عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-02, 02:26 PM   رقم المشاركة : 5
فاضح الشيعة
لااله الا الله
 
الصورة الرمزية فاضح الشيعة





فاضح الشيعة غير متصل

فاضح الشيعة is on a distinguished road


ثبوت تدوين الحديث في عهد الرسول والصحابة

وما كتب عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أودعه في صحيفة عرفت بـ (الصادقة) ، حيث يقول عنها : "فيها ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه فيها أحد" ، وهناك صحف أخرى لسمرة بن جندب الصحابي، وأبي سلمة نبيط بن شريط الأشجعي، وعبد الله بن جابر رضي الله عنهم .

ومما يؤكد وجود تدوين للحديث في عهد الصحابة، أن بعض أبنائهم ممن عرف برواية الأخبار، يشير إلى مصدره أو مصادره التي استقى منها معلوماته بقوله : "وجدت في كتاب أبي فلان"، أو "كتاب آبائي".

وكان لدى حفيد سعيد بن سعد بن عبادة نسخة جده في المغازي، وكذلك كان لدى حفيد سهل بن أبي خثعمة الصحابي نسخة مثلها.

ويرى الدكتور صالح أحمد العلي أن كراهية الرسول صلى الله عليه وسلم لتدوين الحديث هو الخوف من الخطر المحتمل عن اهتمام الناس بهذه وتعلقهم فيها، وانصرافهم إليها، مما قد يشغلهم عن الاهتمام بالقرآن الكريم ودراسته.

فالتدوين بدأ مع الصحابة ، والإسناد في نظر الدكتور شاكر مصطفى كان سببه ضرورة الشهادة على الرواية نقلاً عن مصدرها الأول، وهكذا فإن الأسماء الواردة في الإسناد لدى الطبري أو الواقدي أو البلاذري مثلاً إنما تكشـف في الواقع عن أسماء المدونين الأولين والمدونين التالين لهم .. وأحد أبناء الصحابة وهو المحدِّث الفقيه عروة بن الزبير ينقل عنه قوله : "كنا نقول : لا نتخذ كتاباً مع كتاب الله ، فمحوت كتبي، فوالله لوددت أن كتبي عندي وأن كتاب الله قد استمرت مريرته" .

ونرى أن التدوين في عصر الرسالة، والعصر الراشدي، له صلة وثيقة بالقرآن الكريم، فنهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن تدوين الحديث، ربما كراهة وخوفاً منه عليه السلام على القرآن الكريم في أن يدخله مما ليس منه .

فلما جُمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر رضي الله عنه، ثم جمع الجمع النهائي بتحديد القراءات المعتمدة له في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه، تحرر المسلمون من عقدة الخوف على القرآن من تدوين الحديث، فأخذوا يدونونه، وإن كان ذلك لا يمنع من وجود مدونات على نطاق محدود، وشخصي، عند بعض الصحابة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم غير أن ذلك لم يكن قد تحول إلى ظاهرة عامة في تدوين الحديث عند جميع الصحابة أو معظمهم، وإلا كيف نفسر قول عروة بن الزبير بأنه محا كتباً قد كتبها كي لا يكون هناك كتاب مع كتاب الله ، ثم نقرأ رواية عن هشام بن عروة بن الزبير يقول فيها :" أحرق أبي يوم الحرة كتب فقه كانت له قال : فكان يقول بعد ذلك : لأن تكون عندي أحب إلي من أن يكون لي مثل أهلي ومالي" .

إن التـدوين المبكر للحديث، كعمل شخصي، وجد في عهد الصحابة والتابعين، فهذا سعيد بن جبير، يقــول :" كنت أكتب عند ابن عباس في ألواحي، حتى أملأها، ثم أكتب في نعلي" .

وبعض التابعين كانوا يكتبون على أكفهم بالقصب عند البراء ابن عازب، وهو صحابي جليل ، كذلك عن عبيد الله بن أبي رافع أنه قال : "كان ابن عباس يأتي أبا رافع فيقــول : ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كذا؟ وما صنع رسول الله يوم كذا؟ ومع ابن عباس ألواح يكتب فيها" ، مما يدل على وجود التدوين وشيوعه بين الصحابة رضوان الله عليهم.

كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر شخصاً يشكو قلة الحفظ أن يكتب كي لا يفوته شيء يود معرفته، فيروي أبو هريرة :" أن رجلاً شكا حفظه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :" استعن على حفظك بيمينك" يعني اكتب"، وفي رواية لعبد الله بن عمرو بن العاص، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث على تقييد العلم، قلت : يا رسول الله ! أقيد العلم؟ قال : "نعم"، قلت : وما تقييده؟ قال "الكتـــاب" والشواهد على ذلك كثيرة.

لم يقتصر التدوين على الحديث، سواء في عصر الرسالة أم في العصر الراشدي، رغم ما يكتنف أخباره من غموض وشكوك وتأويلات، غير أن الذي لا مراء فيه هو أن أنساب العرب قد سجلت في العصر الراشدي.

