عرض مشاركة واحدة
قديم 23-09-11, 06:01 PM   رقم المشاركة : 8
برهان الحق
اباضي






برهان الحق غير متصل

برهان الحق is on a distinguished road


أيها الشيخ الوقور من باب الأمانة العلمية والتي هي منهج عهدناه منك , كان لزاما عليك أن تورد كلام مجهول عند الحفاظ بنصه وفصه وذلك ليكون المتابع على بينة من أمره وقد قرأت كلامه فلم أجده كذب والله أعلم
نص مشاركته في موقع المجرة " خلق القرآن ومحنة الإمام البخاري - هدية لمتشدقة السلفية

http://www.almajara.com/forums/showthread.php?t=79588

الحمد لله ذي الألطاف الخفية مؤيد العصابة الإباضية بالحجج المضيئة المرضية والصلاة والسلام على خير البرية وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد
فكثيرا ما يتشدق السلفية المجسمة في مسألة خلق القرآن بمحنة الإمام أحمد بن حنبل وكأنه لم يبتلى في سبيل فكرته إلا هو ، أو وكأن الصبر على البلاء في سبيل فكرة ما برهان لا يرد على صدقها وصحتها ، ونحن بناء على هذه النظرة البالية الساذجة من هؤلاء الجهلة نود أن نعرف قولهم في الإمام البخاري والذي امتحن من أجل قوله بخلق القرآن فقد جاء في كتاب التاريخ الصغير (ج 1 / ص 15) ما نصه:" قال الامام مسلم بن الحجاج النيسابوري - فيما أورده الحاكم في تاريخه، ونقله عنه الحافظ ابن حجر -: " لما قدم محمد بن إسماعيل نيسابور، ما رأيت واليا ولا عالما فعل به أهل نيسابور ما فعلوا به، استقبلوه من مرحلتين من البلد، أو ثلاث، وقال محمد بن يحيى الذهلي في مجلسه: من أراد أن يستقبل محمد بن إسماعيل غدا، فليستقبله، فإني أستقبله، فاستقبله محمد بن يحيى، وعامة علماء نيسابور، فدخل البلد، فنزل دار البخاريين، فقال لنا محمد بن
يحيى: لا تسألوه عن شئ من الكلام، فإنه إن أجاب بخلاف ما نحن عليه وقع بيننا وبينه، وشمت بنا كل ناصبي ورافضي وجهمي ومرجئ بخراسان، قال: فازدحم الناس على محمد بن إسماعيل حتى امتلات الدار والسطوح، فلما كان اليوم الثاني أو الثالث من يوم قدومه، قام إليه رجل فسأله عن اللفظ بالقرآن، فقال: أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا، قال: فوقع بين الناس اختلاف، فقال بعضهم: قال: " لفظي بالقرآن مخلوق " وقال بعضهم: لم يقل، فوقع بينهم في ذلك اختلاف، حتى قام بعضهم إلى بعض، قال: فاجتمع أهل الدار فأخرجوهم ".
وبلغ هذا الحوار الذهلي، وكان على استعداد لسماعه وتصديقه، يقول الحسن بن محمد بن جابر، " سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح العالم، فاسمعوا منه، قال فذهب الناس إليه، فأقبلوا على السماع منه، حتى ظهر الخلل في مجلس محمد بن يحيى، قال: فتكلم فيه بعد ذلك ".
وأثار عليه العامة، وحرم على الناس مجالسته والاقبال عليه والسماع منه، فكان يقول: " القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن زعم لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع، ولا يجالس، ولا يكلم، ومن ذهب بعد هذا إلى محمد بن إسماعيل فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مذهبه ".
ويشتد في عدائه فيقول: " لا يساكنني هذا الرجل في البلد ".
وانقطع الناس عن البخاري إلا مسلم بن الحجاج وأحمد بن
سلمة، ويذكرون أن مسلم بن الحجاج عندما سمع هذا القول من الذهلي، أخذ رداءه فوق عمامته، وقام على رءوس الناس، فبعث إلى الذهلي جميع ما كان كتبه عنه على ظهر جمال.
وبعد هذا خشي البخاري على نفسه من البقاء في نيسابور، وخشي عليه أخلص الناس إليه من هذا، ودخل عليه أحمد بن سلمة النيسابوري، فقال: " يا أبا عبد الله، إن هذا رجل مقبول بخراسان، خصوصا في هذه المدينة، وقد لج في هذا الامر حتى لا يقدر أحد منا ان يكلمه فيه، فما ترى ؟ قال: فقبض على لحيته، ثم قال: وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد، اللهم إنك تعلم أني لم أرد المقام بنيسابور أشرا ولا بطرا، ولا طلبا للرياسة، وإنما أبت علي نفسي الرجوع إلى الوطن لغلبة المخالفين، وقد قصدني هذا الرجل حسدا لما آتاني الله لا غير، ثم قال: " يا أحمد إني خارج غدا، لتخلصوا من حديثه لاجلي " .."إ.هـ وانظروا كذلك سير أعلام النبلاء وميزان الاعتدال للذهبي.

