عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-11, 03:59 PM   رقم المشاركة : 1
سيف ألآسلام
عضو ماسي







سيف ألآسلام غير متصل

سيف ألآسلام is on a distinguished road


الحجة الناهضة في بيان موقف المسلم من الرافضة] أبي الحسن الأزدي

بسم الله الرحمن الرحيم
مـؤسسـة المـأسدة الإعـلامية

- تقــــدمـ -
لأهلنا في البحرين

الرسالة الأولى
مقال بعنوان





الحجة الناهضة
في بيان موقف المسلم من عدوان الرافضة



للشيخ / أبي الحسن الأزدي - حفظه الله -



الحمد لله القوي المتين ، معز المؤمنين ومذل الكافرين ، القائل في محكم تنزيله {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله إن قوي عزيز} ، والصلاة والسلام على إمام القادة المجاهدين ، المبعوث بالسيف بين يدي الساعة لتعبيد الناس لرب العالمين ، وجهادِ المشركين والمنافقين مع إغلاظ مبين ، وعلى آله الطيبين وأصحابه الأنصار والمهاجرين ، ليوثِ الوغى الفاتحين ، وعلى من سلك سبيلهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
وبعد:
سألني حبيب فاضل كتابة شيء لنصرة أهل السنة في البحرين والوقوف معهم ، فرأيت إذ تعين عليّ الجواب أن أذكر نفسي وإخواني والمسلمين بأمور مهمات ، في مثل هذه الملمات ، وأسأل الله السداد ، وسلوك سبيل الرشاد.

أولاها: أن نصرة المسلمين والدفع عنهم ، والقتال لاستنقاذ المستضعفين واجب محتم وفرض مقدم ، تضافرت نصوص الشريعة بالأمر به والحض عليه ، وقد رغب الله في القتال في سبيله بقوله {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء : 74] ثم أمر المؤمنين بالقتال لاستنقاذ المستضعفين ، وحضهم وحرضهم عليه بصورة العتاب فقال {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء : 75]
قال أبو السعود في تفسيره: ({وَمَا لَكُمْ} خطابٌ للمأمورين بالقتال على طريقة الالتفاتِ مبالغةً في التحريض عليه وتأكيداً لوجوبه... {لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} حالٌ عاملُها ما في الظرف من معنى الفعلِ ، والاستفهامُ للإنكار والنفي ، أي: أيُّ شيء لكم غيرَ مقاتِلين ، أي: لا عذر لكُم في تركِ المقاتلة) [2/201].
وقال أبو المظفر السمعاني في تفسيره : (قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} عتب على أَصحاب رسول الله بترك القتال) [1/447].
فتأمل كيف قرن الله جل في علاه اسمه الشريف بالمستضعفين ، وجعل الجهاد في سبيل استنقاذهم وتخليصهم من الكافرين ، من سبيله الذي أمر عباده بسلوكه ، ورغبهم فيه بأجزل الثواب ، وقد قال غير واحد من أهل العلم بأن سبيل الله يعم أبواب الخير وأن تخليص ضعفة المؤمنين من أيدي الكفرة أعظمها وأخصها.
قال ابن عطية رحمه الله : (والآية تتناول المؤمنين والأسرى وحواضر الشرك إلى يوم القيامة) [المحرر الوجيز: 2/79].
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) أخرجه الشيخان.
وفي لفظ عند مسلم : (المسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينه اشتكى كله ، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله).
وفي رواية عند الإمام أحمد من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد في الرأس).
وفي الصحيحن من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله كربة من كربات يوم القيامة...الحديث).
وأي حاجة أعظم من حاجة النصرة لرد عادية الأعداء ، وأي كربة أعظم من كربة تسلط الكفار على المسلمين ودورهم وحريمهم!!
قال ابن الجوزي رحمه الله: (هذه أخوة الإسلام فإن كل اتفاق بين شيئين يوجب اسم أُخُوَّه ، وقوله "لا يُسلمه" أي لا يتركه مع من يؤذيه بل ينصره ويدفع عنه) [كشف المشكل : 2/484].
وعند مسلم من حديث أبي هريرة : (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله).
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من امرئ يخذل امرأ مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته) أخرجه أبو داود.
قال النووي رحمه الله : (قال العلماء : الخذل ترك الإعانة والنصر ، ومعناه : إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي) [شرح صحيح مسلم :16/120].

