عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-04, 11:52 AM   رقم المشاركة : 1
النظير
شخصية مهمة







النظير غير متصل

النظير is on a distinguished road


رمضان والعيد في طهران.

[align=center]حوارات رمضانية: فهمي هويدي في طهران[/align]

[align=center]في إيران من يأتي من شمال طهران إلى جنوبها في شارع واحد يفطر برخصة من الخميني![/align]


رغم أنني طوال حياتي الصحفية أعايش الأوضاع في العالم الإسلامي وأرقبها عن قرب في كثير من زياراتي للخارج وتأملاتي من الداخل واتصالاتي مع العديد من الفعاليات الإسلامية، إلا أنني فوجئت بأن رمضان في إيران شكله مختلف تماماً عن بقية دول العالم الإسلامي. حيث أن تيسيرات الإفطار هنالك عديدة وأكثر من اللازم. فمثلاً من شمال طهران إلى جنوبها هناك فتوى للإمام الخميني تقول إذا قمت برحلة تمتد لأكثر من 30 كيلو متراً تقريباً، لك أن تفطر... فإذا كان الحال كذلك، فإن هناك شارع في طهران مثلاً طوله 36 كيلوا متراً، أي أنه تطبيقاً لهذه الفتوى فإن من يأتي من شمال طهران إلى جنوبها يفطر وهي نفس المدينة، لدرجة أنه بدا لي في وقت من الأوقات أن هناك نسبة كبيرة من الناس في إيران فاطرين، ولا أنسي أنه في إحدى المرات قابلت الشيخ على المشكيني الذي كان رئيساً لمجلس أمناء الدستور خلال وجودي هناك في طهران وكنت صائماً، ومع أنه كانت عندي رخصة الإفطار إلا أنني كنت أعتبر أنني أكثر راحة وأنا صائم ولو وجدت الصيام متعباً لي لكنت قد أفطرت، ووجدت نفسي مبسوطاً وأنا صائم، إلا أن الرجل جادلني طويلاً خلال مقابلتي معه على هذه الحالة وكأنه يتعارك معي كيف لا أكون فاطراً. وقد طالبني بضرورة أن أفطر لأنني قادم من مسافة بعيدة ولكنني قلت له إنني مرتاح هكذا نفسياً وقادر جسمانياً وليس لدي مشكلة في الصيام... آنذاك أدركت ـ وكنت أشهد هذه الواقعة لأول مرة في رمضان في إيران ـ إن وطأة التقاليد الفارسية التي كرستها المرحلة الشاهنشاهية ما زالت قوية حتى أنه لا يقارن عيد الفطر مثلاً بعيد النيروز من حيث الاهتمام فلا نسبة للمقارنة بينهما بالنظر إلى ما يلقاه عيد النيروز من أهمية واحتفال مبالغ فيه. أقول إن المرحلة الشاهنشاهية تكرس مثل هذا الحس لخلع المجتمع من التقاليد الإسلامية، لدرجة أن عيد النيروز أصبح هناك عيداً غير عادي، بينما عيد الفطر عيد عادي مثل أي يوم عادي كالجمعة مثلاً لدرجة أنني قابلت هناك ـ وكنت في عيد الفطر ـ شخصاً محترماً ومهماً فوجدته قد جاء ليتغدى معي مع أنني أفهم أنه في أول أيام العيد يجب أن يتغدى هذا الشخص مع عائلته مثلما نفعل في مجتمعنا. وعندما خرجت إلى الشارع لم أجد أي مظهر من مظاهر الاحتفال بالعيد. هل هذا يرجع إلى أن الإيرانيين مهونون في الموضوع أكثر من اللازم، أم نحن الذين نعتبر مبالغين أكثر من اللازم. الحياة خلال رمضان في مصر مثلاً لها طقوس حيث يخرج المرء إلى الشارع فيعرف أنه في رمضان، هناك في إيران لا يرى المرء أي مظهر يدل على الشهر الكريم بل أيامه عادية جداً. وهذا يكشف أن التقاليد ليس من السهل تغييرها. وحيث أن هذه الملاحظة مرتبطة في ذهني منذ نحوي سنوات مضت (15 سنة من ثورة الخميني)، فإن هذا معناه أنه في مسألة الأعراف والتقاليد يحتاج التغيير إلى وقت طويل لتحقيقه، وكأنه لم يكن هناك تركيز كاف من جانب الثورة الإيرانية على مثل هذه المسألة الاجتماعية، بمعنى تقليل الاهتمام بالتقاليد المرتبطة بالنيروز ,إحياء الاهتمام بالتقاليد المرتبطة بعيد الفطر الذي هو مناسبة مهمة لدى عموم المسلمين. وصحيح أنه في السابق كان شهر النيروز كله عطلة تقف فيه الحياة بإيران كلها، والآن أعتقد أنه انخفض إلى إجازة 15 يوماً تقريباً ولكن حتى خلال هذه الأيام الخمسة عشر لا يستطيع المرء أن يجد أحداً في مكتبه في طهران بينما في عيد الفطر تجده ثاني يوم في مكتبه!.

ولا تستطيع على النحو الذي أسلفنا الإشارة إليه. مجادلة أحد من رجال الدين هناك في رخصة الإفطار على النحو الذي أسلفنا الإشارة إليه، فكل واحد له حجته ويقول إن عنده أسانيد شرعية تجيز الإفطار أو تشجعنا عليه فيفطر دون أن يشعر بأنه ارتكب تجاوزاً شرعياً. لقد حدث توسع كبير في استخدام الرخص حتى تحولت إلى قاعدة. وهذا حادث أيضاً في الجمع والقصر بالصلاة. فالقاعدة أن المسلم يجمع الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، ولدى السنة يجوز الجمع ولكن يظل استثناء وليس قاعدة، ولكن لدى الشيعة أصبح الجمع هو القاعدة وليس الاستثناء.

ملحق الدستور 8/11/2004


http://www.alrased.net/jawlah07.htm







التوقيع :

هنا القرآن الكريم ( فلاش القرآن تقلبه بيديك )

_____________________

{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة 100
من مواضيعي في المنتدى
»» حكم قضائي بريطاني بسجن شيعي لتحريضه على جلد النفس بالجنزير في عاشوراء
»» الآلام محاضن الآمال
»» بشرى كتاب التصوف المنشأ والمصادر للشيخ إحسان إلهي ظهير على النت لأول مرة
»» الخبيث ياسر يوافق على مباهلة الشيخ محمد الكوس وسوف يكون النقل عبر قناة الحكمة
»» أستمع لشيخنا ناصر القفاري