بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبي الرحمة محمد بن عبد الله الصادق الأمين ، وعلى آله الطيبين المرتضين ، وعلى أبي بكر وعمر وعثمان وبقية الصحب أجمعين وعلى من اتبعهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين اللهم آمين اللهم آمين . أما بعد :
* تمهيد
تعددت الفرق والمذاهب على مر العصور وتشكلت أحزاب و قامت دول تحمل فكراً معيناً نبذت الفكر المخالف لها بل وحاربتهم وطمست معالمهم .
ولعل أول أسباب ظهور هذه الفرق يتمثل فيما عاشه بعض المسلمين من انحراف عن المنهج الإسلامي الصحيح والحجة البيضاء ،فلقد تضمن الكتاب والسنة كل ما يهدي المسلمين إلى طريق الحق ، ولذا فهما معيار الاستقامة وعدم الانقسام على النفس ، ولكن بعض المسلمين تركوا المنهج الواضح الذي رسمه الشارع الأعظم وحادوا عن منهج أهل السنة والجماعة من سلف الأمة الصالح ،وركنوا إلى بعض التصورات العقلية بمنأى عن الهداية العقدية الواردة فيهما فضلوا وأضلوا.الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة ج1 ص 47
الإمامية باختصار شديد طائفة لا قيمة لها ولا تمثل بنسبة ، فنسبة السنة في العالم 86٪ ونسبة الشيعة 12٪ فبالتالي السنة أمة والشيعة طائفة فلا يصح القول بأن هناك صراع طائفي . عبد الله النفيسي
لكن وجد هذا المعتقد أرض خصبة وإعلام متكلم أعطت لنفسها بهرجة إعلامية في الحقيقة مميزة مما أدى إلى ظهورها تحت مسمى فرقة أو مذهب وهذه المسميات بعيدة كل البعد .
لقد عاش أهل هذا المعتقد أصعب اللحظات إذ تمركز في الأبواق و الكهوف لا يقبله أحد ولا يرضاه ، نعم قامت له قائمة لكن لم تستطع نشر هذا المعتقد بسلام وإنما بالقوة والإجبار ، بعد ذلك قامت ثورة أخرجت هذا المعتقد العفن المدفون مذ قرون صورة الخميني البائسة سنتكلم عنها بإذن الله .
* يقدمون أحاديث أهل السنة على أحاديثهم
إن معتقد القوم لا يستطيع أحد أن يقرأه من منبعه العفن لأن هذا المعتقد فاسد أساساً لكن فلسفيات علماء المعتقد تقول أنه يلزمنا أن نقدم أقوال غيرنا حتى نمهد لقولنا المخالف تماماً للقول الأول أو قول غيرنا حتى يتقبل العقل ما نريد أما إذا وضعناه مباشرة لن يقبله مجنون فما بالك بعاقل يدرك ما يقرأ ؟!
* يقدمون عقائد أهل السنة على عقائدهم
وتجد هذا في كثير من مؤلفات القوم العقائدية ، وهذا يفسر لنا لماذا يتشبثون بأهل السنة ؟ نحن نقول أن مناظراتنا وحواراتنا مع القوم لا يعني بأي شكل من الأشكال أننا نعطيهم قيمة وإنما نحاورهم لكي نثبت جهل هذه الطائفة والوضيعة الوضعية وننقذ عوامهم من نار السموم . ولعل أكثر المطلعين على كتب القوم يلحظ أنهم يتبعون منهجية محددة لا يحيدون عنها وهي أن يذكروا أحد عقائد أهل السنة ثم يذكروا خلاف ما يعتقده أهل السنة حتى تحسب أنه لا توجد فرق غير المسلمين أهل السنة والجماعة و الإمامية ! الأمر جدًُ غريب إذ أنهم لا يتطرقون لأي عقيدة من عقائد بقية الفرق وإنما فقط أهل السنة وكأنهم أرسلوا لهم ، وهذا يوافق ما نذكره في حديثنا مع القوم أنهم لا يستطيعون الحوار مع النصارى أو الملحدين أو أي ديانة ! .
يذكر السيد المرتضى العسكري في كتابه (صفات الله جل جلاله ) ما نصه : و بعد:تنازعنا معاشر المسلمين على مسائل الخلاف في الداخل ففرق أعداء الإسلام من الخارج كلمتنا من حيث لا نشعر،و ضعفنا عن الدفاع عن بلادنا،و سيطر الأعداء علينا،و قد قال سبحانه و تعالى:و أطيعوا الله و رسوله و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم (الانفال/46) و ينبغي لنا اليوم و في كل يوم أن نرجع إلى الكتاب و السنة في ما اختلفنا فيه و نوحد كلمتنا حولهما،كما قال تعالى:فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول (النساء/59) و في هذه السلسلة من البحوث نرجع إلى الكتاب و السنة و نستنبط منهما ما ينير لنا السبيل في مسائل الخلاف،لتكون بإذنه تعالى وسيلة لتوحيد كلمتنا. راجين من العلماء أن يشاركونا في هذا المجال،و يبعثوا إلينا بوجهات نظرهم على عنوان :بيروتـص.ب 124/24 العسكري بعض صفات الله جل اسمه و منشأ الخلاف حولها
في المسلمين من يرى أن الله:
1ـ خلق آدم على صورته.
