السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
لم تتجاوز فترة عودتي من اليمن الأسبوع وأحببت من خلال هذا الموضوع أن أضعكم جميعا
كأخوة وأخوات في هذه الشبكة المباركة في الصورة التي يعيشها أهلكم في اليمن الحزين
جراء هذه الأزمة والمشاكل السياسية التي دخل اليمن فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
تتعدد متاعب ومصاعب الحياة التي تواجه أهل اليمن هذه الأيام منها ما هو أمني ومنها ما هو اقتصادي
حتى العامل الإجتماعي والأسري تضرر بشكل كبير بسبب هذه الأحداث التي أدخلت الإنقسام للبيت الواحد
من الجانب الأمني أصبح المرء في هذه الأيام لا يأمن على نفسه إذا خرج من مدينته أو قريته
خصوصا إن كان مسافرا وفي طريق طويل ربما يجد فيه ما يجد من عواقب قد تذهب حياته بسببها
على سبيل المثال لا الحصر عندما عزمت على السفر من اليمن جاءني أخي ولم يفعلها من قبل أبدا
مع كثرة سفري بين اليمن والمملكة جاءني وطلب أن يرافقني حتى الحدود على منفذ الوديعة الحدودي
وأصر على ذلك متعلللا بخطورة الطريق وعدم توافر الأمن فيها كما كان في فترات سابقة
إلا أنني رفضت ذلك وأجبرته على البقاء فإن الله الحافظ ولا ينفع حذر من قدر وفي الحقيقة
واجهت في طريقي اطلاق نار لا ادري حقيقة بين من ومن إلا أنني خرجت منه سالما ولله الحمد
أما من الجانب الإقتصادي فاليمن كما تعلمون يعد من أفقر دول العالم طبعا هذا الأمر في الحالات الإعتيادية
وفي حالة الأمن والاستقرار فما بالنا بحالة من القلاقل الأمنية والسياسية فإن البلاء سيزيد ويستفحل
سأضرب لكم مثلا ولن أزيد اختصارا للإوقاتكم قبل هذه الأزمة كانت ( اسطوانة الغاز المنزلي ) متوفرة ولله الحمد
ولا مشاكل في ذلك وكان سعرها أرخص مما هو عليه في السعودية مثلا فقد كان سعر الأسطوانة
يعادل ( 13 ) ريال سعودي أما الآن وبعد هذه الأزمة فأهلكم في اليمن يعانون من أزمة مركبة
تتمثل في إنعدام اسطوانة الغاز المنزلي من جانب وارتفاع سعرها من جانب آخر
فأصبح الأهالي الآن يصفون الطوابير أمام محلات بيع الغاز أملا في أن يحصل على اسطوانة واحدة
ولربما وصله الدور وقد نفذت جميع الاسطوانات الموجودة وفوق ذلك زاد سعر الاسطوانة أربعة اضعاف
حتى وصلت قيمة الاسطوانة بما يعادل ( 80 ) ريال سعودي في مناطق أخرى والله المستعان
طبعا مادة البنزين ليست في منأى عن الأزمة ويكفي أن أقول أننا بدلا من أن نزود سياراتنا
بالبنزين من المحطات أصبحنا نزودها بالبنزين من خلال ( جراكل ) يختلط فيها البنزين أحيانا
بالماء وبالتراب وبغير ذلك من المواد التي ربما تساهم في إتلاف السيارات هذا فضلا عن سعر
الـ 20 لتر فبدلا من أن يكون عاديا بما يعادل ( 30 ريال سعودي ) للـ 20 رتل وصل إلى ما يعادل
الـ ( 60 ريال سعودي ) للـ 20 لتر من البنزين ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
نأتي الآن وأخيرا للجانب الإجتماعي والأسري فهذه الأزمة أدخلت الأسرة اليمنية في إنقسامات
بين الأب وإبنه وبين الأخ وأخيه وبين الصديق وصديقه فأصبح الجميع في حالة من التجاذب الحواري
منها ما هو ايجابي ومنها ما هو سلبي يؤثر على العلاقات الأسرية بين مؤيد ومعارض والله المستعان
ومن أجل ما ذكرت لكم أتمنى من الجميع أن لا ينسى أهلنا في اليمن من الدعاء في الثلث الأخير من الليل
وفي السجود بالصلاة أن يرفع عن أهلنا في اليمن ما هم فيه وأن يحفظ لليمن أمنها واستقرارها ووحدتها
فإن إنزلاق اليمن إلى مشاكل أكبر مما هو موجود الآن سيدخلنا في دوامة من العنف والإحتراب الأهلي
الذي إن بدأ فلن يستطيع أحد إيقافه إلا بمعجزة من رب العالمين .
اللهم احفظ اليمن وأهلها من كل سوء
اللهم ولي عليهم خيارهم ولا تولي عليهم شرارهم
اللهم احفظ دمائهم وأعراضهم وأموالهم وأرواحهم من كل سوء
اللهم ارفع عن أهلنا في اليمن ما هم فيه ولا تقم للروافض فيهم راية
اللهم وفق علمائهم وعقلائهم لدرء المفاسد وإحلال المصلحة إنك ولي ذلك والقادر عليه