيفا وغيرهما مثل الظواهر في العالم ما هي إلا أسماء لصفات أي لتجليات فالحق واحد، وكذلك في اليونان القديمة تم رمي الكثير من الصوفيين بالزندقة التي كانت التوحيد أو رفض تعدد الآلهة، ومنهم المعلم المؤسس للحكمة اليونانية سقراط حيث رأى بعد أن يواري ويتبع خطة التغيير بالحسنى حتى لا تكون فتنة وينهار المجتمع، ويرى البعض الآخر من المحققين أنه كان يؤمن بالمبدأ الأول وحده الأساس الذي قام ويقوم به العالم، وأن تلك المداراة دست عليه إذ لا تتسق مع تصوراته الجلية التي تناقلها التلاميذ من بعده. المتصوف دائما منبوذ في الأوساط اللاهوتية في كل زمان ومكان، والله يفعل ما يريد.

إن وجدت فيه خيراً ففي شرع محمد صلى الله عليه وسلم غنية عنه إن وجدت في الفقه والتفسير وباقي العلوم خيرا ففي شرع محمد عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلوات والسلام غنية عنه، كذلك إن وجدت في التشيع والتسنن والتسلف والإعتزال والإرجاء والخروج .. خيرا ففي شرع محمد عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلوات والسلام غنية عنه. نحن متفقون.







التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» التعصب صديقي الايراني و الدولة الايرانية
»» كلنا صوفيون ؟
»» إبن رشد و إثبات النبوة
»» التصوف الإسلامي بين العقل و النقل
»» الوهابية