لقد فرضت حاجات الأمة المستجدة على عمر رضي الله عنه، تدوين الديوان، ومن ثم سجلت أسماء العرب فيه حسب أسبقيتهم في الإسلام، وحسب قبائلهم .. وبعد وصول أخماس غنائم الفتوحات إلى المدينة، شكل عمر رضي الله عنه لجنة ثلاثية ضمت مخرمة بن نوفل، وعقيل بن أبي طالب، وجبير بن مطعم، وهم أشهر من له علم بأنساب العرب في المدينة يومذاك، فلما أنهَتْ مهمتَها، اعتبر عملُها هذا أول تدوين تاريخي للأنساب في الإسلام، وهكذا فعل عمر رضي الله عنه، "دوَّن للناس في الإسلام الدواوين .. وكتب الناس على قبائلهم".

ويبدو من خلال هذا العرض عن بدايات التدوين، أنه لم يكن قائماً على أسس علمية منهجية في الترتيب والتبويب، وعنونة المدونات، بل كانت عبارة عن تدوين كل ما يقع على سمع المدون أو الكاتب المعني بالتدوين من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولم يقتصر وجود الصحف التي جمع فيها أصحابها من أحاديث الرسول على الصحابة فقط ، فقد كان لدى بعض التابعين مثل تلك الصحف، فكان عند الزهري صحف، وكذلك عند مكحول والحسن البصري .

وكانت العناية بالسيرة أو بالمغازي، تأتي ضمن عناية المحدثين بالحديث وجمعه، فقد كان المحدث يجمع الأحاديث المتفرقة دون تبويب أو ترتيب، إلا أن التطور والحاجة قادا إلى ترتيب الأحاديث في أبواب خاصة، مثل : باب الجهاد، باب الصلاة .. إلخ فتأثرت السيرة والمغازي بهذا التطور الجديد، حيث جمعت في أبواب مستقلة كان من أشهرها بابٌ يُسمى "المغازي والسير" .

غير أن المغازي والسير لم تلبث أن انفصلت دراساتها وأبوابها عن الحديث، حيث ألِّفَتْ فيها الكتب الخاصة بها، ومع ذلك ظل المحدثون يحتفظون بباب "المغازي" والسير في كتب الصحاح الستة المشهورة، ففي البخاري (ت : 256 هـ) مثلا كتاب المغازي، وفي مسلم (ت : 261 ) كتاب الجهاد والسير … الخ.

مؤرخو السيرة والمغازي

إن استقراء حركة التأليف في السيرة والمغازي، تكشف عن وجود ثلاث طبقات من المؤلفين في هذا الحقل، كان لكل طبقة سماتها الخاصة، التي أمَّلتْها حركة التطور على كل طبقة.

الطبقة الأولى:

مثل هذه الطبقة ثلاثة من أبناء الصحابة، عنوا عناية كبيرة بالحديث والمغازي، وكان جميعهم من المدنيين، مما شكـل نواة مدرسة المدينة التي عنيت بالحديث والمغازي ، وهم:

1-أبان بن عثمان بن عفان، الذي روى عن أبيه عثمان، وزيد بن ثابت، وأسامة بن زيد، رضي الله عنهم، وكان ثقة في الحديث .

2-عروة بن الزبير بن العوام (ت : 94 هـ) : وينتمي عروة إلى أسرة مرموقة في مكانتها في الإسلام، الأمر الذي أتاح لعروة الحصول على معلومات مهمة عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، مما جعل البلاط الأموي يوجه إليه بعض الأسئلة التي تتعلق بجوانب من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويجد عنده الأجوبة المطلوبة.

3-شُرَحْبيل بن سعد (ت : 123 هـ) كان معاصرا لعروة، روى الحديث عن زيد بن ثابت وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري، ويلاحظ على رواياته نزعتها الاجتماعية المبكرة، فقد اهتم بتقديم قوائم بأسماء الصحابة الذين شاركوا في معركة بدر وأحد، وأسماء الذين هاجروا إلى الحبشة، وأسماء الذين هاجروا إلى المدينة.

وقد شارك هؤلاء الثلاثة اهتمامهم بالسيرة والمغازي رجل لم يكن من أهل المدينة، بل من اليمن، وهو وهب بن مُنَبِّه ( ت : 110 هـ) ، وهو فارسي، وكان فقيها من القرَّاء، عرف باطلاعه على الكتب القديمة ، ألف في ملوك اليمن القدماء، عني بأخبار أهل الكتاب، وألف في مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وألف كتاب "المبتدأ" الذي بدأ فيه بالتاريخ منذ الخليقة، ثم تدرج به إلى تاريخ العهد القديم ثم الجديد، مارًّا بالأنباء كافة مما يعتبر أول محاولة لكتابة تاريخ للرسالات السماوية.







التوقيع :
اللهم أنصر أهل السنة في العراق وسوريا واليمن
من مواضيعي في المنتدى
»» في إطار الاستعداد لمؤتمر التقريب بين المذاهب ملك البحرين يستقبل أمين عام مؤسسة الخوئي
»» ان كان هذا الخير صحيح ... فمبروووووك للجمــيـــــــــــــــــــع ...
»» الأحباش لعبة ومكيدة شيعية ضد عقيدة أهل السنة
»» منقول : ماحصل للمكرمي في نجران !! افرحوا ياأهل السنة..
»» انظروا التشابه بين علم إيران وشعار السيخ .( صور) تثبت ماقاله البلوشي )