في صحيحي البخاري و مسلم و توحيد ابن خزيمة و اللفظ للبخاري:
عن أبي هريرة«عن النبي (ص) قال:خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك و تحية ذريتك فقال:السلام عليكم فقالوا السلام عليك و رحمة الله فزادوه و رحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن (1) ».
و في صحيح مسلم و مسند أحمد و اللفظ لمسلم:
عن أبي هريرة قال رسول الله (ص) «إذا قاتل أحدكم أخاه فليتجنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته» ......)
نلاحظ أنه في مقدمة بحثه هذا ابتدأ بذكر أحاديث أهل السنة وعقائدهم في صفات الله جل جلاله ، فلا اعلم ما الرابط بين أهل السنة والجماعة وبين الإمامية ؟!
* يقدمون تاريخ أهل السنة على تاريخهم
وهذا واضح جلي في مؤلفات القوم المتقدمة حيث أن الحقبة الأخيرة - أي بعد قيام الثورة البائسة - انتهج علماء الإمامية في كثير من مؤلفاتهم هذا النهج وهو أن يتمسحوا بأهل السنة والجماعة وسبق وأن تكلمنا في هذا الموضوع وخصوصاً في هذه النقطة الجوهرية هنــا :
ما حاجة الشيعة في الإستناد لكتب أهل السنة والجماعة في التاريخ ؟
* يقدمون فِكر أهل السنة على فِكرهم
وهذا مثال يوضح لنا مدى تشبث القوم بأهل السنة يذكر صاحب كتاب (البداء) السيد المرتضى العسكري (الحمد لله ربّ العالمين، والصَّلاة على محمّد وآله الطاهرين، والسلام على أصحابه البررة الميامين. وبعد: تنازعنا معاشر المسلمين على مسائل الخلاف في الداخل ففرّق أعداء الإسلام من الخارج كلمتنا من حيث لا نشعر، وضعفنا عن الدفاع عن بلادنا، وسيطر الأعداء علينا، وقد قال سبحانه وتعالى: (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (الأنفال/46). وينبغي لنا اليوم وفي كلّ يوم أن نرجع إلى الكتاب والسنّة في ما اختلفنا فيه ونوحّد كلمتنا حولهما، كما قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ)(النساء/59).وفي هذه السلسلة من البحوث نرجع إلى الكتاب والسنّة ونستنبط منها ما ينير لنا السبيل في مسائل الخلاف، فتكون بإذنه تعالى وسيلة لتوحيد كلمتنا.راجين من العلماء أن يشاركونا في هذا المجال، ويبعثوا إلينا بوجهات نظرهم على عنوان: ...) ثم يقول في صفحة 13 - 14 (ويدلّ على ما ذكرناه ما رواه الطبري والقرطبي وابن كثير في تفسير الآية وقالوا ما موجزه:....) ويتضح من هذا أن القوم لا ينظرون إلا إلى أهل السنة لأن تشبثهم بأهل السنة يعني بقائهم لفترة أطول عليهم من الله ما يستحقون .
وقد قلت فيما سبق أن بدعتهم لن تسوق بسهولة ويسر وإنما بصعوبة شديدة ولا توجد أمامهم إلا طريقة واحدة وهي التشبث بأهل الإسلام أهل السنة والجماعة حتى يظهروا للعالم على حساب أهل السنة وهذا ما سنتكلم حوله في النقطة التالية بإذن الله .
