اختي الفاضله فاطمة اصلحك الله ،،
اولا : لا توجد حقيقة مره ولا حلوه اريد اخفائها كما تفضلتي 
وما طرحته يشهد الله هو ما اعتقده وادين به ليس بتقية ولا مداراة لأحد ، فليس هنا موضع للتقية على حساب الدين فقد طرحت ما عندي بالادله واقوال علمائنا ومراجعنا الكرام .
ثانيا : ما طرحه السيد كمال الحيدري (حفظه الله تعالى ) اتفق مع جزء منه ، ولكن يجب ان نفرق ونعرف انواع الكفر واقسامه فليس كل كفر يقابل الاسلام بل هناك كفر النعم ، فقد عنون البخاري باب في كتابه بعنوان (كفران العشيره وكفر دون كفر) . وهناك كفر مقابل الايمان وليس مقابل الاسلام . وللتفصيل اكثر حول هذه القضيه المهمه التي يقع الخلط فيها كثيراً يمكنكم مطالعة بحث السيد منير الخباز (حفظه الله تعالى) بعنوان (خطر لغة التكفير ) .
ثالثا : لو فرضنا ان هناك من يكفر كل من لا يعتقد بالامامة الكفر الذي يقابل الاسلام ، فهو رأي يخالفه كثير من العلماء غيره ومن ضمنهم نفس السيد كمال الحيدري (حفظه الله) الذي احتججتي به ، فاين دعوى ان الشيعه تكفر كل من لا يعتقد بالامامة ؟
رابعا : لو سلمنا جدلاً ان كل علماء الشيعه يقولون ان من لا يعتقد بالامامة كافر بالكفر الذي يقابل الاسلام -وهو غير صحيح- فجميعم يتفقون على معاملة المخالف لهم الذي يتشهد بالشهاده معاملة اهل الاسلام الظاهري في المعاملات وحتى التزويج والطهاره الجسديه وحقن الدماء والاموال وفي الاخره يكون حكمه كافر بالامامه الذي افترضها الله عليه فإما يعامله الله سبحانه بالعفو او العذاب ولله الحكم وحده لا شريك له ، فأين هذا من دعوى أهل الكذب بان الشيعه تستحل دم من لا يعتقد بالامامة ؟
خامسا : لو سلم ان هناك من علماء الشيعه من يحكم بكفر من لا يعتقد بإمامة الائمة الاثنى عشر من آل محمد فهناك في الجهة المقابله علماء من اهل السنة يحكمون بالكفر والزندقه على كل من لا يعتقد بخلافة وإمامة ابو بكر وعمر وعثمان ! فقد ورد في في الفتاوى البزازية قال
: - " ... ومن أنكر خلافة أبي بكر فهو كافر في الصحيح، ومنكر خلافة عمر رضي الله عنه فهو كافر في الأصح، ويجب إكفار الخوارج بإكفار عثمان وعلي وطلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم. وفي الخلاصة: الرافضي إذا كان يسب الشيخين ويلعنهما فهو كافر. .... وقال محمد بن يوسف الفريابي وسئل عمن شتم أبا بكر، فقال: كافر، قيل: فيصلي عليه؟ قال: لا، وسأله: كيف يصنع به وهو يقول لا إله إلا الله؟ قال: لا تمسوه بأيديكم، ادفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته. ""
أقول : فهناك من علماء اهل السنة من يعتبر خلافة ابو بكر وعمر اصلا من اصول الدين يكفر من لايعتقد بها . وهكذا هناك من علماء الشيعه في المقابل من يعتقد ذلك في آل محمد عليهم السلام ولكن الفرق ان من قال بذلك من علماء الشيعه افتى بحرمة دم من لا يعتقد بالامامة وطهارته الجسديه وحسابه في الاخره على الله سبحانه وتعالى بعكس العالم السني الذي قال بحرمة لمس الشيعي كما في الفتوى العجيبه السابقه ، فالسني أقرب للتطرف من الشيعي ، فالسني المتطرف إن سنحت له الفرصه سوف يذبح نفسه ويفخخ بطنه ويفجر كل من لا يعتقد بعقيدته ولا يعتقد بخلافة ابو بكر وعمر لانه يعتقد ذلك اهم امر عنده في الدين ومن لا يحب ابو بكر وعمر فهو كافر ،
وساعد على انتشار الارهاب والتطرف عند الجانب السني لافتقارهم للضوابط العلمية والموضوعية التي تمنع من انتشار الاجرام على الهوية والمذهب والدين ،
واقرب مثال على ذلك من يذهبون من اهل السنة المتطرفين الى العراق ليفخخوا انفسهم ويفجروا الشيعه او السنة الذين لا يعتقدون بعقيدتهم في الامامة او في التوحيد وإن كانوا يشهدون بالشهاده ! فقط لانهم فهموا الدين بغير فهمهم المتطرف !
وهذا أمر واضح وظاهر حتى صرح بذلك صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز :
http://www.youtube.com/watch?v=-5TOVYuLh54
سادساً : الواجب علينا بدل إثارة مثل هذه المواضيع ونشر الفتنه وتحريض كل طرف على الانتقام من الاخر ان نعلم ابنائنا على الاحترام لكل انسان مهما اختلافنا معه مذهبياً بل وحتى دينياً فقد كان هناك من اليهود والنصارى في المدينة على عصر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهم لم يعترفوا لا بنبوته ولا بالوحي ولا انه مبعوث من الله سبحانه وتعالى . ومع ذلك لم يفجرهم ولم يقتلهم لانهم لم يصدقوه ! فاين الاعظم عند بعض المتطرفين هل الايمان والتصديق بالنبوة النبي الاكرم ام وجوب الاعتقاد بخلافة ابو بكر وعمر وإلا فالتفجير والقتل والتطرف ؟
ارجو ان نفكر قليلا قبل ان نكتب
وصلى الله على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين