حياكم الله أيتها الفاضلة ليتكِ تطلعي على التاريخ وتقرأيه جيداً , ولعلني سألتك ولم تجيبي على ما سألتك إياه وهو أين الدليل على أن علي رضي الله عنهُ خلع نفسه بعد قضية التحكيم وأعطاها لمعاوية , وهل ثبت أن المناظرة بينكم وبين إبن عباس قامت أم لم يثبت في رؤياكِ أيتها المكرمة إفهمي أصلحك الله تعالى إنكار الخلافة لا يعني الإنكار بمقتضى أنكم لم تؤمنوا بخلافة علي بل أنكرتم عليه خلافتهُ وما فعله رضي الله عنه وهو الحق في خلافتهِ فإجتمعت الأمة على خلافة أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما كان من علي رضي الله عنه إلا حكم بأمر الله ورسولهِ ثم أنكرتم عليه حكمهُ بمثل هذه الأمور وهذا يسمى إنكار لما يقول خليفة المسلمين وبالتالي انتم وقعتم في دائرة الإنكار الكامل لخلافة علي .
ليس فيما وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما إنكار لخلافة أحدٍ منهما , فمعاوية لم ينكر خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بل إن الواقع هو الإختلاف فيما كان من دم عثمان رضي الله عنهُ , وعليه فإن الحق يقال ولا تبرير لأن الأمر أوضحُ من الشمس أيتها الكريمة أما أهل النهروان وقولك أن أسبابهم محكمة فما هي الأسباب التي دفعت أهل النهروان لقتل علي رضي الله عنهُ " خليفة المسلمين " والخروج عليه فهل هذا المحكم إتقي الله أيتها المكرمة فمثل هذه الأخبار والنصوص ثابتة ولستُ في محل لأفتري عليكم فلا ينفعُ الإفتراء وما أنا إلا من المنصفين بفضل الله تعالى .
قولنا " لكم " حملت على السؤال المطروح وهو ما الدليل على ترك علي للخلافة أو خلع نفسهِ .
ومثل هذا اللفظ لا يستعمل مع أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلو تأدبتِ في الحديث هداك الله تعالى لكان خيراً لكِ فلا أدري من يفتري أنا أم أنتِ , الله المستعان أيتها المكرمة فإن الأخبار الثابتة فإعلمي أن أهل النهروان قتلوا علياً رضي الله تعالى عنهُ , والآن تقولين أنهم أ،كروا خلافة معاوية فهل نسيت قتال علي لهم أيتها المكرمة , وتفضيل علي قتال الخوارج على قال المسلمين في صفين , والحديث ثابت في صحيح مسلم أيتها المحترمة فلماذا إختار علي رضي الله عنه قتال أهل النهروان قبل قتال معاوية رضي الله تعالى عنه أيتها المكرمة فتأملي وأجيبيني أيتها الفاضلة .