ومعلوم متقرر أنه لا يصح إسلام المرء إلا بموالاة المؤمنين والبراءة من الكافرين ، فالمؤمن ولي المؤمن ، والكافر ولي الكافر ، كما قال الله تعالى : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة : 71] ، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة : 51] ، وقال أيضاً : {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال : 73].
فالولاء للمؤمنين ملزوم محبتهم ، والبراء من الكافرين ملزوم بغضهم وكراهيتهم ، وانتفاء اللازم أو نقصانه يدل على انتفاء الملزوم أو نقصانه ، ومعلوم عند كل عاقل أنه لا يكون الحب تاماً مع خذلان الحبيب ، ولا يكون البغض تاماً مع تخلية الحبيب للبغيض ، فالحب التام للمؤمنين يستلزم موالاتهم ونصرتهم ومعاونتهم ومؤازتهم ، والبغض التام للكافرين يستلزم البراءة منهم وعداوتهم ونصرة المؤمنين عليهم.. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد : (إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله).
فمن خذل المؤمنين وترك نصرتهم على الكافرين من غير مانع ، فحبه وبغضه وولاؤه وبراؤه كلها خداج غير تمام..
ولهذا كان من صفات المنافقين خذلان المؤمنين في مواطن البأس ، كما انخذل رأس النفاق الأول عبدالله بن أبي بن سلول عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم أحد بثلث الجيش ، وقالوا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم ، فأكذبهم الله وكشف سترهم ، وقال مخاطباً عباده المؤمنين {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ } [آل عمران : 166-167].
تلك هي المهمة الأولى التي ينبغي أن يستحضرها كل مسلم.

وثاني المهمات: أن لا ننسى أو نتناسى أن حكام الجزيرة كفرة مرتدون ، مرقوا من دين الله من أبواب شتى ، وولجوا الكفر من أبواب متفرقة ، فبدلوا شريعة الله ، واستحلوا محارمه ، وعطلوا حدوده ، واتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، وحاربوا أهل الإسلام ، وحموا أهل الشرك والصلبان ، فكفرهم ظاهر واضح لكل ذي بصيرة..
ومعلوم أن الحاكم لا يكون حاكماً إلا بقوة وشوكة وأنصار وأعوان توطد له حكمه وتنفذ أمره ، فأمر الحاكم ونهيه لا نفاذ له إلا بشوكتهم ، فهم يده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي عليها ، ولسانه الذي ينطق به ، ولولاهم ما كان حاكماً.

فطائفة الحاكم هذه التي يبسط بها سلطانه على الناس ويمتنع بشوكتها ، من جيوشٍ ورجال أمنٍ ومخابرات ، متى ما تقرر كفر الحاكم وردته كانت طائفتهم طائفة ردة ، إن سَلِم أعيان أفرادها من لحوق الاسم -الكفر- بهم ، لم يسلموا من لحاق الحكم وهو وجوب قتالهم إجماعاً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( وقد اتفق علماء المسلمين على أن الطائفة الممتنعة إذا امتنعت عن بعض واجبات الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها ، إذا تكلموا بالشهادتين وامتنعوا عن الصلاة والزكاة ، أو صيام شهر رمضان ، أو حج البيت العتيق ، أو عن الحكم بينهم بالكتاب والسنة ، أو عن تحريم الفواحش ، أو الخمر ، أو نكاح ذوات المحارم ، أو عن استحلال النفوس والأموال بغير حق ، أو الربا ، أو الميسر ، أو الجهاد للكفار ، أو عن ضربهم الجزية على أهل الكتاب ، ونحو ذلك من شرائع الاسلام ، فإنهم يقاتلون عليها حتى يكون الدين كله لله) [مجموع الفتاوى : 28/545].
وقال أيضاً : (فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله ، ولهذا قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله} وهذه الآية نزلت في أهل الطائف لما دخلوا في الإسلام والتزموا الصلاة والصيام لكن امتنعوا من ترك الربا ، فبين الله أنهم محاربون له ولرسوله إذا لم ينتهوا عن الربا ، والربا هو آخر ما حرمه الله ، وهو مال يؤخذ برضا صاحبه ، فإذا كان هؤلاء محاربين لله ورسوله يجب جهادهم فكيف بمن يترك كثيراً من شرائع الإسلام أو أكثرها) [28/544].
وقال أيضاً : (والتتار وأشباههم أعظم خروجاً عن شريعة الإسلام من مانعى الزكاة والخوارج من أهل الطائف الذين امتنعوا عن ترك الربا ، فمن شك في قتالهم فهو أجهل الناس بدين الإسلام ، وحيث وجب قتالهم قوتلوا وإن كان فيهم المكره باتفاق المسلمين) [28/546]

وثالث المهمات: أن يُعلم أن حكام الجزيرة هم الدرع الواقي للرافضة من ليوث أهل السنة ، وما استقوى الرافضة على أهل السنة إلا بسياسات هؤلاء الحكام ، فهم من فسح لهم مجال بناء أنفسهم وتقوية طائفتهم ، وهم من منحهم حرية التدين -الكفر- وحماهم حتى من إنكار المحتسبين ، حتى جاهروا بالكفر بجوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقاموا تجمعاتهم المنظمة وبمكبرات الصوت في سوح المسجد ، كل هذا تحت بصر حكام دولة التوحيد وحماة العقيدة!
وهاك لتعرف الحال ، وتسستيقن من صدق المقال ، ما جاء في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الصادر في العام المنصرم عن الحريات الدينية في بلاد الحرمين ، فمما جاء فيه تحت عنوان (التحسينات والتطورات الإيجابية في مجال الحرية الدينية) قولهم :
- (واصلت السلطات المحلية منح الشيعة في القطيف حرية متزايدة بشكل تدريجي خلال الفترة التي يغطيها التقرير ، وسمحت بالممارسات والتجمعات الدينية التي كانت مقيدة أو محظورة في الماضي ، وازداد عدد وحجم النشاطات المقامة في كربلاء - هكذا في التقرير ولعلها القطيف- والتي يتم فيها تمثيل استشهاد الإمام الحسين ، كما تم عرض صور الأئمة المبجلين بصورة علنية في واجهات المحال التجارية).
- وجاء فيه أيضاً : (أقال الملك ..حاكم نجران الأمير مشعل بن سعود آل سعود من منصبه بعد سنوات من العلاقات السيئة مع الطائفة الإسماعيلية ، وعين بدله الأمير مشعل بن عبدالله حاكماً جديداً لمنطقة نجران ، وبذل الحاكم مشعل جهداً لتحسين العلاقات مع الطائفة الإسماعلية وقام بتوزيع 460 ميلاً مربعاً من الأراضي على سكان نجران بوصفها هدية شخصية من جلالته).
فهل رأيت مثيلاً لهذا الكرم الحاتمي مع أهل السنة.!
ثم لك أن تقارن لكي تعاين ، بين العقوبات التي تقدرها الحكومة على من يخل بأمنها إذا كان رافضياً أو إسماعيلياً وبين عقوبته إذا كان سنياً ، وحادثة نجران خير برهان لمن أراد الاستيقان!

