أحبب للناس كما تحب لنفسك
لم يقصر الأحوازيون على
مر العصور بحق إخوانهم وأشقائهم العرب
(نقول أشقاء رغم جفائهم
للقضية الأحوازية العادلة)
في الوقوف معهم في محنهم
أو كما يقال أيام العوز.
بالتأكيد لا يخفى على احد الدور الذي قام به
الشيخ خزعل رحمه الله آخر أمراء الدولة الكعبية في تحرير وقيام واستقرار الدول العربية
التي كانت تهبهم الثورات والصراعات الداخلية وعلى وجه الخصوص الكويت والمملكة العربية السعودية ناهيك عن سعي الشيخ خزعل لتشكيل أول كيان عربي موحد بين الكويت والأحواز والبصرة حيث تشكل هذه المناطق موقعا إستراتيجيا واقتصاديا لا مثيل له في العالم
لكن شاء الأعداء في عدم تحقيق هذه الفكرة ولتبقى هذه المناطق الغنية والمهمة فريسة بيد المحتلين الفرس والغربيين،
هذا من جهة ومن جهة أخرى بعد الاحتلال الفارسي للأحواز استمر الأحوازيون بدورهم و واجبهم القومي إزاء الأراضي الفلسطينية المحتلة و ناضلوا من أجل تحريرها جنبا إلى جنب مع إخوتهم الفلسطينيين، بينما كانت ولازالت الأحواز محتاجة للتحرير.
بعد هذه المقدمة القصيرة بدوري أيضا أريد أن القي نظرة وأسلط بعض الضوء على الندوة الشهرية التي قامت بها قناة الحوار .
برأيي المتواضع ما عقدت هذه الندوة إلا من أجل هدفين أساسين، أولهما
تشويه سمعة القضية الأحوازية
وتحريف مسير نضالها وذلك من خلال التيار العربي الموالي للدولة الفارسية
الذين يعتقدون انه يوجد عداء بين الكيان الصهيوني والفارسي
و بناءا على هذه النظرية الوهمية والسطحية يجب الالتفاف حول الدولة الفارسية،
ومساعدتها لكي تصبح قوية و تقف بوجه الصهاينة،
فبناء على هذه الرؤية ووجوب مساعدة الدولة الفارسيةيتحقق الهدف الثاني وهو تنفيذ المهمة الفارسية عبر هذا التيار العربي الموالي للدولة الفارسية من أجل ضرب القضية الأحوازية و بث الفتنة بين الأحوازيين وإشغالهم عن أهدافهم .
في ما يخص الهدف الأول أي تشويه سمعة القضية الأحوازية وتحريف مسير نضالها نأتي بما جاء في الندوة أصلا:
1- من الواضح جدا إن أي حوار أو أي ندوة أو غيرها إذا كان فيها أكثر من تيار يجب أن تختصر المشاركات حتى يستطيع المشاركون استكمال فكرتهم من خلال الوقت الكافي لكن ما رأيناها في هذه الندوة هو العكس تماما، أي يجب على أكثر من عشرين مشارك لإدلاء بأفكارهم في زمن لا يتجاوز ساعة واحدة فقط، إذن كان منذ البداية واضحا انه لن يكتب النجاح لهذه الندوة وكانت الدعوة مقصودة أساسا من أجل خلق صورة ضبابية وغير واضحة للمشاهد.
2- طرح التعاريف المزيفة
كـ (خوزستان، الأهواز و...) أيضا جاءت لتشويه الصورة عند المشاهد حيث يجعله في حيرة من أمره، أيهما الأصح و يستغرب عندما يسمع مسميات أخرى لم يعتاد عليها حيث اعتاد بالأمس على التسمية الصحيحة والمعتمدة من قبل الشعب الأحوازي نفسه.
3- الدعوة للحفاظ على وحدة الدولة الفارسية والحرص عليها و الانضمام إليها بدلا من طرح فكرة تحرير ارض عربية حتى وأن كانت محتلة ومعترف بهذا الاحتلال والدعوة للاعتبار من الحالة السودانية .
4- تشويه صورة الأحوازيين عند المشاهد العربيلكي يتوهم المشاهد أن الأحوازيين يقفون ضد القضية الفلسطينية.
5- التلميح بأشكال مختلفة من خلال ضيوف البرنامج (غير الأحوازيين) بان الأحوازيين عملاء للغرب وذلك من خلال طرح فكرتهم بان الغرب يسعى لتفتيت ما تسمى إيران فتكون نتيجتها هي قطع المساعدات الإيرانية للتيارات الموالية لها في لبنان وفلسطين حيث يصب هذا في مصلحة إسرائيل، إذا الأحوازيون هم السبب بتفتيت وحدة ما تسمى إيران!!.
6- توصيف القضية الأحوازية(كما طرحها عباس عساكرة في كتابه القضية الأحوازية المقومات) بمشكلة ومظالم وحقوق بسيطة حيث كان يؤكد عليها عزام التميمي في كل تعليقاته تقريبا.
7- بث روح اليأس بين الأواسط الأحوازية والعربية من خلال بعض الأصوات النشاز.
في الختام نسئل السيد عزام التميمي الموقر، إذا كاناعتقال الحاكم وإلغاء السيادة واحتلال منطقة ما عسكريا وتهجير أهلها واستبدالهم بشعب أخر وهدم القرى وبناء المستوطنات واغتصاب الأراضي ونقل مياه الأنهر العربية إلى المناطق الفارسية وهدم ألآثار التاريخية واعتقال الأطفال والنساء والإعدامات في الشوارع ومنع الناس من تسمية أبنائهم بالأسماء العربية وحرمان الأطفال من التعلم بلغة الأم (العربية) و إرغامهم على تعلم لغة أجنبية أخرى و....إذا كانت هذه الجرائم تسمى بقاموس التميمي مظالم فما هو تعريفه للاحتلال؟؟؟
بالتأكيد إذا سئلنا السيد التميمي عن الجرائم التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين قياسا بما أسلفناه سيكون جوابه أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تقوم بنصف الجرائم التي يقوم بها الفرس ضد الأحوازيين، بمعني أخر أن الاحتلال الفارسي بيض وجه الاحتلال الإسرائيلي بهذه الجرائم .