[وليد الخالدي]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف شهدي     أيها المكرم ... أتفق معك في عدة نقاط ... لكنني أختلف معك في شيء واحد ..

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف شهدي     هو أن من قاتلوا الأعداء وهدموا ممالك الصليب في الشرق أنتم تعتبرونهم من أهل الضلال أيضاً .. لم تفظوا لهم أي شيء .. فصلاح الدين كبير الأشاعرة هو ضال عندكم ...وكذا كل من جاهد من بعده وهو يحمل نفس العقيدة ..

أهلاً بك

شرفني حضورك وسعدت بذلك

أيها الفاضل .. أحترم اتفاقك معي وأحترم اختلافك معي أكثر .. ولست من الذين يقصون الطرف الآخر لمجرد اختلافه معي أو تقديره واحترامه بمجرد الإتفاق معي! .. ويشهد الله أنني لست من الذين يتجرأون على الخوض والهجوم بدون أدلةٍ جليّة.

صلاح الدين رحمه الله رحمةً واسعة هو بطلٌ مجاهد وإمام حربٍ ومسعّرها وما فعله من المحاسن لهي مصدر فخرٍ واعتزازٍ لكل مسلمٍ موحد إلى يومنا هذا .. لكنه ليس من أهل العلم الذين يُحتّج بهم .. وإذا كنت سأقيس صلاح الدين بالأشاعرة وما يفعلونه من أفعالٍ لا تمّت للإسلام بصلة فإني أنزعه من هذه الفرقة .. ولا يقاس انتصار رجلٍ بصحة عقيدة فرقةٍ كاملة .. ولو كان الأمر كذلك لكان المعتصم وهو معتزليٌّ مشهور الإعتزال له نصيبٌ من هذه العقيدة .. فهو فاتح عمورية ومنكس أعلام النصرانية وخليفةٌ عباسيٌّ هاشمي .. ولا أنسى محمد الفاتح الخليفة العثماني وفاتح القسطنطينة ومنكّس أعلام النصرانية ذو نزعةٍ صوفية! .. وعلى إثر هذا القياس لماذا لم يحتج الأشاعرة به؟! .. بل لماذا لم يحتج الأشاعرة ( بطغرلبك ) الذي أذاق أقطاب النصرانية الويل والثبور حيث كانت الأشاعرة تُلعن على منابره وتطرد من كل قطرٍ يحكمه! لا نحلق بعيداً أليس الملك الأشرف ( ابن العادل ) أخو صلاح الدين كان شديداً على الأشاعرة وفيه ميلٌ كبيرٌ إلى الحنابلة؟! أليس الحكام يقاسون بعقيدة العلماء والفقهاء أصحاب السواد الأعظم في القطر أو الأقطار التي يحكمونها؟! والقادة في الغالب تبعاً لبطانتهم ومن التف حولهم من أهل المذاهب كما كانت بطانة المأمون من أهل الإعتزال كأحمد بن أبي دواد وغيره .

وكذلك فإن صلاح الدين رحمه الله قد التف حوله لفيفٌ من كبار الأشاعرة حسنوا له المذهب والدعوة إليه فأصر عليه و دعا اليه . ولو كان الأشاعرة في زمننا هذا كما هو الحال في زمن صلاح الدين لكانوا الحماة العتاة لدين الله عز وجل!

أما المنهج الذي يتعامل به أهل السنة والجماعة فهو منهجٌ متزنٌ مؤصل وهو أن هؤلاء القادة لهم فضلهم وسابقتهم بل يجب الجهاد تحت رايتهم .. غير أنهم يظلون أصحاب حربٍ وكر وليسوا بأصحاب علمٍ وفقه.

أتمنى وهي دعوةٌ صادقةٌ أن يتبرأ الأشاعرة الصوفية من أفعالهم التي شوّهوا بها جمال الإسلام وصورته وهيبته .. وفرقٌ بين رجلٌ يحمل نزعةً أشعريةً أو نزعةً صوفيةً وبما قدّمه للإسلام من خدماتٍ جليلةٍ خلّدها التاريخ بماء الذهب .. وبين من ينتسب إلى هذه الفرقة وهو أبعد ما يكون عن نهج أبطالها العظام .. ووالله لن تتوحد الأمة إلا بتوحيد الله عز وجل وما دون ذلك خرط القتاد.

سعدت بسعة صدرك أيها الفاضل

تقبل شكري وفائق احترامي