ورابع المهمات : أن حكام الجزيرة لا يمكن بحال أن يتحركوا لنصرة الإسلام أو حماية أهل السنة ، وليس هذا رجماً بالغيب ، أو مجرد هزءٍ وعيب ، بل هو مُحصّل استقراء كلي لمفردات أحوال القوم ، فالنتاج قطعي يقيني ، فمن حاصر العراق عشر سنوات راح ضحيتها أكثر من مليون طفل!! ومن جعل أرضه مسرحاً ومنطلقاً لطائرات الصليبيين التي قصفت النساء والأطفال والشيوخ في العراق وأفغانستان!! ومن تآمر ويتآمر على كل حركة جهادية ولو كانت في كوكب آخر!! ومن قدم المعونات لجنود الصليب حتى رفههم في معسكرات القتال (بالكولا) (وبطاطس ليز) (ومياه صفا) - ولم أتأكد بعد إن كانت (الحفائض) التي يلبسها الجنود الأمريكان من معونات أصحاب الجلالة أم لا-!!
فهل من فعل هذا وغيره الكثير والكثير يمكن أن يكون يوماً ما حامياً لأهل السنة؟!
إن من يظن أن هؤلاء الحكام يمكن أن يتحركوا لغير حماية عروشهم ، وتحقيق مصالحهم ، فعليه أن يتحسس عقله ، ويزيل القذى عن عينه ليرى الأمور على حقيقتها!
وقد أثبتت أحداث البحرين هذا الأمر ، فقد صرح بعضهم أن قوات درع الجزيرة ما دخلت البحرين لتنصر طائفة على طائفة وإنما مهمتها حفظ الأمن وإعادة الاستقرار إلى تلك البلاد ، أي حماية العروش وإخماد أي تحرك يمكن أن يزلزل كيانهم ، وهذا الذي كان ، فهل اتضح الأمر وبان؟!!
ولهذا الذي وصفناه من حالهم - أي الحكام- ، فإنهم يربون جنودهم وجيوشهم على الولاء المطلق لهم ، إذ لا أرب لهم من تلك الجيوش إلا الحياطة لهم ولنُظُمهم ، فكان حال تلك الجيوش كما وصف شيخ الإسلام التتار بقوله : (لا يقاتلون على دين الإسلام ، بل يقاتلون الناس حتى يدخلوا في طاعتهم ، فمن دخل في طاعتهم كفوا عنه وإن كان مشركاً أو نصرانياً أو يهودياً ، ومن لم يدخل كان عدواً لهم وإن كان من الأنبياء والصالحين) [مجموع الفتاوى : 28/551].
وقد بين الله لنا في كتابه أحسن البيان ، وأوضح لنا الفرقان ، بين جند الرحمن وجند الشيطان ، بين عسكر الطاغوت وعسكر الإيمان ، فقال سبحانه : {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء : 76].
قال الأستاذ سيد قطب رحمه الله : (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله لتحقيق منهجه، وإقرار شريعته، وإقامة العدل بين الناس ، باسم الله لا تحت أي عنوان آخر ، اعترافاً بأن الله وحده هو الإله ومن ثم فهو الحاكم ، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ، لتحقيق مناهج شتى غير منهج الله ، وإقرار شرائع شتى غير شريعة الله ، وإقامة قيم شتى غير التي أذن بها الله ، ونصب موازين شتى غير ميزان الله ، ويقف الذين آمنوا مستندين الى ولاية الله وحمايته ورعايته ، ويقف الذين كفروا مستندين إلى ولاية الشيطان بشتى راياتهم ، وشتى مناهجهم ، وشتى شرائعهم ، وشتى طرائقهم ، وشتى قيمهم ، وشتى موازينهم .. فكلهم أولياء الشيطان.) [الظِلال : 2/709]
وقال العلامة عبدالرحمن الدوسري رحمه الله : (ففي هذه الآية أوضح دليل على أن من كان هدفه في جهاده أو أي فعل من أفعاله غير مرضاة الله ، فإن قتاله وسائر أعماله في سبيل الطاغوت ، وذلك لانحرافه في مقاصده ونواياه عن سبيل الله ومرضاته ، لأن الله سبحانه وتعالى حصر أعمال المكلفين في هذا التقسيم بهذه الآية الكريمة في هذين السبيلين اللذين لا ثالث لهما ، وليس بينهما حلول ولا أنصاف حلول ، فإما في سبيل الله وإما في سبيل الطاغوت لا محالة.. -إلى أن قال- : وأما المجاهد والمقاتل الذي يقصد بسط نفوذه الشخصي على أهل المدن والأقاليم ، أو يقصد بسط مذهب مادي من المذاهب الماركسية ونحوها ، فإنه في سبيل الطاغوت ومن المستندين إلى الشيطان ، وكذلك المجاهد والمقاتل منتصراً لنعرة عصبية من سائر القوميات والوطنيات التي نبشها اليهود ، فإن هذا والذي قبله من أبغض الناس إلى الله ، لأنه سن في الإسلام سنة الجاهلية ، فهو من المنصوص عليهم بذلك في الحديث الذي صححه البخاري ، ومن يجاهد أو يقاتل لدحض خصمه السياسي المزاحم له في الملك والاقتصاد ، فهو في سبيل الطاغوت أيضاً كالمجاهد لتوسيع حدوده وسلطانه ، وعلى هذا فالميت أو المقتول تحت رايات الذين أهدافهم في سبيل الله فهو الشهيد الحائز على وعد الله للشهداء ، وأما الميت أو المقتول تحت رايات المقاتلين لأهداف مادية أو أغراض شخصية أو توسعية لبسط نفوذهم ، فليس بشهيد ولا يجوز تسميته شهيداً كما هو المصطلح القومي الجاهلي الجديد) [صفوة الآثار والمفاهيم : 5/549-550].