* يبرئون أنفسهم من التحريف بالتمسح بأهل السنة
يذكر مركز الأبحاث العقائدية في موقعه تحت قسم الأسئلة والأجوبة (تحريف القرآن ) في سؤال ورد من ( عبدو /لبنان ) يقول (سؤالي عن تحريف القرآن على ثبوت اعتقاد احدهم من العامة او العلماء بذلك هل يكون هذا ملزم لكفره وخروجه عن العقيدة ؟) فكان جواب المركز ( ان كلّ من قال بتحريف القرآن من علماء الشيعة أو السنة, إنّما قال بذلك لشبهة حصلت له, ومثل ذلك لا يستوجب التكفير, ولو جاز لنا أن نقول بكفر كلّ من قال بتحريف القرآن للزم القول بكفر كثير من كبار الصحابة, وأصحاب الصحاح الستّة, والمسانيد المعتبرة, وعلماء المذاهب الأربعة عند أهل السنة، وهذا شيء لا يمكن التفوّه به من أجل القول بتحريف القرآن على أساس بعض الشبهات . ودمتم في رعاية الله)
الملاحظات على رد المركز :
1/ رمى المركز بالتهمة على أهل السنة ولم يبدي رأيه في أقوال علمائه بالتحريف
2/ اتجه إلى السنة ولم ينفي القول بالتحريف عند علمائه
3/ ما حاجة الإمامية للبخاري ومسلم وللمسانيد وغيرها ؟
ويذكر المركز في سؤال جاء من طريق المدعو (عبد الله / قطر ) ما نصه : (الرد على من يتهم الشيعة بالتحريف .. ) ثم ذكر نص من كتاب ( لله ثم للتاريخ ) فجائه الرد من المركز ( .......أولاً : إنّ القول بالتحريف كان موجوداً عند أعلام أهل السنة، بل وإنّ أكثر الروايات في هذا الموضوع عاميّة السند. ولمعرفة الحال لا بأس بمراجعة كتاب (المصاحف) لابن أبي داود السجستاني وكتاب (الفرقان) لابن الخطيب .
ثانياً : إنّ كتاب (فصل الخطاب) للنوري أكثر أحاديثه القريب من الكل من مصادر أهل السنة !!! فلا يكون له دلالة على الشيعة .
ثالثاً : نحن وإن لم ننكر وجود آراء شاذّة في هذه المسألة لبعض علماء الطائفة ـ كالنوري ـ ولكن هذا لا يعني أن ننسب رأي هذا البعض إلى كلّ الشيعة. أفهل يعقل أن نعتمد على آراء وأحاديث كتاب (المصاحف) في تبيين وجهة نظر أهل السنة في التحريف ?!
رابعاً : الأحاديث الواردة في مجاميعنا الروائيّة حول هذا الموضوع منها ما هو صحيح ومعتبر ومنها غير ذلك . ومجمل الكلام أنّه لا توجد حتى رواية واحدة معتبرة سنداً لها دلالة واضحة على التحريف. نعم، هناك ما يوهم هذا الأمر، ولكن مع الإمعان في معناه ومقابلته مع باقي روايات المقام يعطينا الاطمئنان واليقين بعدم حدوث التحريف .
خامساً : إنّ آراء أمثال السيد نعمة الله الجزائري والسيّد هاشم البحراني والمحدّث النوري لا تعتبر حاكية عن وجهة نظر الشيعة، بل كان رأيهم الخاص في المسألة خصوصاً أنّهم جميعاً من الإخباريين لا الأصوليين. فلا يؤخذ برأيهم في المقام إذ كانوا يرون كافة الأحاديث الواردة صحيحة السند فلا يعتنون بموضوع اعتبارها .
ودمتم في رعاية الله )))
لست في معرض النقاش عن ما قصده المركز وإنما في معرض النقاش عن رمي التهمة لأهل السنة دون غيرهم
إن ما أشرت إليه باللون الأحمر يبين مدى تخبط القوم ورميهم التهمة لأهل السنة ولم يتطرقوا لأي فرقة أو طائفة
http://www.aqaed.net/faq/
* أعطوا أكبر من حجمهم
نعم .. ولا ينبغي لأي فرد من أهل السنة والجماعة أن يعطي هؤلاء الشرذمة أكبر من حجمهم الوضيع لأنهم - في إعلامهم - يكبرون أنفسهم حتى يرسخوا قاعدة في نفوس المغلوب على أمرهم أنهم ذاك الشيء الكبير والعظيم وخاصة في مواسمهم المتعددة
* المقبور الخميني صاحب ثورة الكرامة الرافضية !
لم يعهد المسلمون منذ نشأة الفكر الرافضي أي تغلغل رافضي أو بمعنى أصح أي بروز رافضي في الساحات فمنذ نشأتهم إلى قبيل ثورة المقبور الخميني لعنه الله وهم صاغرين لم تقم لهم قائمة وإن كانت لهم قائمة في حقبة من الحقب إلا أنها لم تكن كهذه التي حصل فيها من التفجر المعلوماتي الكبير والبروز كديانة مستقلة لها أركانها وواجباتها .
المقبور الخميني لعنة الله استطاع أن يخرج الأفواه العفنة والأقلام المليئة بالحقد الدفين على خير الخلق بعد النبيين الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، فمن خلال سياسته ظهر جيل من المعممين الذين يدافعون عن معتقدهم الفاسد ويعطون صبغة مثالية لدينهم الخَرِب عليهم من الله ما يستحقون .
والسؤال المطروح
لا توجد أي صلة قرابة بين أهل السنة والإمامية فلماذا يتمسح الإمامية بأهل السنة ؟
كتبه /
ما يهزك ريح