وعسى أن لا يكون خافيا على السلفية قول عبد الله بن الإمام أحمد كما في كتاب السنة له :" سألت أبي رحمه الله قلت: ما تقول في رجل قال : التلاوة مخلوقة وألفاظنا بالقرآن مخلوقة والقرآن كلام الله عز وجل وليس بمخلوق ؟ وما ترى في مجانبته ؟ وهل يسمى مبتدعا ؟ فقال : » هذا يجانب وهو قول المبتدع ، وهذا كلام الجهمية " .. يقول الدكتور محمد بن سعيد بن سالم القحطاني في تعليقه على كتاب السنة [ج1-ص164] ما نصه" ذكر ابن جرير الطبري في كتاب صريح السنة أنه سمع غير واحد من أصحابه يذكر عن الإمام أحمد أنه قال: من قال:" لفظي بالقرآن مخلوق " فهو جهمي، ومن قال :" إنه غير مخلوق " فهو مبتدع " "إ.هـ
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل :" سألت أبي رحمه الله قلت : إن قوما يقولون : لفظنا بالقرآن مخلوق ، فقال : » هم جهمية وهم أشر ممن يقف ، هذا قول جهم ، وعظم الأمر عنده في هذا ، وقال : هذا كلام جهم « ، وسألته عمن قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، فقال : قال الله عز وجل ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) قال النبي صلى الله عليه وسلم : » حتى أبلغ كلام ربي « وقال النبي صلى الله عليه وسلم : » إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس « ، سمعت أبي رحمه الله يقول : » من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي « ، سمعت أبي رحمه الله ، وسئل عن اللفظية ، فقال : » هم جهمية وهو قول جهم ، ثم قال : لا تجالسوهم « ، سمعت أبي رحمه الله ، يقول : » كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق فهو جهمي « ، » سئل أبي وأنا أسمع ، عن اللفظية ، والواقفة ، فقال : « من كان منهم جاهلا فليسأل وليتعلم » ، سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع ، عن اللفظية ، والواقفة ، فقال : « من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي » ، وقال مرة : « هم شر من الجهمية » ، وقال مرة أخرى « هم جهمية » ، سمعت أبي يقول : « من قال لفظي بالقرآن مخلوق هذا كلام سوء رديء وهو كلام الجهمية » "إ.هـ
يقول الدكتور القحطاني مبينا من هم اللفظية – كما في ص165 من كتاب السنة ج1 - :" اللفظية: هم الذين يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوق ولقد بدعهم السلف رحمهم الله تعالى "إ.هـ وهذا - ولا شك ينطبق على البخاري !!وانظروا كتاب السنة[ج1-ص164+165] ط. دار ابن الجوزي – تحقيق ودراسة الدكتور محمد بن سعيد بن سالم القحطاني.

وأخيرا أختم بهذه الهدية الجميلة جدا من كتاب الوافي بالوفيات للصفدي وهي قصة طريفة أوردها في ترجمة محمد بن ناصر أبي الفضل السلامي كما في الوافي بالوفيات - (ج 2 / ص 127) حيث قال :" وكان ابن ناصر شافعياً ثم صار حنبلياً فبلغني أنه أعاد صلاته التي صلاها وهو شافعي منذ احتلم إلى أن تحنبل وأنه غسل جميع ما في منزله من آلة وفرش وثياب حتى جدار داره، فقلت لبعض الحنابلة ببغداذ: ليت شعري لم فعل ذلك وأنتم تروون في كتبكم بأسانيدكم أن أبا عبد الله بن حنبل إمامكم قرأ على الشافعي وأنه كان يثني عليه إلى أن مات وأنه كان يستغفر له ويقول ما عرفنا تأويل الأحاديث حتى ورد هذا الحجازي وأنه مشى إلى جنب بغلة الشافعي إلى غير ذلك؟ فقال: إنما فعل ذلك لأجل ما كان يعتقده من مذهب الأشعري، فقلت: وما صنع الأشعري حتى يستحق معتقد مذهبه أن يفعل المنتقل عنه مثل هذا؟ فقال: إنه كان لا يقول بالحرف والصوت وهي بدعة، فقلت له: أوتزعم أن القول بالحرف والصوت ليس ببدعة؟ قال: نعم، قلت: محال لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة والتابعين أنه قال به وأصل البدعة قول محدث لم يقل به الحد الأول فإن زعمت أن الأشعري ابتدع هذا القول فهو يزعم أنكم ابتدعتم هذا القول وليس ههنا ترجيح صرتم إليه أولى بالحق منه بل الترجيح في حيزه لمعاضدة العقل إياه بالبديهة إلا أن تكابروا فإن كابرتم وأصدرتم ألزمتم أن تتبروا من البخاري ومسلم صاحبي الصحيحين فإنهما كانا يقولان مع كثير من عقلاء أصحاب الحديث لفظي بالقرآن مخلوق وهذا مشهور عنهما وخبرهما في ذلك متعارف لا يجهله إلا من لا خبرة له بأخبار الناس، فلم يكن عنده غير السكوت وحكمت على الشيخ ابن ناصر بالجهل وقلة العقل والتصور وعظم التهور "إ.هـ

والخلاصة : أن الإمام البخاري – بناء على ما تقدم – جهمي بل أسوء من الجهمية خبيث يجب أن يهجر ويجتنب لقوله:" لفظي بالقرآن مخلوق -، فهل علم السلفية بهذا أم لم يعلموا ، وما هو المسوغ – بعد كل هذا التجريح والتشنيع على البخاري – لأخذهم بصحيحه والاحتجاج بمروياته ، أم أنهم يحلونه عاما ويحرمونه عاما ؟!!