فمن خلال تلك المهمات الأربع -على وجازتها- يتضح بجلاء ما ينبغي أن يكون عليه موقف المسلم من عدوان الرافضة ، فترك نصرة المستضعفين والدفع عنهم مع القدرة على ذلك مخالف للشرعة والفطرة ، والقتال إن حصل بين طائفة الحكام وطائفة الرافضة فلا يجوز بحال دخول مسلم تحت طائفة الحكام بحجة نصرة أهل السنة ، لكون طائفتهم طائفة ردة ، ولكونهم إنما يقاتلون في سبيل الطاغوت لا في سبيل الله ، ولا في سبيل نصرة المسلمين واستنقاذ المستضعفين ، ومن دخل من المسلمين في طائفتهم وقاتل تحت لوائهم زاعماً نصرة أهل السنة ، فما حاله إلا كزانية تسترزق بعرضها لتتصدق في سبيل الله!! والله لا يصلح عمل المفسدين ، وإنما لنا الظواهر ، وما تُعبدنا بالشق عن القلوب لمعرفة مُغيّب السرائر.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم : (من قاتل تحت راية عمية يغضب للعصبة ، ويقاتل للعصبة ، فليس من أمتي) وفي رواية عند مسلم : (من قتل تحت راية عمية ، يدعو عصبية ، أو ينصر عصبية ، فقتلةٌ جاهلية).
قال النووي رحمه الله : ( عمية : بضم العين وكسرها لغتان مشهورتان ، والميم مكسورة مشددة والياء مشددة أيضاً ، قالوا : هي الأمر لا يستبين وجهُهُ ، كذا قال أحمد والجمهور ، قال إسحاق بن راهويه: هذا كتقاتل القوم للعصبية) [شرح مسلم : 12/238].
هذا في تقاتل القوم للعصبيات ، فكيف بالقتال تحت رايات كفرية ، وكيف بالقتال ضمن طوائف ممتنعة عن كثير من شرائع الله ، تقاتل في سبيل طواغيتها المحادين لله ورسوله ، هي عينها قد استحقت القتال حتى يكون الدين كله لله بإجماع المسلمين ، فكيف يستسيغ مسلم أن يزهق روحه تحت لوائها ، نبرأ إلى الله من هذه الضلالة ، ونعوذ به من الخسران والحرمان.
فما القتال والاستقتال إلا في سبيل الله ، ليكون الدين كله الله ، ولتعلو كلمة الله ، وتهيمن شريعته ، فلا طواغيت ، ولا أنظمة ، ولا دساتير وقوانين ، ولا عصبيات وقبليات ، ولا تراب ووطنيات ، بل (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
وعليه.. فإن اقتتال طائفة طواغيت الحكام مع طائفة طواغيت الرافضة ، إن حصل فهو موجب فرح وسعادة لطائفة الحق المنصورة ، التي تقاتل من أجل رفعة هذا الدين ، وهو موجب فرح لكل مسلم فهم دينه وتبصر بحال أمته.
فإهلاك الظالمين بعضهم بعضاً ، نصرٌ بارد يتمناه كل مسلم ، ومنحة إلاهية يستوهبها العالمون ربَّهم بأكف الضراعة ، ودعواتِ جوف الليل ، فاللهم أهلك الظالمين بالظالمين ، ونج أهل السنة من بينهم سالمين.

وآخر المهمات : وجوب إعداد العدة على أهل السنة ، والاستعداد الجاد للملاحم القادمة ، والالتفاف حول طليعة الأمة المجاهدة ، فالمنطقة برمتها على فوهة بركان ، وانفجاره قاب قوسين أو أدنى ، وعروش الطغاة قد نَخَرَت عُمُدها أرَضَة الظلم والاستكبار والكفر ، فزوالهم لا محالة حاصل {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب : 62].
فماذا أعد أهل السنة من عدة ؟! فالرافضة وطواغيتهم يقاتلون على دينهم ويذبون عنه ، وطواغيت العرب ما كانوا يوماً منافحين عن دين الإسلام ولا عن أهل السنة ، وهاهم أهل السنة في إيران ولبنان وسوريا والعراق ذاقوا ما ذاقوا من وحشية الرافضة والنصيرية ، فهل سمع أحد كلمة استنكار أو تنديد من طاغية من طغاة العرب ؟! بينما مواقف إيران وحزب الشيطان في الدفاع عن أهل ملتهم يعرفها كل أحد!! وحدثُ البحرين يشهد..
فمتى يستفيق أهل السنة وينعتقوا من التبعية لهؤلاء الطواغيت وبلاعمتهم الذين أفسدوا الدين والدنيا ؟! ومتى يلتفوا حول ليوث الإسلام المجاهدين ، لينصرهم الله ويكبت عدوهم ؟!

اللهم أقم علم الجهاد ، واقمع أهل الردة والرفض والزيغ والعناد ، وأعل كلمتك وحكمك في كل البلاد ، وانشر رحمتك على العباد ، يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.






منقول







التوقيع :
أخرج الطبراني في “المعجم الكبير” ورواته ثقات عن ابن عباس، قال:
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكاً ورحمة،
ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر، فعليكم بالجهاد، وإن أفضل جهادكم الرباط، وإن أفضل رباطكم عسقلان
من مواضيعي في المنتدى
»» نداء إلى الشعب القطري
»» متابعة أخبار الطقس وألاحوال الجوية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج
»» تابع القنوات إلاسلامية عبر النت
»» العثور على سعودي مقتولا ومكبل القدمين واليدين بالكويت
»» الله أكبر : هداية أحد كبار ( مشاهير ) المتشيعين المصريين ’’ يوتيوب ’’بسم الله الرحمن